متاع الحرية
 

في شارعنا المرصوف على وجع الربيع..قطة تدعى كاتي..عرج أبي على مكتب الأسماء وأخرج لها بطاقة مدنية وصورة شخصية دون حجاب...يريد لكاتي بعض الاستقلالية ومتاع الحرية...لأن كاتي استثنائية في عجاجة وقت مبتذل نسي بعض أبنائه بين العقارب يلوكهم الدوران اللعين دون رحمة...
هيئة حقوق الحيوان أنشئت لأجل عيني كاتي..وكي لاتحزن كاتي أحضروا لها أباريق الخمر وموكبا وحاشية كي يشبعوا غرور كاتي في التسلط والنهر والزجر دون أن تتم محاسبة كاتي...تحت مسمى ديمقراطية كاتي وامبراطورية كاتي وعصر كاتي المجيد...
أذكر أنهم انتدبوا وفدا رفيع المستوى من وزارة الميزان كي يمنح أبي فناء منزلنا بأكمله إلا قليلا لكاتي ويوثق بصك ملكية تعتمده كافة الوزارات والعقارية منها...
الدجاج عبيد كاتي والفئران ممرات وثيرة لسيدتنا كاتي والفناء الواسع أيضا ملك كاتي إلا من مساحة صغيرة تركها أبي لجدتي كي تمد ساقيها عند الفراغ من خدمة كاتي وقضاء شؤون كاتي وعمل شعر كاتي وتقليم مظاهر الخشونة التي -لاسمح الله- قد تظهر لكاتي في غفلة من الحاشية البؤساء...
لقد نالت سيدة العالم كاتي من الحقوق العظام سبحان من يحيي العظام وهي رميم..
أتذكرين نبش المزابل ياكاتي وافترارك في الشوارع ومزاحمة صغار القطط والدفع والمواء على الحيطان!!!
أتذكرين حكايا التلصص على نساء الحي آناء الليل فأرميك بصندل مهترئ وتلوذين بالفرار...
أتذكرين الليالي الطوال التي تسولتي بها على بابي واغتصاب كلب الجار لك طوعا تحت الحاجة اللعينة....
أتذكرين الاختباء تحت عجلات السيارات ومطاردة الصبية لك في الهجير...
أني أحفظ تاريخ الفقراء لمثلك ولولا أنك صناعة دولة عظمى لنشرت غسيلك وانتزعت الحصانة من شفتيك ونبذتك بالعراء مذمومة لكن مشنقتي حقك الممنوح لذلك سأصمت على وجه غير مألوف لعربية مثلي...

القدير علي تشرفت كثيرا بعبورك على نصي وأعتز بحضورك كثيرا
ودي لك

القدير حمد لقد سلبتنا كاتي كل مانملك والعزاء الباطل لن يدوم طويلا شكرا كثيرة لك

عزيزتي مياسين سرني كثيرا مرورك العاطر
امتناني لك

ما كل هذا يا حنين

لقد فجرت الحرف تفجيرا

وشطرتي الكلمات تشطيرا

نكأت الجرح . . وحبرت الألم
وانطقت الوجع

لغة متألقة تسافح أنغام العشي وتنتشي . . رغم . .

ولكن هل ننادي : واصلاحاه!
وجود القطة الخارجة عن المألوف . .