منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   طَرْحُ الذِكريات ! (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=37768)

حسام الدين ريشو 02-24-2017 06:04 PM

طَرْحُ الذِكريات !
 
طَرْحُ الذكريات !
=========
حسام الدين بهي الدين ريشو
==============

أينما تأخذهُ الخطى
تُحلِقُ في الأفق الذكرياتُ
يمضي تحت ظلها
فتهزهُ رعشةُ أو رعشتان

في الركن القصي
مِن قلبه الموجوع
الذي ينوء بالأحزان
قَدَرٌ
يهزُ جذع الحنين
فتلملمُ الروُحُ
تفاصيل الوجوه والأبدان .

حواءُ
كانت هنا
وضاءةُ الوجه
تذوب خجلا
تغض الطرفَ
ويتضرجُ خداها حياءً
إذا ماتأملتها عينان .

هنا
كان صديقٌ
ورفيقُ درْبٍ
كانت له مِنْسَأَةً
من وصايا لقمان
وعباءة
مِن " وعباد الرحمن "
ويشهقُ في قلبه
الخوف ... والرجاء
مخافةَ النسيان .

هنا أصداءٌ
لِحِكْمة وقصائد الرواد
لم ينجدل في رمزها
سَفَهُ بهلوان
أو نزغُ شيطان
تبكي إفتقادها
أرائكُ الحنين
والأجواء .. والجدران .

والأدبُ
إرتدى ملابس الحِداد
بعدما جفت لغة الكلام
ومسها الهذيان .

ذهبوا جميعا
على متن زمانهم
وحل زمن الغوايات
والبهتان
فاض زيفا ... وهراء
وتربعت الثعالب
وهللت لها الفئران .

وضجت الروح إغترابا
فنادى
على الناي الحزين
ليصحبَ الفؤاد
في رحلة الأشجان !

آه ياصاحبي
وانت في هزيع الليل
بين صمتٍ واغتراب
كواقف على الموج
أو على الأطلال
في اليباب
تسألُ عن " أنا أنتَ "
عن مكارم
تفيض بالخير .. بالإيثار
للإنسان .

هيهات .. هيهات
فقلوب الخلائق
صارت موصدةُ الأبواب
وصباحها .. ومساؤها
أنا
ومِنْ بعدِىَ الطوفان .

ياصاحبي
تغيرت الأيام والأحوال
فلذ بأعتاب
" أرحنا بها يابلال "
في الأسحار
راجيا
واقية كواقية الوليد
في زمن الثعالب والفئران .

سيرين 02-24-2017 10:20 PM

ذهبوا جميعا
على متن زمانهم
وحل زمن الغوايات
والبهتان
فاض زيفا ... وهراء
وتربعت الثعالب
وهللت لها الفئران .


كم اجزلت الصياغة
واتقنت وصف حالنا بعد رحيل أزمنة الجمال والبقاء للقبح
عظيم هو طرح الذكريات
كمأذن شاسعة الوقع لواقع نرجسي حافل بالاثم
حتى كان حرفك قطاف من هدي محفوف بالالق
دمت مبدعنا " حسام الدين ريشو " عازف بارع لسيمفونيات الشجن
ود وامتنان كماء السماء

\..:icon20:

جليله ماجد 02-25-2017 03:56 PM



الحياة معجونة بزيف و أقنعة ..
لا شيء ثابت فيها قط ..
حتى الأخلاق فقدت مهابتها ..
و صار الضياع هوية للوجوه ..
أ. حسام ..
تبقى تلك الحقيقة الثابتة ..
لا ملجأ و لا منجى من هذه الدنيا الدنيئة ..
إلا بسجدة عند السحر ..
تفيض بها الروح /سكينة ..
نص رقيق .. بوركت ..
ود






هاني هاشم 02-26-2017 09:56 AM

وميض هناك
طالما يتلألأ
ويبوح بالكثير
كلما أشتدت الظلمة هنا ..
العزيز .. حسام الدين
لحضورك البهي
ولشدو مفرداتك
سِمات النور
دمت بكل خير .....

عبدالإله المالك 02-26-2017 12:41 PM

هذه من وصايا لقمان يا حسام

رغم الإسقاطات البليغة الحافل بها النص

حييت يا عزيزي

علي الامين 02-26-2017 08:37 PM

حسام
مرثية للزمن والبؤس الذي عشش
داخل النفوس ليجعلها تدمن القبح
دائما لكلماتك وقع وصدى
لتكون الف الثورة
تقديري

بلقيس الرشيدي 02-26-2017 11:05 PM

..
..

بعضُ الذِكريَات أمانِي يَسرقُنا الحُزنُ إليهَا فَنسقُطُ فَقدًا لها !
كَالغَيم تأتِي تُنعشُ فِينا ذَاكَ الكَان فِينا . أسعدكَ الله وأرضاك

.

يوسف الأنصاري 02-27-2017 05:58 AM

يمثل النص مقولة
" نعيب زماننا وما لزماننا عيب سوانا "
برغم اختالفي قليلاً عن مفهوم المقولة ..
لكنك جسدت واقع في نثر منغوم بالشعر ..
كان النص غني بتأملات من اقتباسات عظيمة ( القرآن ، الرسول صلى الله عليه وسلم ، لقمان الحيكم ) .
فكان النص " نور على نور "
لقلمك وتيرة تستحق الخضوع .. فجزاك الله خيراً ..


الساعة الآن 10:09 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.