![]() |
منعطف بزاوية حادة
تنحسر الرؤية عني , اشعر بالدوار يتملك ما تبقى لي من خيوط التشبث بالمكان , الاصوات التي كنت
اسمعها بدات بالتلاشي حتى اخذتُ اشعر انها لم تكن غير اطياف لذاكرة مستيقظة , حتى الظلال الشاحبة بدات اشعر انها لم تكن سوى انعكاس لسرابات القيظ في مخيلتي التي اعتراها الصدأ , لا يمكن ان يكون ما ارى نورا او شفقا بل انها مجرد انعكاس وهج الاضواء على جفون مغمضة , في ذات اللحظة يعتريني نوع من الوهم شيء اشبه بفرح لا وجود له ربما كنت استعجل انهمار فرح ما وها قد حانت لحظة استنشاقه فليس من الممكن ان يوجد زمن بعد انتهاء توالي اللحظات كما ليس من الممكن ان يوجد نهر بعد انقطاع تلاعب قطرات الماء الفرحة باتجاه حتفها وتراقصها غنجا بكل دلالها لحظة تلبد غيمة مختالة تمضى بلا استحياء دون ان تلقي تحية السماء . كانت لحظة الفرح تلك اشبه باحتساء ما تبقى دون ان يكون حاجة اليه فلا شيء ينفع بعد اكتمال الوجع ولاشيء يدمي بعد الثمالة , ربما كان تجرع الفرح نوعا من الالم المغري لايقاظ مجموعة حواس تعطلت في لحظة اكتمال جداول امانيها ولم يتبقى الا انتظار القطاف حيث لا يختلف جناها عن جنى غيرها الا باستشعار ما كان يمكن ان يكون لولانا , كيف كان العالم سيصبح بدوننا ربما كنت اظن ان لافرق لكن قطعا كان سيصبح هناك فروقات عظيمة اولها انني لست هنا ولا في اي مكان وكل ما هو موجود لست انا .. تلك الانا المريضه هي التي انجبت السيف والباب , السيد والعبد , واخيرا الدين والوطن بعد ان اكملت ايقاظ الالهة في داخلنا , لذلك كان لابد لها ان تخذلني في هذا المنعطف الحاد حيث كنت بحاجة الى انا..ي السليمة التي غادرتني على ميناء الطفولة وهي تذرف دموعها على ما تبقى مني , تراقب ابتسامتي الغبية وانا استقبل انا..ي السقيمه , ما زالت الرؤية مشوشة لكنني بدات ارى اوضح مما كنت , نظرت خلفي فلم اشاهد سوى بقايا لـ انا ..ي المريضه لقد كانت النهاية محتومة وربما احتجت لهذا المنعطف يوما ما وكان لا بد لي من التوقف . الاضواء تتصاعد شيئا فشيئا محملة بعطر بارد يشبه قوس قزح وانا اشاهد ابتسامتها الدائمة لتاخذني هناك حيث كان يجب ان اكون قبل ان تحاصرني المنعطفات . |
علي السعد .. أيقونة العدم لم تجلب من الخلود إلا مزيد من الأسرار سيدي المفعمة بروائح الغموض .. وعلى رأس المحسوس تقبع المادة تناوشنا بجدلية الغيبيات كأمرغير مسلم به .. وبين شوائب الروح التي تنزع إلى كل ما هو نوراني في جوف السماء .. وبين إرهاصات وتهكمات النفس الأمارة بالسوء بمعية الخناس .. تأتي كينونتنا .. هنا .. أمسكت الفلسفة برؤوس أصابعي رغم رفاهية النص المبسط .. هنا .. راقني هذا الكدس من الألغاز فحملت بعضها في ذاكرتي علي أجيد حل الأحجية .. شكرآ كحكمة ساقطة من قلب نجم شارد .. ورائع البهاء تقديري |
الاضواء تتصاعد شيئا فشيئا محملة بعطر بارد يشبه قوس قزح وانا اشاهد ابتسامتها الدائمة لتاخذني
هناك حيث كان يجب ان اكون قبل ان تحاصرني المنعطفات . .... ... ... ... اخي علي السعد تساءلت كثيرا متى زُرع هذا الحقل ؟ ومتى زارعتهَ المشرقه؟ لانني اهوى الركض في الحقول الواسعه الممتده كافاق امام ناظرنا |
أثق بأنك كاتب جيد جدا. لي عودة و التمعن في نصك المثير للاهتمام بإذن الله. و حتى ذلك الحين أترك بصمتي هنا. :)
|
حادٌ جداً .. بطريقة أيقظت المسار ، فاستقام .. نحو ابتسامتها .. مهما كانت تقبع في الخلف واقعياً .. علي السعد .. مُدهش وأكثر |
اقتباس:
سحر الناجي .. ربما قبل ان نحاول فهم ماحولنا علينا التريث في محاولة فهم انفسنا والتوقف في منعطفات معينه قد تغير خارطة الروح كم يا ترى هي المنعطففات التي لم نتمكن من ملاحظتها او التوقف فيها وكم هو عدد الـ انا..ت المريضه التي سمحنا لها بمرافقتنا الى النهاية اظن هناك انا سليمة لكل منا وعلينا استبصار الطريق جيدا فربما عثرنا عليها في صحارى تشتتنا القاحلة شكرا لجميل ردك يا سحر |
اقتباس:
كنت بحثت عنها حتى لو تطلب ذلك مني الاف المنعطفات ربما كانت زراعة حقل من الافكار اسهل بكثير من محاولة فك اغلالها لايصالها الى مشارف الفكر وقد تمكنتِ يا نادرة شكرا لاهتمامك |
اقتباس:
شهادة اعتز بها من كاتبة راقية مثلك يا اخت بثينة مرورك حتى وان كان بلا تعليق شرف لي وبصمتك اثرت متصفحي وتاكدي سانتظر منك عودة |
الساعة الآن 12:04 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.