![]() |
لكل فصل ربيع
عندما كانت الارض صلبة تحت أقدامنا
-1- عندما كانت الارض صلبة تحت أقدامنا !! عندما كانت أقدامنا صلبة في الأرض ..!! كان يكفي ، كي تكون الارض صلبة ، عشبة تبرق في الهشيم ، أو قطرة ماء في الصحراء ، أو ملامح درب ، كان يكفي أي شيء ( آخر ) كي تكون الأرض ، باتساعها و عورتها ، و جفافها ، صلبة ….. تمشي ، تحت أقدامنا . كان يكفي كي تكون أقدامنا صلبة في الأرض ، دمعة حيّة بملحها ، كان يكفي حلم ، مجرد حلم ، و إن بلا حجم ، أو لون ، أو صوت ، أو شكل . كي تكون أقدامنا صلبة في الارض … كان يكفي إمرأة ، أي امرأة تحبها ، تحتضنها بما لديك و بما ليس لديك من أيد و أصابع و أنفاس و كلمات ، كي تكون أقدامنا صلبة في الأرض كان يكفي أن تفتح كتاباً ، أي كتاب تحبّه أو لا تحبّه ، و تقرأ بنهم مَن لا يعرف ، و بنهم من يرغب الى ما لا نهاية ، و بنهم من لا يشبع . كي تكون أقدامنا صلبة في الأرض . كان يكفي أن تجلس في المقهى ، و تطلب فنجان قهوة ، تحرك سُكّره او لا تحركه ، ترتشفه على مهل مَن يرى الاشياء قادمة اليه ، أو راحلة عنه ، أو يقلّب جريدة ، أي جريدة ، قديمة أم طازجة ، صفراء أم حمراء أم بيضاء . كي تكون الأرض صلبة في الارض . كان يكفي أن تسمع أو تقرأ أو ترى فكرة ( الآفكار كانت أيضاً تًرى بالعين و القلب و بالأصابع و بالنوم .. لمَ لا ) أي فكرة ، صغيرة كانت ام كبيرة أم ضئيلة أم متطاولة ، جميلة أم غير جميلة ، قوية ام ضعيفة ، سخيفة أم عظيمة ، قديمة أم رائدة ، برائحة أم بلا رائحة ، بلون أم بدون لون لتكون أقدامُنا صلبة في الأرض . كان يكفي أن تنهض في الصباح ، تشعل سيجارة و كأنك تشعل بها نهارك كله ، تغسل وجهك ، تراه أو لا تراه في المرآة ، تسرح شعرك أو لا تسرحه ، ترتدي ملابسك أي ملابس أكانت رثة أم جديدة ، أم فضفاضة ، سواء استعرتها من جارك ، أو من شقيقك ، سواء رأيتها مناسبة أم غير مناسبة . كي تكون أقدامنا صلبة في الأرض . |
حسام زيدان ـــــــــــ * * * أُرحبُ بك أخرى . : وَ كَان يكفي أنْ تكوْن الأرضُ عُلبَةً ، أنْ تأخذ مِن طَبيْعتهَا الألوَان ، فتُلوّن بهَا اللغَة .. لنقرأَ رسْماً بَالغ العذُوبة وَ عَذْب البلاغَة . : شكراً لك بلا حَدّ . |
القدير : حسام زيدان
أهلا بك كـ ربيع لا تنطفىء خُضرته ، حينما تتنفسه بـ هدوء ثمة فرق بين الـ لا فرق في مفارقتك لـ الأشياء بطريقة ترفع حاجب الدهشة وتعيد لـ الأشجار أوراقها في الخريف جافة أو غير جافة كل التحايا لك ربيعاً لا ينضب |
يكفي أن نخلق للأشياء المحيطة بنا سماءاً أخرى .. وأرضاً غير الأرض ... لتأتِ يا حسام .. بهذا الإختلاف .. الـ يُلوح لنا به حرفك ... |
بل كل الفصول بحضرة حرفك ربيع
كل سطر كان السلم للآخر حتى لمست الأفق . |
-2-
كانت الأرض . و كانت صلبة آنئذٍ . و كانت الأقدام ، و كانت صلبة آنئذٍ . و جذور تتصل بجذور ، هواءً ينفتح على هواء . مسافة تتسع لمسافة ، اليوم لا أرضك . و لا أقدامك . الأرض كأنما زحلت أو زلزلت / أو خَفّت ، أو انفتحت ، أو طارت من تحتك ، و الأقدام كأنما من قصب مكسور ، من قصب موطوء … هذا الوطء الطويل الذي يتطبع ( و يُعَلم ) على وجهك ، وجلدك ، و ظهرك ، و صدرك ، هذا الوطء الطويل …. حتى أقصى صوتك … وطء الأحذية السميكة ، و الخوذ المعدنية ، و المقامات الطالعة من الحجر .. و مَن كانت أقدامه موطوءة تعود الارض غير صلبة تحته … و هكذا تصبح كل المسافات ضيقة ، لا تتسع لأن تتنفّس أو تنظر فيها ، و تصبح كل الاشياء بلا مسافة ، و بلا يسار أو يمين … تصبح كل الأشياء ميتة في وقوفها الميت . ميتة في عينك . و في يدك . و في فمك . ميتة في موتك |
كان يكفي أن أقرأ أول سطر , كي أردد بيني وبيني : هل من تتمة ؟
دوحة . |
جميل يا حسام
ولك الشكر ودمت بود |
الساعة الآن 06:04 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.