![]() |
الحديث عن فاجعة جدة تدخل في عمل اللجنة !
جريدة الوطن السعودية-وزير العدل: كل من يثبت تورطه بكارثة جدة سيلقى جزاءه حتى لو استقال , مطالبا بعدم الإسهاب في هذا الموضوع. الكارثة التي كان للحديث عنها فضل في كشف الكثير من التقصير فيها , ومحاسبة المتساهلين , وفتح ملفات تدقيق واسعة , أصبحت اللجنة التي قامت على إثرها , هي من تريد تكميم الأفواه , وغلق هذا الملف قبل أن يكتمل . و لا يبدو الأمر غريبا , فإن اللجنة ذاتها التي جاءت مدققة أصبحت متخوفة أن يطالها الوعي في مرحلة أدق وأوعى من الشعب , ويحاسبها حتى هي على مدى قيامها بدورها . هاهو الواقع السياسي لدينا يكرر نفسه , ولا أعني بالسياسي هو ما يسميه الأغلبية بـ " الحكومة " تعميما وتعليقا لكل الأخطاء التي تعود لذات المواطنين في أحوال كثيرة بأفرادهم وجماعاتهم ومؤسساتهم , بل أعني واقع هؤلاء المواطنين حينما يكونون في موقع المسئول , ويتحولون من هذا الدور الذي يرمون فيه كل شيء إلى جهة غير محددة " الحكومة " لآخر لا يطبقون فيه أدوارهم الجزئية في هذه الحكومة ذاتها . إن الرأي العام لدينا بحاجة ماسة إلى الكثير من التوجيه , وكارثة جدة كانت نقلة وقفزة نوعية للرأي العام في دفع المسئول إلى المراجعة , حيث انتقل إلى قضية واقعية محددة , وأشخاص مسئولين فعليا , وكان نقده بناء وإيجابيا , ومن هنا حدث تغير في الموقع الحكومي والسياسي الذي لم يكن أحد ليثق في عقد أي آمال عليه , ذلك لأن النقد الموجه له لم يكن بناء ومحددا طوال الوقت , وحينما تغير , حصل هذا التغير فيه وتم تكليف لجنة , لمحاسبة مسئول , وبإرادة شعب . لو أن هذه التجربة تتابعت , وهذا الوعي تنامى بين المواطنين , لتحسنت الكثير من أوضاعنا الداخلية وحتى الخارجية , واستثمرت الجهود العامة والجماعية في إحداث تحركات فعلية تدفع واقعنا العربي نحو مستقبل إصلاحي مميز , وربما يظن بأن هذا الكلام ذاته غير واقعي , وأن الواقع العربي يمر بأزمات معقدة لا تعود للرأي العام وحده , ولكن لو نظرنا فقط لقضية صغيرة تخص كرامة هذه الشعوب , مثل الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم , لأدركنا كم نحن في حضيض التفاعل , لدرجة لا نستغرب أن هناك تأثير كبير منه على قضايانا الكبرى . حينما انتشر خبر الرسوم المسيئة عبر وكالات الأنباء الموثوقة , أصبح هناك تخبط في مدى التحرك من عدمه , وردات فعل متباينة ومتصارعة في مدى حكمة تحرك دون آخر , جاء من يقلل من حركة الشعوب في المقاطعة الاقتصادية ويعدهم بالفشل والحمق , وآخرون ينعتون ناشط مثل عمرو خالد بالمتماهي حينما ذهب لحوار الدنماركيين في بلادهم . كل هذا حدث على مستوى القيادات الثقافية التي أخذت تتعالى على هذا الشعب الغاضب المجروح , وتخلت عنهم معنويا كما يتخلى السياسيون حركيا , ودون أن يتركوا المجال للشعب بالتحرك بل يحاولون خرطه في سكونهم وكبت تحركاته . في نفس الوقت الذي تجاهل فيه أعلام الفكر والرأي حاجة الشعوب للتحرك ولو بمقاطعة رمزية فاشلة , ولو بحوار لا يحقق نتيجة , فإن القلق المتزايد والكرامة المسلوبة دفعت الكثيرين إلى إعادة الحدث بشكل وهمي غريب , وتناقل أخبار دائمة عن رسوم جديدة وإهانة جديدة , ما هي إلا تلك المهانة التي ترسبت في لاشعور هذه الشعوب المغبونة والمهدرة كرامتها . ولم يكن المسئولين والرموز حاضرين لحل هذه المشكلة التي لا يرونها , بل تركوا لأصحاب الوعي والمتصلين بالرأي العام الابتلاء بهم , وهاهم يكررون الكبت , ويكممون الرأي العام عن التكلم بما يراه وما يحدث في بيئة لا يدركها غيره , ولا يستطيع نقلها لذات المسئول غيره ! |
الصديقة الغالية : فكرة ,
بالبداية أرحب بك في [ أبعادي ] .. وكما قلت لك سابقا : نحن الآن في زمن الرأي العام الشعبي .. بعدما كان المثقف أو المسؤول الفكري هو من يؤثر على قضايا العامة .. الآن تحوّل الوضع وأصبح للرأي العام الشعبي او كما يطلق عليه البعض [ صوت الشارع ] هو مَن يُحدث أو لنقل هو من يملك ملعقة من ذهب ليحرك بها قضاياه .. صحيح أن هذا " الصوت " يفقد الوعي في كثير من القضايا لكنه صار له " صوت " .. وعندي أمل كبير انه خلاله سنوات قادمة يحسم هذا الصوت " صوته " ويبتعد عن الاعتباطية في ردود أفعاله التي تقوده عواطفه , كل الورد لحضورك ولا يكفي .. |
إذاً سنرتقب بمشيئة الله ونرى هل دماء المواطنين والمواطنات أغلى أم الكراسي ؟
وأتمنى أن لانعود لزمن لعبة الكراسي ! أنا متفائل خير , لأن الحق يظهر ولو بعد حين ! ولأن هؤلاء الــذين كانت إيديهم متسخةٌ بدماء الأبرياء لن يفلتوا من يد الله . . . يافكرة هذه أول مشاركة ٌ لك ِ وبهذا الوعي ! ماشاء الله , تبارك الرحمن ! لن أقول أهلاً بك ِ بل سأقول [ نفخر بك ِ والله ] |
فكرة ... أهلاً بكِ في أبعادكِ الأدبية ... جميل أن تؤثر [ الكوارث ] على تحركات أصحاب الحل و العقد ... لكن يا ترى كم نحتاج لـ [ كارثة ] للقضاء على الفساد ؟ هي مشكلة أن نفيق بعد المصيبة و أن نربط النتيجة بالسبب أليس من الأجدى أن تُفَعَّلَ أدوار اللجان الرقابية و تمنح مطلق الصلاحيات دون اعتبارٍ لنسبٍ و مكانة و جاه ؟؟ و أليس من الأولى أن تُسْتَخْدَم أساليب عقايبية تشهيرية رادعة لكل مفسد ؟؟ فكرة ... حرفكِ عقلٌ أضاء أبعاد كثيراً .... فأهلاً بك ... |
تكميم الافواه سياسة الجميع في هذا الوقت كنا نتربى على الحريه والنزاهه واصبحنا نشجع على السلبيه والتخاذل كنا نقرأ الصدق منجاة واصبحنا نرى الصدق تهلكه كنا ندعو اللهم اغننا بحلالك عن حرامك , ورأينا من يسرق يتشدق بأن الحياة اصبحت صعبه اخت فكره ليس الغريب الصمت عن فاجعة جده / الغريب أن نتحدث عنها ونشير الى موطن الخلل عزيزتي اذا كانت المنتديات تمارس تكميم الأفواه من اجل اسماء مستعاره , فما بالك بأسماء حقيقيه وذات مصالح ماديه....! دمتي بـ حفظ الرحمن |
اقتباس:
فكرة جميلة هذه الفكرة ويقول الشاعر الذي لا أحبه أنا : إذا الشعب يوماً أراد الحياة : : : فلا بد أن يستجيب القدر والقول الفصل لله عز وجل (إن الله لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) سورة الرعد . فالجميع يا فكره يجب ان يعي وأنا أولهم أن الحراك الثقافي والنقدي الحالي إيجابي جداً ويصب في مصلحتنا الشخصية . فالنقد هو أول أبواب الشفافية ومتى ما وجدت الشفافية متى ما انحصر دور اللصوص وأصبح بالنسب العالمية الطبيعية خلاف النسب العالمية التي تفيد أن دول العالم الثالث هي الأعلى بنسب الفساد الإداري والعربية أكثرها . والخلاصة من كلامي الذي هو رد على كلامك القيم : أنه متى ما تحرك الشخص ورفض الواقع متى ما تبدل ومتى ما خنع ورضي بالذل ليس له إلا الهوان . تحيتي لك . |
بناء الرّأي العامّ يبدأ من البنى التّحتيّة الاجتماعيّة تلكَ الّتي تُعنى بالأساسيّات و الضّروريّات بدءاً من التّربية و التّعليم و التّوجيه و الثّقافة و برأيي أنَّ الرّأي العامّ المبنيّ على العشوائيّة غير قادر على التّغيير لأنّهُ مليء بنقاط الضّعف , الّتي ستكون منافذ جيّدة يدخل منها المنطق إلى عقولِ الكثيرين فيرتدّونَ عنه .. ربّما لا ينطبق هذا على حالات الكوارث الانسانيّة , كما حدثّ في جدّة , إذ لا حديثَ هناكَ بعدَ غرقِ الأبرياءِ .. إلّا أنَّهُ قد ينطبقُ على القراراتِ الاجتماعيّة و السّياسيّة المصيريّة الّتي تحدّد أو تحاول تحديد مصير الأشياء قبلَ أن تحدث . أهلاً بكِ يا فكرة و شُكراً لضوئكِ . |
اقتباس:
وكما قلت لك سابقا بأن من مصلحة المثقف والمسئول أن يكسب هذا الرأي العام المهم بأكثريته , والمقبل على مكانة وأهمية أكثر في نوعيته , لحد تهميشه وسحب صلاحيته , وفرض أدواره عليه . وكل الورد والود لك ولا يكفي ! |
الساعة الآن 10:39 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.