منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   [ كَـ تَفْعِيلة ] : (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=21664)

عطْرٌ وَ جَنَّة 12-28-2009 07:56 PM

[ كَـ تَفْعِيلة ] :
 

إنّها فَتاتُك .
ذَات الْقِرُطّين الَّذَيْنِ أهْدَاهما لَها الْقَمر فِي عِيدِ مِيلادها حِينما غَابت أمّها , إنّها تَمْشِي كَتفعيلةِ شِعر , بخفّةٍ كَموسِيقى الكَمان وَراء عَاشِقَين فِي لِقاءِ حُبّ أول , إن الْرّيح تُحَاول خَفض تَنورتها كَي لا يَرتفع ُ مَنْسُوبها الحريريّ لِفوقِ رُكبتيها فَتميلُ الشّمس , لا تَلْبسُ حِذاءً .. تَمْشِي عَلى كفّ الْطِريق .. هَكذا تَرتفع الْخُطى إلى قَدميها .. تُبَادِر بِها ..قَبل أن يَضغط كَعبها الأيمن ُعَليها .. فَتقف الْحِياة فِي الْنصفِ الأيسر مِن الأرض .

نبضِها الْمُنظّم الَّذي يُشبه خَليةِ النحلِ كُلّما فَرِغَ مَكان ُ الْخفقة امتلأ فمّ الوردِ بالرّحيق , نَبضها أسمعهُ فِي عَينيكَ .. حِينما تَنظرُ لِلمَدى و تَسْتَحضرُ غِناءَك فِي الْطُفولة .. فِي رُكنِ الزّوق الَّذي شَاخ مِن رَائحة سِيجارك .. لأنّه شَعِرَ بِصبَاك ومَساحة كَتفيك التي سَتمرّ مِن خِلالها مَسيرة الْزقاق الأخرى -دُونه- مُحمّلةً بأسرارِ الصغارِ , إلى الكْهفِ قَلْبك .. وسَابعهم : أذنها ,

تَتَلصصُ إلى صَدْرِكَ تَسترقُ النبض , النبضّ الَّذي غيّب حركة النحلِ فِي عينيك وأنتَ تُغِرقَ الْمَدى بِصمتك , إنّها تُحاول الْدُخول مِن أكمامِ السرّ .. دُون أن يُثقل ظَهرها الزرارُ الْواحِد , إنّها تُحاول إخفاء النايّ في حُنجرتها دون حَبس صَوتهِ ..ليَتبعها قَطيع الْغَيم , الْغَيم الَّذي شدّ انتباه حَديثك , فَصَمَّتَ عنها وهِي الْثَرثارةُ عَلى طُول الْمَدى وعينيك .

شَعرُها الآن لا يُقيده مَنْبتُ الْحِنّاء فِي رأسِها , إنّه يَتطاير كَعلامةٍ للعصافِير بأن الْسَنابِل حَان صَبَاحُها , إنّه قَائِدُ أوركسترا يَجعلُ للكائناتِ الكونيّة أيدٍ تَعزف , لا يَنْحَني عندِ انتهاء الهواء مِن الْمَقْطوعة .. إنّه يُظهر هَدية الْقمر حِينما غَابتُ أمها ..أنّه يُلمّع الضوء بِمسحةٍ مِن مِيلادها .. حَتى يَسقطُ الليل مُتَخصّلاً حدّ خَصرها يُوشوش لِسُرّتها الأمُور الْغَيبية الْمُفرحة لأيتامِ الأرصفةِ , وَ يُربت عَلى كتفِ الريح لأنّها تتحملُ مَا يَفوقُ مَوت الْمَطر لِحِراسة وجه الشّمس مِن مُجابهةِ الْسُمّرةُ بسحنة العسلِ فوق رُكبتيها .

إنّها فَتَاتك , تُرِيد أن تثقب كفّ الْطَريق , سَتَفسخُ الْحَفاء .. وَ ستتعلّق بِطرفِ ثَوبها نِداءاتِ الْعِنبِ لِجسّ خَمْرةٍ بِتَرنّح آخر , إنّها سَتَحمي الْنصف الأيسر مِن الأرض , تَلْبس حِذاءً بِكعبٍ عال .. بلَون حُمْوضةِ الْعِنب , تَقفُ أمَامك ..يُثقل ظَهرها الزرارُ الْواحدِ , يَظهرُ مِن فَمها صَوت الْناي و قَائِد الأوركسترا يَجعلهُ يُكمّل سَلب الْقَطيع , إنّها تَودّ مُرَاقصتك بِثوبٍ طَويل وخَادرٍ , وراء لِقاء الحبّ الأول بِخفّة مُوسِيقى الْكَمان , تُمْسِكها ..
خُطوة للأمامِ ,
عَلى الْيمينِ ..
للخلفِ قليلاً ,
تَرْتَخِي الْتَفعيلة , تَشّدها بِذراعك عَلى كِتفها ..تَحيا الْقِصيدة و يَعلقُ فِي فَمك الْعُنوان .










صَوتُ الْكعبِ خَارجِ الْرِتم هذه اللحظة , يَرفعُ الْمَشهد عَاليّا ً عَالياً ,
تَنْبت للمشهدِ يد طَوِيلة .. تُمسك حَبل الْبَالونة التي طَارت , حِينما كُنت ألعبُ فِي رُدهةِ الْحُزن مَع ظلٍ يَصْغُرني بأعوام ..
الْمَشهدُ يُعيد لِي أنفاس الْظلّ بِداخل الْبَالونة , تَتَشعبُ رِئتي , وأنا فِي وضعِ الأريكة .. بجلدٍ مُريّح .. تَحتّ الْنَافِذة الْقصّية مِن الحُلم .. أفتحُ الأبواب للِقمرِ , وأُأَنق شَحمة أُذنِي ..

بِلا أمٍ
وِمِيلاد
أضمّ الْمَدى , وَ أستحضرُ بيننا غِناء الْطُفولة , و يَسيحُ مِن قَلْبِي شَمعَ
الْنَحل .





بثينة محمد 12-28-2009 08:01 PM

ممتعة و رائعة .. تماما كالعطر ..


:)

عبدالله العويمر 12-28-2009 08:05 PM

فَاتِنَة ُ النّبْض يَاعِطر

حَرْوفُك ِ أُغْنِيَات

دُمْت ِ بِجَمال

محمد الغشام 12-28-2009 08:09 PM

,

,

تِلكْ المُوسيقَى قابِعْهْ في آذُنيْ ياعِطر , تستَرق مِن المدَى لحَناً آخْرْ بِتلك الرقصَه [ التَانجُو] تمْتدْ الأيَاديْ خلفْ أكتَافِها
يدًُُ واحِدهَ والأخًُرى تُلامِسْ خِصَرهِا , فـ رقًصه فـ إرتْماْءْ على أعتَاق الإحتضَاراتْ ,
تِلك المسَائاتْ قاحِلةْ جِداً ’ فقط الكمَان والعَازِْفْ وأنَا وأنت ِ , نتسَامَر معْ اللحَن القديْمْ ,
والجُمهُور يتَرامىَ على الصمْتْ , فيُطبطبْ على أكتَافنا بِنظَرهْ ذهُول :
أنها المُوسيقَى ياعطِر , بِرقه جداً ,

أ -
عاطِر التحَايا

حياه 12-28-2009 08:19 PM

..
اقتباس:

وَ يُربت عَلى كتفِ الريح لأنّها تتحملُ مَا يَفوقُ مَوت الْمَطر لِحِراسة وجه الشّمس مِن مُجابهةِ الْسُمّرةُ بسحنة العسلِ فوق رُكبتيها

..
وسَ تُعلن تَمرُدَها عَلَى الأُغنيَات ي جنَّة
وَ سَ تَبقى هِيَ مَعَ الألحَان قَد تَمضغ النَّجمة تِلوَ النَّجمة
لِ تتباهَى بِ تِلكْ الرقصَات وَ الأمسيَات كَمَا فَعلتِ بِنَا أيَّتُها العِطرْ!
جَميلٌ بِكْ هَذا المَساءْ ،

مُدهشة حَدّ الفتنَة
دُمتِ
..

ماجد موني 12-28-2009 08:38 PM


لاحَ في مخيلتي تلك الرقصات الغجرية التي تعبّر عن نقاء راقصيها
ولا تستوجب إتقان الخطوات لتتناغم مع العزف

الشمس والقمر والتنورة والنحل والعسل ،
والسنابل تبحث عن عصافير صفراء ..
ويحكِ ، أصابني إختلالٌ بسبب إنتظام !
و الميلاد مازال يردد أهزوجة المطر تحت غيمٍ نائي
و نور الشمس يتسلل خفيةً ، خشية إتلاف التنورة !

عاجزٌ عن الوصف أكثر
بحقّ ، عطرٌ أنتٍ و جنّة

طاب يومكِ


د. منال عبدالرحمن 12-28-2009 08:44 PM

دو سي لا صول ..







ري مي لا سي ..



إلى تانغو قادم يا عطر ..

عطْرٌ وَ جَنَّة 12-28-2009 09:22 PM






أرْبعةُ دَقائِق بَيننا .
سَأتخيّلها أسرعُ أمْنية مُسْتَجابة , حَشرت فَرحتها فِي عَيْنِي قَبْل أن أُباعِد أصَابِعي عَن أضْلِعي فِي الْكِتابة يَابُثينة ,

http://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif




الساعة الآن 04:52 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.