منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   لمن تُذرف الدموع ؟! (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=2651)

يوسف الحربي 11-21-2006 03:43 PM

لمن تُذرف الدموع ؟!
 
http://alfajralb3eed.jeeran.com/dmo3.jpg

لمن تُذرف الدموع ؟!

_ .......
_ سأنظر في الموضوع غدا يا رزّة ..في أمان الله
بهذه العبارة أنهت نور محادثتها الهاتفية والتفتت لصوت والدتها السيدة سمر وهي تسأل
_ مع من تتحدثين ؟
_ زميلتي في العمل الدكتورة رزان
_ سمعتك تقولين رزّة
_اسمها رزان ولكن والدها الأستاذ فارس العربي لا يناديها إلا رزّة مُذ كانت صغيرة وحتى الآن ..
( رزان فارس العربي ) انتاب السيدة سمر ذهول حين ولج هذا الاسم أذنها ..أيعقل أن يكون هو ذاك الذي كان يوماً ماليء القلب وشاغل التفكير .. وما زال .. هل انتشله القدر من براثن الفقد الذي أسقطه فيها ليعود به ثانية بعد عشرين عاما ..
انسرح فكرها في أفق تزاحمت الصور في مداه , كان يحدثها عن ابنته الرزة كما يحلو له أن يناديها به , كان يطلق عليها لقب الحارس الشخصي كونها ترافقه أينما ذهب , يتحدث عنها حد الوصول إلى تخوم غيرتي ..أيكون هو ؟ ..لا أكاد أصدق ولكن الدلائل تشير على أنه هو .. والقلب كذلك ..
اخترم السكون صوت نور يمزق حبائل التفكير الملتفة هو والدتها
_ استأذنك يا أمي ..سأذهب لأنام
_ تصبحين على خير يا حبيبتي ..آه لا تنسي .. أريد التعرف إلى رزان
_ حسناً .. سأدعوها للعشاء مساء الغد ..
مضت السيدة سمر إلى حجرتها , أوصدت الباب وأشرعت نوافذ الذاكرة على ذاك اليوم من شتاء العمر حين انسلت من بين الغمام خيوط دفء تنسج من الحنو منديل حب تمسح به ما ارتسم من صقيع الواحدة على جبين عمرها.
ارتمت على السرير وطفقت تنفض عن أرفف الذاكرة ما علق بها من أغبرة السنين الخوالي , تواردت الأفكار تخلق في قلبها شعوراً جميلاً بأنها ما زالت تعيش تلك الأيام حين كانت تروي تشققات الحنين من ودق غيمة حنان فارس وعطر كلماته وهو يسكب في أذنها ..أحبك يا أجمل العمر .
آه يا فارس ..آه يادمي ..لم تكن أبداً يد حبك مغلولة إلى فؤادك ..
جمح بها الخيال حين أغمضت عينيها تستدني طيوف ذاك الذي غيبته السنون في رمالها , تراه مقبلاً يتضرج وجهه حباً ويهمس لها في حنو ..مساء العطر يا أجمل ما في دواخلي ..
أحست نحوه بشوق شديد ولهفة أن ينتشلها مما هي فيه الآن ويضمها إلى صدره كي تنتظم أنفاسها المتسارعة مع خفق قلبها .
تقدمت خطى الليل وهو يجد السير في درب تحفه الذكريات وتقفوا أثره رواحل أفكار ما برحت تنبض بين القلب والحنايا
.......
حل المساء وحانت لحظة ما غفلت عين السيدة سمر منذ انتظرتها , أقبلت رزان تمشي في هدوء , يدها في يد نور وبينهما ابتسامة وهمس لا يكاد يُسمع , أسرعت في خطوها حين رأت السيدة سمر ومدت يدها نحوها وهي مطرقة في حياء ..أحست السيدة سمر برعشة وهي تصافح رزان , أرادت أن تقول شيئاً ولكن لسانها تعثر في أطراف الكلمات , طفقت تتأمل وجهها وتتفرس في ملامحه , امتدت يدها تمسح جانب وجه رزان وتداعب خصلة شعر انسدلت على جبينها .. نهض لسانها من عثرته وهمست في حنان بالغ ..رزّة ..سحائب الحنين أسدلت على عينيها ستائر الدمع وعلى وميض بارق الذكرى تبدى لها وجه حبيبها فارس متجسداً أمامها في صورة ابنته ..هزها الشوق وفاضت عيناها بأحلام توارت في طيات السنين الماضية , انهال عليها سقف الذكريات , أرادت أن تقاوم فخذلتها دموعها المنسابة وألفت نفسها تحتوي رزان بين ذراعيها وتضمها لصدرها تستشعر دفئاً وحناناً ورائحة حب انبعثت من عمق الذكريات
لمن كانت تذرف الدمع ؟
أكانت تبكي حبيباً أوقدت له ذات شوق من لواعج العشق فناراً يهتدي بنبضه بيد أن دوامة البعد رحلت به إلى الأعماق وحال الموج بينهما
أم كانت تبكي حظاً سقط في براثن ساعة نحس لم تنقضي دقائقها بعد
أم أنهاكانت تبكي قدراً بعث جذوة من بين رماد الماضي لتحترق به شوقا

ابن المدينة / يوسف الحربي

لمى الناصر 11-21-2006 04:03 PM

ابن المدينة:

والشمس ما زالت تدنو من الأرض تعانقها,,, تغيب ملامح الذكرى هناك في داخل فارس

وتيقظ اشعة الشمس ملامح لم تغب بعد في روح سمر...

صرخت بأعماق المرآة التي تقف بجانب الجدران وهزتها بعنفوة وملايين طيور النورس تنغش ذاكرتها

تحتفظ بزنابقها الى أن اتت رائحتها تتواصل مع الزمن القادم وخيوط الفجر يرسم ملامح الفرح

هو آت,,, هو آت...

يوسف واللقاء مستمر ما بين ضحكة الموج وطلوع الفجر..

فاطمه الغامدي 11-21-2006 06:02 PM

لم بترت النهاية ؟
لم لم تقل أن الحب لايموت ؟
وأنه يتجدد كما تتجدد دورة الحياة ؟

قايـد الحربي 11-22-2006 01:12 PM

يوسف الحربي
ــــــــــــــ
* * *

قصّةٌ وغصّة
دموعٌ و شموع .

اتجاهاً إلى الحقيقة وإتياناً منها ...
بإمكانك كتابة القصة بجودةٍ عاليّة .. لاتقنانك أسلوب
التشويق بعيداً عن تكلّفه وإلا لما تركتَ لنا النهاية بهذه
الشبابيك المتجهة إلى السماء والمشرّعة أيضاً .

- ملاحظة :
لو تمّ اختيار العنوان بدقةٍ أكثر لكان أكملْ :)

أتمنى قراءة المزيد من هذه القصص القصيرة
وبانتظار أجملها .

شكراً بحقّ .

محمد الناصر 11-22-2006 04:25 PM

يوسف الحربي:

قل لي بربك من أين أين أجلب لغة

تضاهي انطباعي لحظة الومضة الأولى

ما علي سوى أن أتخذها ويجب أن تتخذ

نموذجاً للغة


دمت برقي

العـنود ناصر بن حميد 11-22-2006 04:34 PM





أحب هذا النوع من القصص

ربما الفكرة قرأتها كثيراً

ولكنك أضفت عليها

مايجعلها ذات نكهة خاصه

بأنتظار ابن المدينة

والقادم من نور فكره

تحياتي

يوسف الحربي 11-23-2006 01:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لمى الناصر (المشاركة 37490)
ابن المدينة:

والشمس ما زالت تدنو من الأرض تعانقها,,, تغيب ملامح الذكرى هناك في داخل فارس

وتيقظ اشعة الشمس ملامح لم تغب بعد في روح سمر...

صرخت بأعماق المرآة التي تقف بجانب الجدران وهزتها بعنفوة وملايين طيور النورس تنغش ذاكرتها

تحتفظ بزنابقها الى أن اتت رائحتها تتواصل مع الزمن القادم وخيوط الفجر يرسم ملامح الفرح

هو آت,,, هو آت...

يوسف واللقاء مستمر ما بين ضحكة الموج وطلوع الفجر..

هو آتٍ على ضوء شتلة نور ترسخت ضوءاً في الذاكرة والوجدان
قد ينسى المرء كل شيء إلا ما سكن القلب وتغلغل حتى منابت الروح
كل التقدير أختى لمى
حفظك الله

يوسف الحربي 11-25-2006 03:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمه الغامدي (المشاركة 37506)
لم بترت النهاية ؟
لم لم تقل أن الحب لايموت ؟
وأنه يتجدد كما تتجدد دورة الحياة ؟

الحب لا يموت ولكن بعض التغيّرات المحيطة توقف استمراريته وتجعله في حالة كمون تنتهي عند أول استثارة
ولا ننسى أن الحب جزء من الحياة ويسري عليه ما يسري من سنن كونية على كل من ينطوي تحت ساعد هذه الحياة .. الحب يولد ويشب ويقوى ويضعف ويهرم ويموت ..الحب يحتاج لاهتمام ورعاية ومناخ صحي لــ يورق ويزهر ويثمر

كل الشكر والتقدير أختي فاطمة
حفظك الله ورعاك


الساعة الآن 07:17 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.