منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   [ الى متى والخريّفُ يُشاطر الفقدُ تجوالاً ] ! (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=25289)

سَارة القحطاني 09-18-2010 06:22 AM

[ الى متى والخريّفُ يُشاطر الفقدُ تجوالاً ] !
 

http://www.shy22.com/upfiles/JID52927.jpg






مدخل :
غرابة مايحدث حولي يَخنق مساحات البياض بعالميْ ويجعل الحياة في عيني
خواء لاشيء يملأ سمائها سوى هواءً مٌؤكسداً بالفقر والعجزّ وقلة الحيلة !




[ 1 ]
أُمررُّ صرير المواسم وأُنين الليالي ولحن خريّف الغياب على شفتيْ وأُبلل ذاكرة جسدي بالمطر وأُسرح بتشكيل ملامحك ,
ملامح اشتياقك تارة وملامح غضبك تارة , أُسرح بالنبش عن تفاصيلك التي
خمرتها ذات اشراقة بُعمق كان ولا يزال يُحدث الفجر عنك وعن تفاصيَلك المتعوشبة في أحشاء ذاكرتي
التي تفوحُ برائحة الاحتياج إليك في كل حيّن , أُسرح فيك وبتخيل العيد دُونك ,
دُون وهج إطلالتك وضئ ابتسامتك !
.
.
.




[ 2 ]


يصافح السقم فجر توهجيْ , ويكوي الهجران جبين يومي , ويزرع الخذلان شتلات احتضاري بغياهب أُحلاميْ !
أُحاول أن أُلملم شتات ذكرياتي معكَ , بقايا أمنياتي المتعثرة في فكّي الهوى , كومة أُحلامي المسحوقة تحت قدّمي الضياع !
أُحاول أن أجد ضالتي بمعجزة مآ ترحم ضعفي وملامح شيخوختي المبكرة , معجزّة تهديني ذاكرة خواء !
لا ذكرى لا ملامح لا أُغنيات ولا حُنين !
.
.
.



[ 3 ]
تحتّ وطأة الفقد وَوحشة الأرصفة وَاعوجاج خُطى المتسولين أنكمش على نفسي كعصفورة جائعة ترتعش برداً تحت جناحي الظلام ,
ألوك وجع فقدك بفمّيْ و أٌقضم فاكهة خذلانك لي كُلما مُزقّ الجُوعَ وتيرة سُكون عاطفتيْ, وكُلما أتسع أُفقَ طُيور التيه
المُحلقة فوق أِشلاء خيبتي !
أتصالح مع جفني حينها وأغمض عيناي قليلاً وأتخيلك قابعاً بإحدى الغيوم
تنظرني وتسمعني وأنا أُدندن بصوتي الأجشّ البكّاء :
( كُل الأماكن موحشة دُونك وكل الفصول تُحيك ثوب احتياجي إليك أفلا أهديتني
سنبلةُ فرحٍ تُزيّح عنّي بعض همّيْ )


ليشق صوتيْ صدريْ مشاطراً حُزنيْ في كل تجوال لأجهش بالبُكاء والفقد والاحتياج لمعانقة أنفاسكَ , فوضى حواسك ,
ملامحَ اشتياقك وَالتي تتقافز أمام ملامحي التائهة برتابة في كل خريفٍ لا يُبلل حانات جُوعي بالمطر !
.
.
.




[ 4 ]
كتلة من الحنين تتربع في عمقيْ , وفي صَدر ذاكرتيْ تجردني من جلباب الاحتياج لنسيان يهطل علي من السماء ,
ليغسلني منك ومن حُبّك ومن كومة أُجزاءك العالقة بذاكرة أياميْ !
تلك الكتلة تُجيد طرق مزامير قلبي في كل عيد وكأنها تتحسس مكانك بصدري !
تلك الكتلة تُتقنَ اعتقال كينونتي في أُسوار انتظارك دائماً فلا أنا بقادرة على الهروب من قيودك , ولا بقادرة على نبشّ الأحلام بعيداً عن حدودك !
.
.
.


[ 5 ]


وفي ظل تلك المحاولات العابثة لنسيانك وللفظ كومة أشياءك من رحم أُيامي تتدلى من فُوهةَ ضجريْ وغضبي من نفسيْ
قناعة مفادها : أن البكاء والنحيب وفراغ الأشياء دُونكَ لا يُهديني نسياناً يُجردنيْ منك ومن تفاصيلك
ومن سَطوة الحنين الذي يسافر بكومة مشاعريْ إليكَ في كُل شتاء !
إنما يُعمقَ حُبكَ بصدري أُكثر , ويوثق تفاصيّلكَ بذاكرتي أُكثر , ويسطر المشاعر
في عمق بعثرة لا أُجيد منحها لَسواك رجلاً , لذا أنا لا أكف عن البُكاء والنحيّبْ أبداً !
.
.
.


مخرج :
سأغني للفقد , للضياع , للحنين
ولرجل غاب ولم يتداركني بعد من الغرق في وحل انتظاره !
فربما عبرتك بأوتار نحيبي يوماً فأدركتني بصوتيْ
وهمست أن غني للفرح , للعشق , للبقاء يا سارة !






لا أُحلل النقل
سَارة القحطاني
18 _ ايلول ( سبتمبر ) _ 2010

نواف العطا 09-18-2010 06:58 AM

سارة
تساقط الحزن من أول حرف ورقم لأخرها
مؤلمه هي تلك الأحرف سكبتي الحزن أحرفا"
واللوعة لحنا" ليسد رمق الفقد ووحشة البعد .
هنا جمال الحرف والمعنى أمتزجا وأنفردا
بحسن السبك وروعة الحبك وعذوبة الرصف .
أبعد الله الحزن عنك وجعل الله كل أيامك أفراح

مريم السيابية 09-18-2010 07:31 AM

يَاْ سَاْرَةْ /
إنَّناْ وإنْ طَرزْنَاْ ثَوبَ اْلحُبِّ فَرحاً نَاْزَعنَاْ اْلقَدَرُ فيهِ وَجعاً !


/

هَلْ تَعلمينَ أمْراً ؟
وَحدَنَاْ مَنْ نَبِيعُ هَذَاْ اْلقَلبَ دُونَ ضَمَاْنَاْتٍ !!


:

إنَّكِ مَرْتعٌ مِن اْلمَشَاْعِرِ :’
يَاْسَمينَةُ لَقلبِكِ وَالكَثيرَ مِنَ اْلصَلواتِ !!

سَارة القحطاني 09-18-2010 07:48 AM

.
نواف يا نواف
لَتعلم بأنني في كُل هطول أرتقب معرفك من بين الحُضور !
لا لشيء فقط لأنك عودتني على أن تُترجم كومة المشاعر المُتعثرة
في فُوهةَ حُزنيْ بَحبكة أُديبٍ يُجيد قراءة مابين السُطور !

شُكراً كبيرة لـ تواجدك الطيّبْ يا أَنيّقْ
طبت

سَارة القحطاني 09-18-2010 08:11 AM

.
حقاً , نحنُ من نُسرفَ فيُ العطاء ونحن من نتهاتفُ لركلُ مشاعرنا في الهاوية
دُون أن نُحصيْ عدد الخيبات السابقة ودُون أن نُوثق الضمانات لَأحلامنا المُؤجلة !

لذا نجدّ أننا نتشابه في تفاصيّل النهايات المعُوجة الخٌطى ذُات الضبابيّة المُوجعة !!

مريم
.
محظوظٌ هو مُتصفحيْ بَحُضور أُمثالكِ المُتوهجونَ في سماء الأدب !
شُكراً لا تذبل يا بيّاضْ

صالح الحريري 09-18-2010 10:51 AM

مؤلم أن تمتلئ رئة الحياة بكربون الغربة والوجع ..!
هنا سلسلة من درر المفردة يتزين به جيد اللغة ...
بليلة احتفل فيها الخريف بعرس الفقد ...!


وكان الغياب ..
يرسم وشم قسوته على معصم الأيام ...!
يحكي عن تدفق شلالات الخيبة من قمم الانكسار نحو أودية الخذلان ...!


يا سارة ..
أهلاً بكِ بفرح لا ترح ...
كغيمة تجود بمطر الأبجدية نثرا ...!


الساعة الآن 01:39 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.