منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الشعر الفصيح (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   ليلٌ وبيداءُ (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=24048)

جيهان بركات 05-30-2010 01:47 PM

ليلٌ وبيداءُ
 
ليلٌ وبيداءُ
وتلفني عند المغيبِ أناملُ الذكرى

بثوبٍ من شفقْ

حتى تدثرَني وتعقدَ حيرتي

بوَثَاقِها المطويِّ في عنق ِالزمانْ

وعلى وريقاتِ الغمامِ تخطني نثرًا

كحباتِ البَرَدْ

والشمسُ ترسلُ بالعذابِ سياطَها

وتئزُّ.. تلعقُ في جروحِ الأمسِ ألسنة ُاللهيبِ

تعودُ بي حيث ارتعاشةِ خفقتي الأولى

بأنفاس السحرْ

ويهيلني لونُ احمرارِ الأفق ِ

وهو يذوبُ في ماءِ السوادْ

وإذا به لصُّ الحياةِ

يدبُّ في خطوٍ وئيدٍ

يشهرُ العَتَمَاتِ في وجهِ السماءْ

فتنكسُ الشمسُ الجبينَ

تطأطئُ الرأسَ انهزامًا

تنحني خلف الأفقْ

والليلُ يسبلُ سترَه فوق الغصونْ

فتحدُّ ألسنة ُالطيورِ ِ

على عزيزٍ قد رحلْ

ويسيلُ في صدر ِالمدى

نهرٌ من الدمع الأجاج ِ

يضجُّ في عمق ِالسكون ِ

نشيجُ أجذاع النخيلْ

وأنا بسفح خَسارتي

أجترُّ أنفاسَ النهار ِ

أطالعُ المنثورَ من عمري

وأنتظرُ انعتاقَ الفجر ِمن بطش ِالغَسَقْ

لا الليلُ يعرفني

فيرسمُ في المدى قمرًا

ولا البيداءُ يعنيها اعتلالُ مطيتي

فأقلُّ ركنًا للحنين وأنزوي

خلف انثيالاتِ الرؤى

لأعتقَ الجمرَ الذي

مُذْ قاربَتـْه لفحة ُالأشواق ما شمَّ الرمادْ

وأعدُّ راحلة َالمساءِ

حقيبتي شجنٌ

مداديَ أدمعٌ

ودفاتري وجدٌ يروِّيهِ الأرَقْ

والزادُ حلمٌ كالثريدِ..

يبلَّه مَرَقُ الضجرْ

ويحلُّ خيمة َوَحدَتي

يقتاتُ ما أثردتُّ من حُلمي

ويعبثُ في زوايا الذاكرة ْ

وسُدىً بمِنْسَأتي أهشُّ سوادَه

فيزيدُ أحداقي غطيسًا من سوادْ

يا ليلُ مالكَ؟.. قد أطلتَ المُكثَ

هل آنستَ عنديَ غايةً؟

أم ضلَّ حاديكَ الطـُّرُقْ؟

ما شئتَ من زمنٍ أطِلْ

لكن وحقِّ جلال ِرهبتكَ المهيبةِ عِدْني..

يا ليلُ أنـَّا نفترقْ


جيهان بركات
6/9/2009

صهيب نبهان 05-31-2010 07:00 AM

..

احم احم

بصراحة لستُ أدري ماذا أقول وقد خانني الحرفُ وجفاني

قصيدةٌ وكأنها كُتبت والعينُ شاخصةٌ إلى السماء تُسامر البدر وترسم خلفه منظر الكثبان الرملية وغروب الشمس

ثم اقتحمتِ أدق التفاصيل حين قلتِ:

والزادُ حلمٌ كالثريدِ..
يبلَّه مَرَقُ الضجرْ

..

قراءةٌ واحدةٌ لهذا النص لا تكفي لتُظهرَ جوانبه المضيئة وأركانه وزواياه

إلا أنَّ العجيب هنا أنَّ هذا النص من الصعب أنْ يكتبه أو يتخيله شاعرٌ بدويٌّ يرعى إبله ونوقه

فكيف بفتاةٍ حضرية لم تطأ الصحراء إلا في مخيلتها ؟!

..

تساؤل:

لكن وحقِّ جلال ِرهبتكَ المهيبةِ

أليس هذا حلفًا بغير الله؟

فقط أحببتُ أنْ يكون النص نقيًا مُضيئًا

..

مُذهلٌ هذا الشعور بالامتلاء

تحياتي ومرحى بالعودة المحمودة

..

د.باسم القاسم 05-31-2010 02:55 PM

جميلٌ هذا النص ..بمقدار مايحترق ...
وليسامحني الأستاذ صهيب على الإجابة عن سؤال لم اسأله ..فأقول ..
هذا توسل ورجاء على صيغة القسم كما أقول ..بحق صلة الرحم التي بيننا إلاسامحتني ..((فلأن صلة الرحم لها شأنها العظيم عند الخالق تم التوسل بها ..))
وهنا تأول اللعبارة (( بحق من خلق جلالتك الرهيبة ..عدني أن ..)) فما من شيء استمد جلاله من ذاته ..وإنما هو صادر عن جلال الله
ونحن هنا في خطاب شعري ..تأويلاته لاتحصى ..وفي الشعر العربي الإسلامي الكثير من هذا النموذج ..هذا من وجهة نظري ..
والله من وراء القصد ..


الساعة الآن 07:47 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.