منتديات أبعاد أدبية - خادمات على السكين !!

بالأمس وبعد أن جاءنا اتصال يبشر بوصول رحلة الخادمة
القادمة من مطار جاكرتا إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي بمدينة جده
ذهبت والفرحة لا تكاد تسعني لاستلام الخادمة التي بَقِّيت أكثر من 3 أشهر
في انتظار الانتهاء من إجراءات وصولها في أثناء طريقي من مكة لجدة
كنت أسترجع في مخيلتي جرائم الخادمات التي سجلت خلال الأعوام الماضية
من انتحار وتعذيب للأطفال وممارسة الشعوذة... !!
وكنت أفكر أيضا في وضع الخادمة الجديدة ولسان حالي يقول:
الله يعطينا خيرها ويصرف عنا شرها ..!!
وجود أحد غريب معي في منزلي أعتبره أمر مزعج
ولولا حاجتي لها لما فكرت في استقدامها...لا أخفيكم
لم أشعر بمسافة الطريق التي انقضت سريعاً مع صوت فيروز
ولأول مرة يأخذني التفكير لــ أمر أخر لا يتناسب مع صوت فيروز بشكل من الأشكال !!
وفي الساعة الحادية عشر مساء وأمام صالة القدوم كان الزحام أكثر مما توقعت
الكل يمشي سريعا ليبحث عن خادمته قبل أن تطيرها الرياح وتهرب!!
كنت في السيارة بانتظار أن ينتهي الكفيل من توقيع الاستلام ويحضرها معه.
منظر الخارجين من بوابة المطار كان مضحك جداً ، فمنهم من يخرج بابتسامة
ممطوطة تشق شفتيه لتظهر تحتها عقد من الأسنان المتخلخلة !!
ومنهم من يخرج مكتئباً حاملاً معه خادمة ملامحها غليظة لا تبشر بالخير أبداَ !!
الأمر خارج صالة القدوم أشبة بلعبة الحظ ( شختك بختك ) !!
كنت أعجز وقتها عن احتجاز ضحكاتي العالية في نفسي فالموقف لا يعرفه
إلا من مر به وبعد دقائق مطولة من الانتظار فوجئت بها قادمة
تبحث بعينيها الضيقتين عن مكان السيارة وكأن لسان حالها يقول:
وعلى نياتهم يرزقون .. !!!
كنت أحاول تفحص معالمها الداخلية استناداً على ما رأيته من ملامح خارجية
وما إن اقتربت مني حتى تسمرت عيناها في عيناي وفيروز تغني :
موعود بعيونك أنا موعود .. وشو قطعت كرمالن ضيع وجرود ..
وقد أصبح الصوت واضحاً مجلجلاً بعد أن فتح باب السيارة
خطرت على بالي فكرة ..لماذا لا يتم تقديم شرح مفصل عن تلك الخادمة
من قبل مكاتب الاستقدام قبل استلامها؟؟؟
أقصد أنه من حق الكفيل أن يعرف شكل خادمته
التي سيضطر أن يصبح بوجهها خاصة إذا كانت
زوجته من "أولات الأحمال" ... ومن حقه أن يعرف تفاصيل أخرى
غير اسمها وعمرها اللذان يسجلان في الإقامة كمعلومتان ذات أهمية مهمشة !
أليس من حق الكفيل أن يعرف مع من سوف يبقى أبناءه
في أثناء ذهابه وزوجته للعمل..!! موضوع الاستقدام أصبح تجارياً
لا يمت للأخلاق بصلة غرض المكاتب المسئولة عنه الربح بأي وسيلة
حتى وإن كانت العمالة غير مدربة على العمل ...منذ أزمنة وحتى الآن
ونفس عثرات الاستقدام تتكرر من طول الانتظار الذي قد يصل لفترة
تتجاوز (الستة أشهر) أحيانا ومن بعدها مشكلة هروب الخادمات
دون أن يعوض الكفيل ولو بقليل من خسائره !!
ويبقى المستفيد الوحيد من هذه المهازل هو "مكتب الاستقدام"
فكرت قبل أن أنهي هذا المقال بتشبيه الخادمة (بالحبحب/البطيخ)
الذي قد يحالفك الحظ به أحمراً سكرياً كما تشتهي الأنفس
وقد يفاجئك الحظ به أصفراً باهت ..لا طعم له ..!!
وحتى نتجاوز مرحلة الغش التجاري وجب علينا المطالبة بإجراء
اختبار للسلع على طريقة ... "الـ حبحب على السكين" !!