كن أنت !
 

كن أنت



أحسب أننا نعيش اليوم عصر تفارطت فيه القيم والمبادئ والأخلاق الأصيلة ,بشيئ من التصرفات الدخيلة والإنفصام السلوكي
وتلك حقيقة ماثلة أمامنا , نعيشها ونتعايش معها,شعرنا بها أم لم نشعر,وليس أدل من ذلك هذا الفصل الذي نرسمه لأنفسنا
بين مكان وآخر ,وحيث نكون في ذلك المكان فنحن في صورة تختلف عن ذاك المكان ,متخذين من الأسماء تارة أو حتى اللباس والتصرفات
درعا واقياً لئلا ينكشف الوجه الحقيقي لنا,تلك الحياة الملتاثة والتي يكتنفها الإختلال الواضح في مفاهيمنا وثباتنا أضحت إحدى السبل لتضعضع ثقة الآخر بنا,وإلى تغرب الكثير من أفكارنا يحصل أن أتحدث مع أحدهم خلف شاشة صغيرة,وأرى صورة نفسه العالية تختزلها حروفه المحتشمة وكلماته المصونة
وهو في حقيقة نفسه براء من كل ذلك, براءة الذئب من دم يوسف!!
أو أن تلتقي بأحدهم في محفل عام أو مجلس يضم أخلاط من ثقافات متنوعة ,وألوان مخلتفة منهم الفقير ومنهم الغني ولاأعني هنا بغنى المادة وثراء الجيب ,فذلك أمراً آخر فأنت لن تفرق بين هذا وذاك فالمظاهر الخادعة تسربل الحقيقة بثياب براقة مموهة ,تعكس الحقيقة ظاهرها عن باطنها ,أعلاها عن أسفلها وإنما عُنيت بثراء النفس والفكر ,على إستقامة السلوك وإستواءه إذ حري أن يكونان متلازمان متكافئان لايبخس أحداهم
بحق الآخر فكيف يعقل أن نرى من يتشدق بالمثالية والعدل والإنصاف والجور عنوانه والغي مذهبه,بل ماذا نقول عمن يجعل الدين حجاب له يخفي ندوب صلاحه وترهلات قيمه؟! أظل أتسائل بيني وبين نفسي , عن مقصد ذلك وعن تلك الغاية التي يذهب بها هؤلاء من خلال تلكم السلوكيات المعوجة
والهدف الذي يرتجى من خلالها ,حتى إذا ما حصده تجلت حقيقة نفسه كأبخس ماتكون وإن دلت على شيئ فإنها تفصح عن مرض وانفصام قد لايعيه صاحبه ,وهو يجنح لمثل هذه السلوكيات لغاية تزينها له نفسه
همسة ***مهما تعددت المسميات ,واختلفت الأماكن فرب الكون واحد, والحقيقة هي واحدة , والمبادئ هي واحدة
كنا في مشارق الأرض أم في مغاربها .والكيس من دان نفسه ولزم سموها ونشز على إنحطاطها قولاً وفعلاً
قال تعالى : (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَاقَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا)الشمس

الاخت الكريمه سماح
ان الشيزوفرينيا الاحتماعية التي نعاني منها جميعا بدرجات متفاوته جعلت من الصعب علينا الحكم
على الاخرين من خلال اقوالهم او مظاهرهم ولعلها تتجلى اكثر ما يكون خلف الكيبوردات البلاستيكيه
التي تمثل بالنسبه لنا قناعا اخر نرتديه لنظهر به كملائكة سوبر ستار امام الاخرين عاكسين رغبة
دفينه فينا للحصول على المجد باقصر السبل واقل التكاليف فما الحياة بالنسبه ان لم يمتدحنا مادح
او يغبط اخلاقنا منافق او ناعق دون ان نرجو بذلك منفعة عامة حقيقيه او ارضاء وجه الكريم
الاقنعه المزيفه التي نتناوب على ارتدائها حسب الظرف والمكان والزمان لابد لها ان تتساقط بمجرد
ان يحاول احدهم فرك المعدن لمعرفة الذهب من الفالصو حيث ترانا نثور ونرعد ونزبد ونكشف حقيقة
معدننا لان الطبع يغلب التطبع فينا
وما ابرئ نفسي
شكرا للاخت سماح على فتحها هكذا موضوع يستفز فينا كوامن الشعور رغم صعوبة اعترافنا بذلك

الأخ الكريم : أحمد
أشكرلك مرورك العبق , واعترافك الجميل
تحيتي

اهلا بك
سعيدة بمرورك ياجميلة

لاأدري هل هي كلماتي غامضة أم إنني لم أجيد توضيح المراد
خلاصة ماقلته أيهاالفاضل : إن هناك ثمة من يظهر بغير مايبطنه بداخله تماماً كالمنافق , ولكنه هنا لإغراض شتى يريدها ويختبئ خلف مايريد ليحقق مراده
لاأبحث في النوايا فذلك أتركه لخالقي جلى علاه , لكن ماقصدته مانراه اليوم من ظواهر مؤسفة من لدن تلك الشرذمة
وكانت رسالتي واضحة هنا . ( كن أنت )


نسأل الله الثبات على الحق في العلن والسر
تحيتي لمرورك أخي الكربم
واتمنى ان يتضح ماقصدته في موضوعي
لك تحيتي