![]() |
[ أثر ] :
. . عبدالعزيز محمـد المالكـي |
حزين من كُل الشوارع المتأنقه بالخطوط البيضاء . حزين من كُل نبرة صوت تدعونـي للغناء مع الصمت . حزين من كُل سيجارة تنطفىء قبل أن تقتل رئتي . حزين من كُل شمعة ترقّص ظِلال الأشياء لأبتسامة حُب في آخرين ، وحزين من كُل الآخرين الذين لا يسألون ، لماذا أموت ؟! وحزين .! وحزين .! وحزين .! أعلم : أني ترهلتُ كثيراً على البُكاء ، إلا أن الدموع تلاحقني منذُ طفولة بعيدة ، وأنتِ الكلام الغير مألوف في حديثي ، وأنا رجل فقد هويته ( أنتِ ) في مكان عام ، وختن على كُل ولادة جديدة لـِ: أي حُب طاهر ، قد يأتي بعدكِ أنتِ . وأصبح من المنطق أن أُحطم كُل ذُرية صالحة تأتيني ببصيص أمل تُعيدني إلى الحياة بدونكِ ، وأن أعتقد بأن حتى الحُزن عليك ، حالة حُب .! |
لم أكن أعي أن الحُب هو الهزيمة لأي رجل قانون يحاول أن يُصفد المرأة بمعتقداته ، والخوف من أي حشرة وديعة تقف على وردة عذراء ، والتشنج عند كل قُبلة محمومة ، لم أكن على درايه أن الحُب هو التعويذة التي تُهدهد بها الأمهات أطفالهن ليناموا على مخدة رحمة الله ، وحفظه . إلا بعد كُل هذه المسافة من الفراق بيننا . وأنكماشي في حيز ضيق من الحياة كتأدية واجب العيش . لا أستطع أن أكون طبيعياً في أيام هذا العزاء الذي لا يأتيه أحد ، ولا يبكي فيه أحد ، ولا يلطم وجهه أحد ، ولا تنوح وتنتحب فيه النساء على أحد ، ولا أتذكرُ فيه أحد إلا أنتِ . وأنا المرحوم ، وأنا من يستحق أن يواسية بالعزاء في فقيده أحد . |
كيف يكون الناس سواسية وأنتِ من الناس ، وحُبي لكِ يعلوهم ؟! وحبكِ كالدعاء المُستجاب للراحلين على طريق الحياة الآخرة .وصديقي .! |
لا تعلمين كم أبقى عندما يهطل القمر في الليل لـِ أُشكل وجهكِ بالنجوم على السماء ، وأنا أشعر بأن بينـي وبين الحياة فاصلة صفراء صغيرة ونفترق . ويفسد الماء في عينـي ، لأني غير صالح للحُب كـ: الأيتام : لا يُثيرون في قلوبنا إلا الشفقة عليهم ، وكُل المشاعر التي نحيك لهم بها أمومة ، وأبوة بديلين ، وسرير دافئ . ماهي إلا أعتقاد منا بالحُب ، وعربون طمأنينة نقدمه لهم حتى لا يفزعوا من أيدينا عندما نمسح بها على رؤوسهم بغيت الأجر الطاهر أن يعلق بها . لكن : العيش على أمل حافي في حضرة طيف حبيبة ، أخف من أن لا يكون لي حتى شفقتها .! |
" يبدأ الحُب بعد الفراق ./ لـِ: أُحبك أكثر " .! وأنا الوصية الأخيرة للضياع بعد أن تُديري ظهركِ للحياة وترحلين ، والفيّة الممزقة لا تَظِل ، ولا يُستظل بِها . |
الساعة الآن 05:30 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.