 |
|
مِريام الكعبي |
02-20-2010 06:12 AM |
فِي تشهّدي الأخيرْ ،
أترسمنِي مطراً يا أنتْ ؟ أم اكتفيتَ بأن تخلق من إصبعكَ فرشاةً لتلونْ بها وجهِي ؟ ارسمنِي إذاً ، أحببتُ رسمكَ الذِي أتقنَ رسمَ قلبِي بجراحَه و بحنينه و باشتياقِه ، أتقنتَ رسمِي !
ارسمنِي و أنا أرتفعْ إلى السماءْ ، و قطرات المطرْ تتساقطْ بينَ أصابعِي ، و أخرى تلسعْ جسدِي الذِي أنهكهُ الحبْ ، تتدافعُ جميعها لتلمس يداي ، لتبلل شعرِي الذي أبى ذلك ، فتركَ للهواءْ حريّة الارتفاعْ به حدّ التسامِي ، حدّ انخفاضْ الأوكسجين و انعدامْ الجاذبيّة .
ارسمنِي و أنا أصرخْ بكلْ ما أوتيتْ من قسوَة ، و فرحَة ! أتلاعبُ بصوتِي و أقفزْ لأصلْ بسرعَة نحوَ السماءْ ، نحوَ مصدرِ الماءْ ، نحوَ ملمَسْ الفراءْ ، نحوَ قطيعِ الغيمْ ، و تلوّنْ الأرواحْ . هناكَ حيثُ الضياءْ الساحِر ، حيثُ الضوءْ النحاسِي الساطعْ ، هناكْ سأتبعْ بقيّة الأرواح و سأمضِي ، سأترنّحْ ، سأبكِي و سأُسقطْ كرزاً و فاكهةْ ، سألتمسْ الحُب لمنْ يبحثونْ عنهْ . و إنْ سُئِلتَ عنّي أجبهمْ ، أجبهنّ ، أخبرهمْ أنني الذائِبة في حُبّك و القادمَة منْ أزمنةِ سلاطينْ الحبْ لأبحثْ عنكْ ، فَأجدكْ ، فأعشقكَ و أخلّدك حباً لا يعرفْ الرياءْ !
أتسمعْ بحّة النايْ الحزينَة ! أتشعرْ بدفءْ و سُطوعْ تلكَ المدفأة ؟ أترى كيفَ اختنقتْ بالحَطبْ المُشبّع بحكايا النَاسْ ؟ أترَى خُيوط النارْ المتعبَة ! أترَى خُيوط الخوفْ الساحرَة ، جميعَها تنتَظرْ ! و سيطولْ الانتظار ، سيطول و سأطيلْ الحديثْ و التأمل !
أتسمعْ تنهيدة القلب الجريح و رجفة الصوت القاتِمة ! أتسمعْ لهاثَ قلبِي الذِي أسرعَ الخطَى ليصلْ إليكْ ، ليستمتعْ بك ، و ليأتينِي عائداً فرحاً ، متأججاً ، يحلفُ لي باستمرارْ بأنّه يعرفكْ ! لكنّه ليس كذلك ، هو فقطْ يجهل كُل تفاصيلكْ التِي تأتينِي بها فتبهرنِي و تمحو ما تحملهُ ذاكرتِي الصغيرَة المُثقلَة بأحاديثهمْ !
أترَى قطراتْ الندَى التِي أصبحتْ حاجزاً بينكَ و بينه ، و صفُ الياسميناتْ التِي خلقتُها بعناية ، و عقدتُ أطرافهَا بخيطٍ سميكْ ليفصلكَ عنه ، ليفصلكَ عن قلبِي الذِي إنْ رآكَ توحّشَ حباً بكْ ، و إنْ ابتعدتْ بكَى بانكسَار ، يئنّ باستمرارْ ، و يحترقْ كذلك باستمرارْ ، ينتَفضُ تارةً و تارةً تتنهدُ شهقاتُه بانحسارْ !
مبتسمةُ أنا حينما أرفعُ أطرافَ فستانِي لأرى حذائِي الجديدْ ، سيجبرنِي أن أصل إليكْ ، سأنزلقْ به على الجليدْ متراقصةً بفرحْ مع أنغام حبكْ ، سأطفو به على ماءِ عينيكَ لأبقَى بينَ ناظريكْ ، و سأصلْ يوماً إلى قلبكَ الذِي لازلتُ إلى اليومْ موبوءَة به ! صدّقني سقيمةُ أنا به ، أتوجعْ منه و به ، و أبكِي لأجله و لهْ !
أصلّي أن يعودْ و أن يبزغْ في سمائِي .
أصلّي ليأخذنِي ، خذنِي إذاً !
خذني !
خذْ يدايَ و عينايَ و رجلايَ ، خذنِي ! فقدْ فرشتُ أهدابِي أمامَ قلبكَ لئلا يشعرْ بالغربَة أو أن يضلّ الطريقْ إلي ، و أنا هنا ، بقربكْ و بقربه ، أنا بقربكْ ! فحرفكَ صلاة و قلبِي سجادَة تتلذذُ بنطقكَ و تترنّح بارتفاعْ أصابعكَ التِي تترجمْ ما تبقى من إحساسْ ! لا زلتُ في تشهّدي الأخيرْ أتضرّع إلى الله أنْ يبقيكْ ، و أن ينهِي حزنكَ ، و أنْ يبرئ جرحكْ الذِي ما إنْ ألمسهُ سيطيبْ بإذنه . أتضرّع و أتأمل أن يتمكنْ آخر دعاءْ من الاقترانْ ببالونٍ متمردٍ في الهواءْ يرقَى لأنْ يصلْ ، و يصلْ !
فيبتهلْ ، و أبتهلْ !
مريمْ ،
|
نوف الخالدي |
02-20-2010 03:26 PM |
|
حمد الرحيمي |
02-21-2010 10:29 AM |
روح مذبوحة ....
أهلاً بك ...
روحٌ ابتهلت ولهاً / أملاً / اشتياقاً / حزناً / حباً ... فأفاضت همساً شفيفاً ناعماً / متناغماً ... ابتلت به أرواح الزائرين ...
روح ...
بوحٌ هادئٌ / صاخبٌ / ممتعٌ معاً .... شكراً لكِ عليه ...
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.