منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد القصة والرواية (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=33)
-   -   النعام (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=32139)

محمود السيد 04-27-2013 04:39 AM

النعام
 
النَّعام

تحسس الأب علبة الثقاب . أشعل شمعة - علها تضئ - تفقد ابنته التي تناومت عند سماع خطاه تظنه آخر .
قرع نعله يرعدها. اقترب منها؛ انتفضت أكثر. لثمها؛ فتعلقت به.
أخذت نفسا عميقا، واسترسلت في إخراجه. ضمها بقواه المتداعية، وهي أحكمت العناق بيدين صغيرتين. ارتجفت بين يديه؛ فداعب بذقنه رأسها؛ ابتسمت.
نظرت إليه :
- إلى متى يا أبي ؟!
- طأطأ رأسه. عبرت عيناه. وارتضى الصمت جوابا.
- أدركت ذلك؛ فداعبته بما كان يهدهدها به عندما تشكو الخوف، ولم تكف حتى ردد معها بصوت شابه الحزن والدموع :


لا تخافي يا فتاتي إن يوما سوف ياتي
تنعم فيه بلادي وغدا يوم جديد


يخبو ضوء الشمعة شيئا فشيئا .

- انتفض قائما. اتجه إلى الموقد. من بعيد ينظر إليها بعيون دامعة.
- ترمقه ذاهلة :
أعلم أن ليس بالبيت شيء فماذا يصنع؟!
انزوت عيناها قليلا عنه، ثم تبسمت :
الآن أدركت.
نسى أبي القصة التي قصَّها علينا.
العجوز التي أوهمت صغارها بإعداد طعام لهم حتى غلبهم النوم، أوتناسى.
وجهت عينيها تجاه الباب المحكم الوصد؛ استجابة لخاطر ألح عليها.
انتظرت طويلا حتى غلبها اليأس.

يتابع النظرإليها.
عبثا يحاول أن يستوقف ما أسالته - رغما عنه - عيناه.

تبادله النظر. لم يعد أمامي سوى مواصلة القصة.


نظرت إلى الشمعة ودموعها تشق على وجهها ممرا تكاد تذيب جلدها من شدة ملوحتها والتهابها.
تقطر هي الأخرى أمواهها بغزارة.
- لا. لا تفعلي فذلك يدني من أجلك. رجاء أعينيني.
- يتماوج اللهب.
- تحاصره بكفييها الصغيرين. أرجوك تماسكي للنهاية. أنت آخر ما لدينا. بتنهيدة متقطعة... كادت أن تنطفئ.

مازلت تنظر إليها. تطمئن لحياتها... حتى غلبها النوم.

أسرع إليها دامعا منتفضا. خفقان قلبه يدوي.

يقبَّلها . يمسح جاهدا بيده دموعا مازالت تصاحب وجهها.

لم يكن يعلم أن الدمع الجاري على وجنتيها من معينه هو.


لفظت الشمعة أنفاسها الأخيرة بعدما حاولت أن تهدهد أحلام الصغيرة.
لكنها لم تنجح ...

عبدالإله المالك 04-28-2013 01:32 PM

حروفك النور
تضيء لنا الدرب
وننتشي بها

تقبل الود عزيزي محمود

نادرة عبدالحي 04-28-2013 04:37 PM

الأب ....الشمعة ..... وعلبة الثقاب
وجوعا يرابط في المكان .......
واقع مرير وجدتهُ هنا وحبا كُتب فيه القصائد
اقتباس:

لفظت الشمعة أنفاسها الأخيرة بعدما حاولت أن تهدهد أحلام الصغيرة.
لكنها لم تنجح ...
وتسألتُ لِما تركنا الكثير من الأمور تهدهد أحلام الصغار ؟
ألم نكن نحنُ صغار كذلكَ ؟؟؟ واحببنا تذوق الأحلام كما تذوقنا الحلوى ؟
الكاتب محمود السيد لها أفاق كثيرة قصتكَ هذهٍ

محمود السيد 05-05-2013 03:49 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالإله المالك (المشاركة 836133)
حروفك النور
تضيء لنا الدرب
وننتشي بها

تقبل الود عزيزي محمود

أستاذنا،
أشرفك بمرورك من هنا

دمت ودودا

محمود السيد 05-05-2013 03:53 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادرة عبدالحي (المشاركة 836142)
الأب ....الشمعة ..... وعلبة الثقاب
وجوعا يرابط في المكان .......
واقع مرير وجدتهُ هنا وحبا كُتب فيه القصائد

وتسألتُ لِما تركنا الكثير من الأمور تهدهد أحلام الصغار ؟
ألم نكن نحنُ صغار كذلكَ ؟؟؟ واحببنا تذوق الأحلام كما تذوقنا الحلوى ؟
الكاتب محمود السيد لها أفاق كثيرة قصتكَ هذهٍ


شرف لي أن ينال حرفي قراءتك يا أ/ نادرة

ربما هذه الأسئلة لا جواب لها عند جيلنا المضطرب!


الساعة الآن 12:47 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.