منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   كغمضة عين ! (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=28076)

خليل الذكرالله 08-13-2011 03:31 AM

كغمضة عين !
 




أيها الصبح الذي يلعب على أصابعي كطفل بلغ منه النوم مبلغ متخبط الركبتين .. إني أتسع كدغل .. أنفرج كساق غجرية .. أنشطر كأرض هشة .. أتبجح كبائعة هوى .. أركض كأرنب بري سمين .. أزحف كأصابع دبقة على جلد أنثى تجيد الزأبقة .. أتلون كهجرة قبلية طائشة .. أراوغ كفهد أشد مكرًا من حذاء سندريلا .. أعجن الوهم ، أخبز المستحيل وأُخزن حنطة الحلم بغرف مليئة بالأماني وأطحنها بعد سويعات جنون لبق ولا أحصد شيء من رغائد النبض ولا أحصل من سنابل الوجد إلا فسيل متفحم ، فأدلف إلى بيتي الطيني ، بيدي وردة ناضجة وبفمي تبغ معتق وبلساني تتسكع بقايا القهوة التي شربتها مع تلك البدوية الفاتنة منذ ثلاثون سنة قلبية تلبس مشلح حياة تغيب كلما نز الندى !



أيها الأب الذي تقدسه سكنات قلبي وتلهج بشيبه شرايين وجدي وتتقوس أمام شقوق قدميه جذوع عمري وتطأطئ رأسها النبضات حين تشم رائحة كفيه السمراوين .. أيها الأب الشبيه بالأحلام المستحيلة .. لم يكن نبأ سقوط حبات السكر بين الأوعية والخلايا وتوأم الكريات بهذا الشكل المفزع ، الفاجر ، السافر شيء بالإمكان التعبير عنه بطريقة الخدود المستديرة والدموع السائحة ، وليس بالإمكان تسريبه من بين تور النافذة كما يتسرب خيط سيجارتي إلى أنف إنارة مكتبي هذه الواقفة بميل منذ أربعة عشر يومًا ولكأنها راقصة شرقية أخذتها نشوة الموسيقى .. لابد أيها الأب المقدس أن أتحضر جيدًا وأجهز كراريس دماغي وأخلع (أفياش) إدراكي و أنفضني من نخاع وجهي إلى مفاصل ذاتي ، حينها فقط ربما يُمكنُني رجل التفاصيل الصغيرة من تدوين مالا يدون على جناح عصفور فقد عشه بغمضة عين ! أيها المغروس بكبدي كشجرة صنوبر عريقة سأكتبك بحبة عيني .




أيتها الصبية العاشقة من مفرق شعرك الذي يلفني بجدائله الطويلة ، الطويلة إلى حلم يشهق بصدر الجنون اللامتناهي ، اللامعقول .. أيتها البنت التي تنام على فخذي بهيئة مبعثرة يرتبها الرقم ثمانيه ثم ينثرها ، ثم يلقيها ، ثم يطحنها ، ثم يعود لينكصها ، يهزها لتأخذ القرفصاء وتندس بكم بجامتي كطفلة أساء فهم إصبعها عصفور القفص .. أيتها الصبية التي تحمل شال ذنوبها وترتدي جوارب عثراتها وتمشي بحذاء خبلها الأزلي المغموس بديناميت الحب ..


أيتها البنت الجبلية كيف صاح الديك ليلة البارحة ؟ متى استيقظ خراف قريتك ؟ كيف انشق فجر ريحانك؟ كيف تكلمت أعشاب قلبكِ ؟ كيف أُستشهد فارس الضباب على نافذتكِ ؟ من دق الطبول ؟ من ضرب عنق الناي وأثار العسلية عينكِ ؟ لماذا هذا التلوين ، هذه الديباجة ، هذا الصياح ، هذه الغميضة المستحيلة ؟!


أحبكِ أيتها الأرنبة الجبلية المليحة .. هكذا أريد أن أطرحني وأبسطني بشرط أن أقبل القسمة على شفتيك المجنونتين المجرمتين .. هكذا أحبكِ لأنكِ دائمًا تتسترين على قصائدكِ المهبولة ولأنني ابن الأبجدية الخجولة ، الدامعة. رغم جل الدهشة التي ترقص بنشوة فوق خصر إبهامي .. أحبكِ لأن السماء ليست كاملة الزرقة ولأني أحمق من أن أجعلها مستقرة على لون يركل مزاجيتي ..أحبكِ لأنكِ الطبشورة التي لا تمل الخربشة فوق سبورة هذا العمر السائب .. أحبكِ لأنكِ ترتدين قميصكِ القروي الدافئ بطريقة بدائية تجعل لساني يتلعثم من فرط البساطة – المناديل رواية صبية مسكوكة بالسحر وصبي يصول ويجول بأول حروف اسمه كقائد ثوري همام –


أحب تلك التفاصيل الصغيرة التي تربط عينيك العسليتين بقلبي المكدود منذها .. أحب حذاؤكِ حين يكون فارغًا لا ، لا .. أنا أحب تلك اللحظة التأملية فيه حين تغزوني فراشات الخيال .. أحب تلك الرعشة في يديك حين كنا ومقاعد الطائرة نوثق لحظة الأبدية الباهرة .. أحب رائحة عنقكِ حين تكونين مابين الصحوة والإغفاء ويكون أنفي مسافرًا بكل المساحات الدقيقة .. أحب مشيتك الراكزة التي أحسها تمشي على أعصاب أعصابي وأحسني وأنا بمعيتها كهزار في جنة غناء .. أحبكِ لأنكِ مستحيلة ولأنكِ أرنبتي الجبلية ذات السلالة النادرة !



عبدالناصر الأسلمي 08-13-2011 09:17 PM

مميز هذا الطرح الراقي
يشدو بفلسفة اخرى وحروف قدسية حد البهجة
تحياتي اليك اخي خليل

عثمان الحاج 08-13-2011 10:59 PM

للحب مشهد اَخر حينما يحشد التفاصيل
وللصبح ضوء مختلف حينما يلعب كالأطفال...
اتسع فضاء النص ليرسم لوحاته علي واجهة الطبيعة
وتمدد ليلحق بركب الأمنية في احتشاد نداء الغائب
وعرف كيف يتمسك بنبل عند مفترق الطرقات..
استاذ خليل:
دمت بخير

خليل الذكرالله 08-16-2011 02:19 AM


أهلاً بجلك يا عبدالناصر . رؤية حروفك فوق هذا الطرس الأثيري ..
تذكرني بأيام جميلة لا تتكرر .

شكرًا لعطرك .

خليل الذكرالله 08-16-2011 02:24 AM


ماذا عساني أن أقول يا عثمان ؟
وأنت لم تترك لحرفي مساحة صغيرة إلا وورطتها بثمين ذائقتك !

لا أتمنى إلا أن أراك كل ذات نص راكز مبصوم باسم الدرويش أنا .
لا حرمنا من قارئ متفحص كأنت . كل الشكر والامتنان .

فهد الرويلي 08-16-2011 07:56 AM

هذه الأزاخيم المترفة
يحق لها الخلود ي خليل
نفث نضيح الدمقس وخالقي
لروحك رعشة الندى

خليل الذكرالله 08-17-2011 09:40 PM


ويحق لي يا فهد أن أختال وأترنم بدعة بهكذ حضور وهكذا ألق فتان ..
خرج من بين أصابعك فأصابني بنفثة أطيب من المسك .

لكلك الخزامى .


الساعة الآن 03:37 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.