![]() |
مشكلتنا
مشكلتنا الأبدية مع عدونا.. نحن قد نتقدم على الأرض.. وهو قد غرس راياته في سويداء القلب.. الاحتلال الحقيقي الذي نعانيه منذ عدة قرون.. هو احتلال العدو للأذهان والقلوب.. فنحن نفكر بطريقته ونعمل بقواعده.. بل وقد نحاربه بها كذلك.. فحتى إن انسحب من ميدان الحرب المباشرة، فهو يتقدم علينا في ميدان الحرب الفكرية والثقافية.. هو يلعب على شقاقنا في الداخل ونحن نغفل عن شقاقه التاريخي الداخلي.. هو لا يختزلنا في فصيل معين يسدد إليه سهامه عن قوس واحدة.. ونحن نختزله دائماً في فصيل بعينه ونغفل عن بقية الفصائل.. والنتيجة أننا من حرصنا على تجنب الحية نهمل وجود العقرب.. ونظن أنه بمجرد قتلنا للحية فقد أمنا سم العقرب.. وهيهات.. يقولون أن الحل في التعليم.. وهذا صحيح.. دعوة الانبياء قامت على تعليم الناس وتربيتهم على العقيدة الصحيحة التي تصح بها أذهانهم وأبدانهم فيقفون صفاً واحداً في مواجهة عدوهم الخارجي.. لكن من الذي سيعلم النشء.. من الذي سيربيهم على منهاج النبوة.. إننا نتكلم عن مناهج من الشرق والغرب.. مرة أخرى نتحرك في ظل أعدائنا.. لا نأخذ منهم سوى ما يضر بثقافتنا التي ترتكز على ثوابتنا الدينية وأي ثقافة لقوم هي كذلك.. لابد أن تنبع من العقائد.. لكننا لا نفرق بين الثقافة وبين العلوم المادية التي خلقها الله لكل البشر كي يستفيدو منها في دنياهم ويعملون بها لأخرتهم.. فلا توجد هندسة أو طب غربي وأخر شرقي.. (إلا كنسبة الشيء إلى مكتشفه ) فليس لهذا علاقة بثقافات الشعوب النابعة من العقائد كما أسلفنا.. مشكلتنا مع عدونا هي تلك.. معركة الغزو الفكري الثقافي.. هي أمنية أي غازي لأمة من الأمم.. فهو قد يحتلها لعقود عسكرياً لكنه سيظل عدواً لها إلى أن تنصهر تلك الأمة في ذات عدوها ثقافياً.. فلا يصير هناك فارقاً بينها وبينه.. ساعتها لن تكون هناك مقاومة ولا جهاد لهذا العدو الذي لم يعد غاصباً للأرض.. لقد صار منا وعلينا.. لهذا هم يصدرون إلينا أزياهم وقصات شعورهم ولغتهم وفنونهم.. ولا يعطوننا مفاتيح الصناعات الحديثة التي بها ينهض اقتصادنا.. كما قال عبد الناصر رحمه الله : يعطوننا معونات ولا يعطوننا مصانع.. ولا ينبغي لنا أن ننتظر منهم هذا.. بل علينا ان ننتزعه انتزاعاً.. لابد أن نملك قوتنا.. ولابد كذلك أن نحافظ على هويتنا الثقافية التي تنبع من إسلامنا العظيم.. كي نحافظ على استقلاليتنا، وكي نحقق الغاية التي من أجلها خلقنا. |
مشكلتنا أن عدونا احتلنا فكريا
و غزا عقولنا و انتشر من خلال توافه الأمور في عقل هذا الجيل حتى انتهك عظيمها فصار يتحكم بهم عن بعد فانهار المبنى من الداخل و لكن مهما صال و جال لايقع في هذه الفتنة العظيمة إلا من غفل قلبه و أصم أذنيه و أبى أن يسمع و يحلل و يربط مجريات الأمور كما يتوجب ربطها ليصل إلى حقيقتها . سيخرج من تحت الركام من يعيد هذا البناء شاءوا أم أبوا فالله بالغ أمره نسأل الله صحوة قريبة لنا و لهذا الجيل الصاعد الموضوع هادف ومهم شكرا لك |
اقتباس:
شكراً جزيلاً على إضافتك .. |
بالقطع،
الإحتلال الفكري مغبّته تنال من أجيال! وهذا ما نعانيه الآن من تأثير الوُجهة المحتلة علينا في أدقّ التفاصيل المُعاشة طرحك يمارسُ الحق في زمن التّشابه فيما ما يقال شكراً جميلاً لـ فكرك الضوء |
بسم الله الرحمن الرحيم
كلام جميل
مشكلتنا ليست مع عدونا ! هذا عدونا ثانياً , قبل أن ننظر مشكلتنا مع عدونا علينا النظر في مشكلتنا مع أنفسنا , أنفسنا غير مهذبة مع بعضها أستاذي وتتحدث عن ثقافتنا الإسلامية ! ونعم هناك ثقافة إسلامية , ولكن ليست هي ثقافتنا التي اُنشئنا عليها للأسف ! فـ اختلطت الاُمور. وهذه هي المشكلة !!!! كلام أدبي جميل , حِيكَ بقلم ثائر في طور من أطوار الدنيا ! الذي ربما سمعنّا فيه ولكن لم نعرفه ! وهذه هي مشكلتنا أيضاً , فـ كان هذا المقال جميلاً غريباً في نفس الوقت , .. والله أعلم . الله عليك . |
اقتباس:
مع الاعتذار للمغردين طبعاً لأن مقالي هنا أشبه بنعيق غراب على الخراب! وأرجو ألا اضطر للاعتذار للغراب أيضاً!! |
اقتباس:
أما مشكلتنا مع أنفسنا فحدث ولا حرج.. هذا يحتاج للعمل لفترة مسائية.. أسعد الله أيامك. |
بـ الأمْسِ غَزَانَا الغرَب فِي أرْضِنَا ،، لكِن الآن أخذَ نمَط آخَر وجَعَل الغَزْو الفِكْرِي هُو المُتمِم لِمَا فَعلَهُ بـ الأمْس اسْتحوَذَنَا فِكْرِيَا وسَيْطَر علَى عقُولِنَا وتفكِيرَنَا وبـ التَالِي اسْتسْلمْنَا لَهُ مُخيَرِين ومُضْطَرِين ،، الآنَ الأسْرَة تفَكَكت ولَم يَعُد لَهَا كيَان وأسُس وضَوابِط ،، كلٌ يُغنِي علَى ليْلَاه ..،، والوالِديْنَ ليْسَت لَهُمَا مُؤَهِلَات لـ ترْبِيَة جِيلًا جدِيد قَادِر علَى التحدِي والصُمُود ،، وارْجَاع هيْبَتَهُ المَفْقُودَة التِي صَنَعَها لنَا الإسْلَام. بَارَك الله فِي طَرْحِك وفِكرِك وهذَا القَلم البنَّاء |
الساعة الآن 05:53 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.