![]() |
سَيَسْمَعَكَ اللهُ
بَصْمَةٌ : مُتقوسةٌ أمانينا ؛ كعرجونِ حُلمٍ يابسٍ ، وأشواقنا تعجُّ برسائلَ مٌحلِّقةٍ ؛ تنقرُ نافذةَ السَّماءِ بالدُّعاءِ والرَّجاءِ . بِلَّوْرٌ : تمنَّيتُ أنْ تُنصفني –في خريفكَ- أحصنةُ الرِّياحِ ! تُقلِّبُ حُلمي الكبيرِ بكَ ؛ تحتَ سنابكِ الشَّمسِ وسنابلها النَّاضجة ! يا وجهَ الكونِ في غُرَّة المدى ، يا ارتحالَ الصَّوتِ في صدرِ الصَّدى ، لَمْ تنطفئْ أضلعي ظمأً تحتَ قنديلِ القمرِ ، ولا احترقتْ أصابعي شوقًا بأنفاسِ المطرِ . فَصْلٌ : لَمْ تُحايلني زنبقةٌ على أبوابِ جُنونها ربيعٌ يتنكَّرُ لظلِّكَ ومن ضيائكَ يتبرَّمُ ، ولَمْ أُهادنْ الشِّتاءَ على بيعِ ذكراكَ ، ولَمْ أستمعْ لصيفٍ عزفَ لي نشازَ الدَّمعِ على قارعةِ الطَّريقِ ودعاني للفراق !. صَوْتٌ : تواطأَ غيابُكَ مع أشيائي ؛ خطفَ ظلِّي إلى ظلِّكَ ، لَمْ أُبدِّلْ وجهةَ الشَّوقِ عن الطَّريقِ ، ولا انحرفتُ عن صراطِ قلبي يا دليلي ؛ على يُمناهُ ترقدُ حقولُ صمتي ، وتغرسُ يُسراهُ -في الصَّدى- حبَّات صبري ، وطيفي المجنونُ يغتالُ أيلولَ وآبَ ؛ وتنثرُ لهفتي زهرَ النِّسرين على هدوءِ الحُلمِ المُمتدِّ إليكَ من رحيقي. رِسَالةٌ إِلَيْهِ : سيِّدي البعيدُ الغائبُ ؛ في مدينتي يعيشُ سرٌّ عجيبٌ أودعتُهُ الحنينَ ، يكنسُ غبارَ الغيابِ عن شرفتِكَ المهجورةِ وفناءِ عشقكِ العتيقِ ، عن قناديلِ صوتكَ ، عن قصائدِ بوحكَ المتدلِّيةِ على الأرصفةِ وفي وجوهِ العابرينَ ، عن شرنقاتِ شوقٍ في الهواءِ معلَّقة بأملِ عودتكَ ثانيةً ، عن غناءٍ يعتمرُ وطنكَ البعيدِ ، عن محاربٍ مع ساسةِ الشِّتاءِ ؛ يُنازلُ جُنودَ الصَّقيعِ بنبالِ انتظارهِ كالغريق. *** http://www.adbyah.com/vb/data:image/...AASUVORK5CYII= في قلبِ غيمةٍ بيضاءَ أدسُّ فيها عينيَّ ، ومنها أقطفُ –بخيالي- حروفًا تليقُ برجلٍ يصنعُ -في صدرهِ- من الطِّينِ طائرًا ، ثمَّ بالممحاةِ يصطادُهُ ، وفي قبضتهِ الهائمةِ سنابل وجدٍ ؛ تطحنُ رحى الأيام شوقَهَا ، ثم على بساطِ أوراقي تذروها صورًا وتنثره مرايا . *** - حينما يعزُّ الكلامُ ؛ فاعلمْ أنَّ أُذنَ الليلِ قد بُتِرَتْ ، وأنَّ ضوءَ القمرِ قد باتَ مُعلَّقًا بين وصلٍ وهجرٍ . وحينما يتثاءبُ الجُنونُ في أوانهِ ؛ فاعلمْ أنَّه قد رَفَعَ بنانَهُ ؛ لتستقرَّ عليه فراشةٌ ؛ لَمْ تَنْتَمِ –يومًا- للمطرِ ، ولَمْ تَنَمْ على صدرِ غيمةٍ . *** - ستحملنا السَّماءُ بلا ميلادَ ولا أسماءَ ، سنكونُ أصواتًا بأجنحةٍ لا يُقيِّدُها زمنٌ ولا أرضٌ تحبسُهَا ، سنمزِّقُ المسافةَ الفاصلةَ ، ونُجرِّدُهَا من الحُدودِ ، ومن حواجزِ الغُربةِ والغُروبِ والغيابِ ، ومعًا سنبني غصونَ دفءٍ ؛ لا يُطفئُهَا البردُ ، ولا البعدُ يكسِرُهَا ؛ فلا تُجازيني على غيابي بالغيابِ ، ولا تجرحي رجائي بالعتابِ ؛ فو الله ما نَبَتَتْ في قلبي عُصفورَةُ عشقٍ من بعدكِ ، ولا اعتنقتْ خيولُ رياحيني غيرَ رائحةِ عطركِ . http://www.adbyah.com/vb/data:image/...AASUVORK5CYII= *** - سأشرِّعُ بابَ نافذتي على الليلِ الطَّويلِ ، وأضعُ في أحضانِ كلِّ نجمةٍ أُمنيةً ؛ علَّها غيومُ الدُّعاءِ ؛ تُمطرني بكَ غيثًا ! وسأتوسَّدُ أحلامي البيضاءَ ، وأغرسُ في قلبِ كلِّ حُلمٍ وردةً حمراءَ ؛ صغيرة بحجمِهَا، كبيرة بمحبتِهَا وطُهرِهَا. *** - دعينا في لقاءِ الغيمِ نحرثُ حقلًا ، ومنه نحصدُ أصواتَنَا الرَّاحلة ، ونُعتِقُ أرواحَنَا الحائرة من هَرَمِ ابتساماتِنَا وكآبةِ صمتِنَا ؛ فو الله إنَّها تختنقُ في داخلي أسرابُ الكلامِ ، وينامُ سرابُ عطركِ في روحي وحبري ، وتتيبَّسُ أطرافُ جُنوني ؛ فلا تقوى على الإمساكِ بخيوطِ العمر ؛ وهو في ظلِّ الليلِ خادمٌ أصمٌّ أبكمُّ . http://www.adbyah.com/vb/data:image/...AASUVORK5CYII= *** - في سماواتكَ وجدٌ بلا روحٍ ! يا أنتَ ؛ لَمْ أُسافرْ –يومًا- على مركبٍ من ورقٍ ليحملني إليكَ حرفًا ، ولَمْ يُزْهرْ على جسدي طيفٌ من أَملٍ ؛ بَل أزهرَ فيَّ أرقُ الحُلمِ وقلقُ الألمِ ، والشَّجنُ سلبَ –من ضلوعي- ضوءَ الوجدِ نحو فضاءٍ يعشقُكَ في هذيانكَ ، أشكوكَ للغيابِ ؛ فيعرجُ بي إلى أفقكَ مكسورةَ اليراعِ والمجدافِ ؛ فلا خاصرةَ للشَّمسِ تحتضنني ، ولا عاصفةَ هوجاءَ تحملُ للنسيانِ أوجاعي ، وتسألني الصعودَ نحوكَ ؛ لأحتفي بكَ مع أغصاني الهزيلةِ ، لأمحو جميعَ الفُصولِ من ذاكرتي ؛ ما عدا فصل الشتاءِ ، ولأفتحَ نوافذي لأبجديةِ ليلٍ بهيمٍ مُشرَّدٍ ؛ يملؤه الأنينُ الثقيلُ والبردُ المقيتُ . سيسمعكَ اللهُ ! وكلماتُكَ تحفرُ مجدَهَا في لُغتي ، وذكرياتُكَ تدقُّ مساميرَ حروفها في روحي ؛ وكلُّها مآذنُ حربٍ ؛ تصدحُ بالعزاءِ ، وتُجلِّلني بالسَّوادِ السَّقيمِ . - أرجوكِ دعي اللقاءَ يكبرُ في مداركِ ؛ يرتقُ ثقبَ الحنينِ ، ويُضمِّدُ جرحَ المسافة بالمسيرِ والوُصولِ ؛ ففرحي هو أن ألقاكِ ، وأن أجعلَ من لقائنا منديلًا أهديه لكِ وتاجًا به أُتوِّجُكِ . ،http://www.adbyah.com/vb/data:image/...AASUVORK5CYII= - يأتي بكَ الخريفُ على الطَّريقِ كالضَّياعِ أو كالحريقِ ، وقلبي في اغترابه الطَّويلِ مفقودٌ مفقودٌ ، لَمْ أنزعْ من صدري لونَ وردتكَ ، وَلَمْ أَدفنْ في ذاكرةِ النِّسيانِ عطرَهَا، ولا نفضتُ قطراتِ الحنينِ عن جبينها. شكوتُ عطركَ للغروبِ ولأطفاله من النَّوارسِ والعصافيرِ، شكوتكَ لوميضِ البرقِ الضَّاحكِ ، وجنونِ الرَّعدِ العابثِ في صفاءِ حُلمي، ولهمهمةِ الرِّياحِ في ارتحالِهَا إلى غربتِهَا، ولرغبةٍ مُصفَّدةٍ بالجمرِ ومُسجَّاة كالنُّور بين قضبانِ الرُّوحِ في وحدتِهَا . سيسمعني اللهُ ! إنْ كذبتُ ، وألبستُ العناقَ عباءةَ الصَّمتِ، وسجنتُ دغدغةَ الورقِ في كُفوفِ الحُروفِ ، وادَّعيتُ أنَّها نافذةُ السَّماءِ نجومُ همسها مسلوبة من كُؤوسِ الياسمينِ ومن غيمةِ ليلٍ يغتسلُ بموجها وجهُ الصباحِ الحزينِ... ولقد فعلتُ.. *** ُ . سيسمعني اللهُ ! وأنا أُخبركَ بأنَّ الطريقَ إليكَ ستُرشدُ عقلي إلى ريشةٍ سوداءَ تلوكُ أرقَ الحُلمِ المُعلَّقِ على أبوابِ صدركَ ؛ وعلى المضي قُدمًا ستحثُّه . سيسمعنا اللهُ في صمتنا الرَّهيب !. ،، ، ، ، http://www.adbyah.com/vb/images/smilies/wd.gif |
يأتِينا صَوتُ الشَوق غَارقًا بِالحنِين يُمسكُ بكُل الجِهات الَّتِي تُؤدِي لـ اللقاء !
أهلًا بِعودتكِ ياسَادِيل وأهلًا بهذِهِ الأناقة الأدبيَّة الَّتِي أسعدت أبعادنا بِحسِّها العاطر . http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif |
ساديل عوده حميده
وراقيه |
ومن خير من الله!!..
أحسنتِ يا ساديل لغة مسافحة الغمام .. تقبلي التحية والترحيب :) |
الكاتبة والمصممة الانيقة ساديل
أختي الفاضلة لفد أتتحفنا بهذه الخاطرة الرائعة و هي واحدة من أجمل ما قرأت من الخواطر أسجل إعجابي هنا دمت بحفظ الرحمن |
سمع الله بالـتأكيد عزيزتي
ساديل حرف متوهج وجميل سيلمع في احداق ذاكرتي طويلاً محبتي . |
ياااالله
أيُّ مِدادٍ هذا يصافِح الثريّا ويَختال بلا هوادة تسكبُنا المفردات شعوراً منصاعاً منساباً مع لُغَة النبض ما أجملك ودّي لكِ يا وارِفة الروح |
أحرف مورقة كـ جنة دانيةتلامس بـ عطرها المملوء بالحنين شِغاف القلب
, , ساديل رائعة وأكثر:icon20: |
الساعة الآن 04:12 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.