محمد العتيق |
03-13-2010 01:42 AM |
- .. أنَـا طيرٌ !
<b>
أنَا طيرٌ,
وتأكلُ ريشَهُ الأوجاعُ ..
تمنَعهُ من التحليقِ أنسًا, ولاَ ييأسْ !
أنَا طيرٌ,
وَ كفّ الغيمِ تدفعنِي ..
إلى الأرضِ المليئَة بالمقابِر,
لا تريدُ القلبَ يزهُو في علوٍّ .. إن تمرَّسْ !
أنَا طيرٌ,
و تُغرِي مُهجتِي الآمالُ
تُرفَعُ عن تناوُلِ كفّيَ المملوءِ حلمًا,
يا منالَ العزِّ بُعدًا, سوفَ ألحقُ بالغيومِ ..
ولن أنامَ الحبَّ حتّى أستطيعُ العيشَ بدرًا, فِي التقاءٍ ما تعبَّسْ !
أنَا طيرٌ,
وفِي كفِّي الصغيرَة بعضُ قولي,
كنتُ أنشدُهُ لتنصتَهُ الشّوارِعُ فِي الصبَاحِ الغادِر,
الأطفالُ تجرِي خلفَ صوتِي, ثمّ أهربُ في انتشاءٍ نحوَ أدغالِ السماءِ,
ولا أعود ! ولو تجمّعَتِ البرايا في انتظارِي, في انتظارِي صوتُهَا المخمورُ غنجًا ..
تحملُ الأيّامَ تطعمنِي السّعادَة لا افتراءٌ, لا ابتلاءٌ .. لا ابتسامٌ ... في حضورِي قد تيبَّسْ !
أنَا طيرٌ,
ومِن حولِي السماواتُ الرخيصَةُ
فِي سقوطٍ / .. في شرَاكِ الغائِب المحمولِ موتًا,
فوقَ قبرٍ ... من وراثَة باطنِ الحقدِ الملوّثِ بِ المصائِب,
وافتراقِ الليلِ فوق الشّمسِ .. يفقَأ عينَ هذا الدّربِ.. سهمٌ آبِقٌ,
من خلفِ أسرابِ الرزايا جاءَ صفرًا, ملؤُه الصرخاتُ ماتتْ خلفَ غيبٍ قد تكدّسْ !
أنَا طيرٌ,
يسابِقُ ظلّهُ المجنونَ ظُهرًا,
ثمّ يخنقِهُ الغروبُ, ولاَ يكفّ عن استراقِ الشَّرقِ ..
يجرِي خلفَ حُلمٍ أن يغيبَ الظلّ ! ... ليتَ الشمسَ تغفُو
قبلَ وقتِ الفجرِ, ثمّ الليلُ يعدُو في المدائِن دُونَ أمنيَةٍ .. و سِربُ الصبحِ ينعَسْ !
أنَا طيرٌ,
ومن حولِي عرفتُ الحبَّ طفلاً ..
عاشَ عمرًا في اكترابٍ, واغترابٍ, وانتهاءٍ .. ثمَّ أخنَسْ !
أنَا طيرٌ,
أحبّك يا زمانِي ..
مثلَ أمٍّ, والهوَى أخرَسْ !
- محمد العتيق | وامق ,
20 / 2 / 2010
</b>
|