![]() |
قلوب في مهب الريح
عندما نتكلم عن القلوب الجميع ودون أي تردد يفكر في الحب بمعناه الضيق ذلك المعنى الذي فكرتم أنتم فيه عندما قرأتم عنوان حروفي المبعثرة هنا القلوب هذه النابضة بالدم حقيقةً .. وبالمشاعر قوة وانكسارا حياةً هي أول من يفرح للحلم عندما يأتي واقعا وهي أول من ينكسر عندما يتطاير الواقع .. بعيدا عن الحلم الريح تهب على هذه القلوب قد تكون من أقرب قريب وقد تكون من البعيد الذي لا نعرفه تهب .. فتشتت مشاعر تلك القلوب تجعلها تنبض بالدم أما المشاعر .. فتختفي .. وتندس داخل جدرانها لتحتمي من الانكسار الأخير الانكسار يقتل الأشياء الجميلة داخل تلك القلوب يقتل الأمل .. الاستمرار في المحاولة بحب ويقتل العطاء .. . غير المحسوب بالأخذ والعطاء المقابل قلوبنا .. جميعا قد تهب عليها الريح في مكان ما في وقت ما فتحاول أن توقفها عن النبض حبا أرجو أن لا تنجح أبدا وأن لا يتوقف نبض الحب في قلوبكم جميعا http://cloudskies.jeeran.com/Big%20Rose.gif |
(1) مازال في القلب .. متسع للحب/ للعطاء
راشد ثلاثيني متزوج من ميثاء أب لعفراء وعبدالله مبرمج .. تخصص شبكات جلس على مكتبه في أحدى جامعات الوطن يلملم أوراقه صامتا عينيه جامدة الشعور بصره لا يرتفع عن صفحة مكتبه يداه تجمع أوراق الأحلام يضعها بحب .. ودون اكتراث للترتيب في حقيبة أوراقه سمع رنين الكمبيوتر المعلومات تم نقلها بالكامل من كمبيوتر العمل إلى كمبيوتره اليدوي أحلام مستقبل .. لوطن .. وبوطن سيحملها خارجا . . يرفع بصره لأول مره منذ أن دخل مكتبه عائدا من مكتب الوكيل العام نظر إليها .. ورقة سلمه إياها الوكيل جلس في كرسيه تنفس .. بعمق .. بحسرة .. بقهر قفز إلى عينه دون أن يشعر .. أستاذه الأجنبي يتذكر أخر كلماته بعد حصوله على شهادة التخصص " افعل كل ما تستطيع حتى تصبح الأفضل وتوقف عن المثالية فهي كلمة في القاموس فقط ومارس الأحلام فهي سر السعادة وعش حاضرك .. بواقعية " . . فعل كل هذا وأكثر لأكثر من عشر سنوات قضاها في تخصصه متدرجا من منصب إلى أخر ومن قسم إلى أخر أيام كثيرة واصل ليله بنهاره لإصلاح عطل عطلات كثيرة سُرقت من فرحة أسرته قضاها في مكتبه ليحل مشاكل وأخطاء لبرامج تشغيلية أيام .. شهور .. سنوات ظل يعمل .. يحلم .. يأمل . . نظر إلى خارج مكتبه إلى الأفق كم هم عدد الذين يحملون نفس تخصصه من جلدته؟! وكم منهم ينحى خارج حدود الحب / الوطن قبل الموعد؟! . . عاد ببصره إلى أوراقه نظر حوله لم يبقى منه/ له شيء في هذا المكان حمل حقيبته .. كمبيوتره اليدوي خارجا أأأه سمع من جديد أصداء كلمات الوكيل العام شكرا لك يا راشد نظر إليها في يده ورقة "التقاعد المبكر" !! |
(2) كم يحبهم !!
كان ذلك بعد صلاة المغرب توجهتْ اليازيه إلى " السوبر ماركت " القريب وفي موقف السيارات وبعد عدة دورات حول نفسها وحول الموقف وجدته موقف ينتظرها بين سيارتين الحمد لله تقدمت بسيارتها نحوه كانا هناك في الجهة المقابلة كان هو معهم رجل سكن البياض رأسه يدفعانه على كرسيه المتحرك نحو باب السيارة أوقفت سيارتها في الموقف ونظرها لم يزل يراقب ساكن ذلك الكرسي كان يشير بإصبعه نحو أحد المحال التجارية ويقول لمن يدفع كرسيه كلمات لم تسمعها هي أوصلاه إلى باب السيارة ومازال إصبعه يشير إلى ذلك المحل .. كطفل أشار إليه أحدهما أن يدخل إلى السيارة لكنه مازال يردد بعض الكلمات غير المسموعة لها ويشير إلى المحل . . كانت تراقب كل هذا وبحركة عنيفة / قوية حمله أحدهما .. يريد دفعه إلى كرسي السيارة الأمامي كأنه طفل لا حول له ولا قوة أو جماد ما .. أو أي شئ قفزت هي من سيارتها .. متوجهة إليه سألتهما ماذا يريد العجوز من ذلك المحل تصنعا عدم فهم اللغة .. لم يردا عليها نظرت إليه .. كان هو أيضا ينظر إليها سألته عما يريد الدواء هنا سعره أرخص .. أجابها وهو يبتسم ابتسمت هي الأخرى ما الدواء الذي تريده .. سألته قال: دواء الضغط يا ابنتي ابتسمت وسألته عن اسمه قال : لا أعرف .. هذا يعرف وأشار إلى أحدهما عرفت أن من كان يدفعه إلى السيارة هو نفسه من يهتم به ويعرف كل شئ عنه والمفروض أن يكون تحت خدمته . . طلبت هاتف منزله منه .. أخبرته أن والدها سيسره أن يزوره سألته عن أبناءه .. عددهم وأين هم الآن لم يجب ووجد لهم العذر بأسرع مما تتخيل هم مشغولون يا ابنتي .. تعرفين العمل والأولاد ومشاغل الدنيا لا تنتهي . . ابتسمت له ربتت على كتفه وهي تساعده للجلوس في كرسي السيارة ابتسم لها .. وحزن يطل من عينيه دعى لها .. وهي تغلق باب السيارة أشار بيده مودعا وهو يبتعد مبتسما . . . غادر ومازال يملك الكثير من الحب لهم ولازالت الأنانية تسكن تصرفاتهم معه مازال يخلق لهم الأعذار ومازالوا يضعونه تحت رحمة غريب لا يرحمه ومازالت اليازيه تحتفظ برقمه وصورة حب لا يعرف غير العطاء |
الساعة الآن 12:54 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.