مالي اراكِ بشوقِ القلبِ شامتةٌ

أللجفا بَعدَ حُسن القربِ شمّاتُ




حبٌّ بلا عاشقٍ أرضٌ بلا بشرٍ

وأسرةُ الحبّ دون الحبِّ أشْتاتُ




إمنعْ عن العاشقينَ الوصْلَ منتظراً

تلقاهُم من أجيجِ الشوقِ قد ماتواْ




دودُ الجفا بالأسى والضيقِ يأكلني

وفأرةُ الحزنِ بالآهاتِ تقتات ُ




أحياءُ اهل اللقا والسعدُ بينَهُمُ

ومن يذوقونَ نارَ الشوقِ أمواتُ




قصَصت بعضَ النّوى والإبتعادِ على

حكايةَ الصبرِ فانسابتْ حِكاياتُ



وصار يحكي العنا للقلب ِ أحْجيةً

ما كنت أعرفها واليأسُ أصواتُ




بل كنتُ أجهلُ أنَّ الحبَّ قافيةً

و دمعتي في قصيدِ الهجرِ أبياتُ




مستنشقاً كل ما في البعدِ من ألمٍ

وحسرتي في بقاعِ الصدرِ غاباتُ




شنّت بكحل اللحاظ الدَّعْجِ عسكَرَها

ففرَّ قلبي لها و الروحُ كرَّاتُ




أهدابُها في طفوفِ العشقِ ميسرةٌ

والجفنُ ميمنةٌ و اللحظُ راياتُ




والخدُّ نورٌ على نورٍ و صارمُها

انفٌ صقيلٌ به ترنو السماواتُ




لولا صيامي لما غادرتْ فتنَتَها

وإنّ للشعرِ في المعشوقِ لَذّاتُ




لأجلها الروحُ و الاضلاعُ و المقلُ

والصدرُ و الخافقُ الولهانُ و الذاتُ




فتحتُ نوراً من القرآنِ فانبجَستْ

في وادي القلبِ آياتٌ و آياتُ




ذكرتُ ربّي فسال الدمعُ معتكفاً

وخلف دمعي بدتْ للتوبِ غاياتُ




ياربُّ فارحمْ عبيداً قلّ وازِعُهُ

فما لألطافكَ الكبرىْ نهاياتُ




عصيانُك اللهَ كالصحراءِ قاحلة ٌ

والتوبُ للهِ بعدَ الذنبِ واحاتُ

إمنعْ عن العاشقينَ الوصْلَ منتظراً تلقاهُم من أجيجِ الشوقِ قد ماتواْ