![]() |
عودي إليّ..!
حول مرافئ النبض
حكاية مهتوكة الجدائل تنفض أوراقها جثة بيضاء مغسولة بأحاديث الصبية وزفير الليل ! لم يعد لرابية الوجع أصابع تومئ بها .. فقد تلظّى تحت هامتها شحوب احتل زوايا النوارس المحدقة وأشرعة المساء مثقوبة العتمة! ناي حزين يصلب أنينه في قعر النهر ! وضباب الغابات يجثو فوق جذوع المرايا ! ليكسو أجراس صخبي حنيناً يلتهم أصابعي! عودي إليّ يا حلوتي.. عودي.. ففي الحب لي أغنية مشرّدة أغنية جائعة تفوح ذات مسافة بين صوتك وأوراقي! مازلتُ أرقب وجهك وجدائل شعرك لأنظم آخر قصائدي فوق سحرك عودي إليّ يا حلوتي فأنا رجل مقسوم بين جزيرتين وجهك وعينيك ! وضباب غربتي.. رمل بحرك مازال غافياً ينصت لقرع خُطانا ! يتحسس سلاميات حضورك المورقُ! ليتسلقك من غيمك وحتى شفتيك! قومي بين نوافذ المطر واركضي تحت الدفء ولملمي مملكتي في وهجك! تعالي نكتب شيئاً نبللّ به ساقية البحر وذراعيك أشرعتي! احضني قصائدي ولا تضعي أصبعك في قلب أسطري كوني يا جارة القصيدة عاصفتي حين تصمت أكف الضراعة عند تلاوة.. صوتك المبحوح في خشوع العابرين في شغب الثائرين في نزق الرواية القصوى لحكاية الحي المسحور فيكِ! لتمتمة الصبية حين يركضون خلف عطرك في أزقة الريح! وقامتك الريف الساحر المصلوب في حدقي! شرقيةٌ أنت ِ كزنبقة ترقص فوق الماء عسلا ! كشمع فوق راحتي يسرق الوجلَ ! أنا الرجل المتوثب في عينيّ خارطةٌ تذوي المسافة وتبقين أنت ِ! ما أقصر المكان وصوتك خلف جدار حجرتي ! لست ِ (هناك ) بل في خطوط جلدي في مفاصلي.. تقطنين لساني فأكسرُ أحرفي ! أتحسسك كناي ينقر الريح في ظمئي ! اسقيني يا حلوتي.. من صوتك المشبوب والصقي جنوني بك ِ ولكن لا تكثري الغضبَ إن لم يبقَ منك حريرٌ ! فسأشرب ضوء القناديل وأشعل من دمي لك وطناً ! عودي إليّ .. لأصنع من جفنك شمساً ومن ظلك قاطرة ! تجرفني حيث أنت ِ ! لا تتركي يديّ هنا.. أو خذي قلمي واكتبيني في هويتكِ أنّي أنا الوطن ! (محمد الشهري) 21/2/1433هـ |
محمد الشهري نصٌّ باذخ بالغ التصاوير المجنحة نحو فضاء رحب فسيح .. تقبل اعجابي ومروري |
شحوب احتل زوايا النوارس المحدقة وأشرعة المساء مثقوبة العتمة! . . . وتبقين أنت ِ! ما أقصر المكان وصوتك خلف جدار حجرتي ! لست ِ (هناك ) بل في خطوط جلدي في مفاصلي.. تقطنين لساني فأكسرُ أحرفي ! أتحسسك كناي ينقر الريح في ظمئي ! . . . زمن لم اقرأ مثل هذا النبض |
ترحل هي .. لتعود أنت إلينا بهذ النص المخضب بالدهشة والحنين ..! سعيد ٌ بك يــ محمد .. دمت بخير |
واكتبيني في هويتكِ أنّي أنا الوطن ! ** أثارت إعجابي و تعجبي في آنٍ معاً ، اعتدت أن أقرأ الأنثى وطناً لحبيبها ، حتى أحلام مستغانمي جعلت من الوطن أنثى ! و هنا تطلب منها أن تكتبك أنت وطناً لها !! جميلٌ يا محمد ! شكراً لك . |
اقتباس:
وما أسعدني كونها شرقية الملامح والهوية هنا كانت أميرة يغتسلُ الربيع في عينيها |
_
حرفك وطنُ الأشياء الجميلة .. وعزفك بحد ذاته " أسطورة نثرية " ..! كُل شيء هُنا مختلفاً ونادراً .. لله درّك |
صور رائعة .. زينتها بالمجاز .. فجاز في قلوبنا ..
صور فيها التعبير والمعنى .. بدون أخلال بالعاطفة وحضورها .. شكرا .. أهديت لي صباحا مورقا بسطور نصك . ألف تحية وتقدير |
الساعة الآن 01:26 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.