![]() |
ثقاب أخير
فمٌ مغلقٌ.. ويعضّ بأسنانهِ الحزنَ
يا صحرائي الرمادية اخترقيني لينمو دمٌ أبيضُ النبضِ.. مفترسٌ، في أصيصِ تلاشيَّ.. بي تتنفسني نقطةٌ وتعلّقني في نحيبِ السوادِ ولا حائطٌ اسندته الظلالُ يُلامسُ شكّي سأغفو أخيراً، سأغفو كغابةِ موتي كصوتِ الطنين المؤبدِ في أذنِ الكون كالسحرِ عند جفاف الندى من على صدأ الوهم كالإختناق السماويّ بالأنبياءِ وآياتهم وسأسدِلُ هذا الفراغَ على رملِ شاطئِهِ ثم .. أشرَقُ بالبحرِ لن أتحدّاكَ يا موتُ، لن أتحداكَ.. أبكي أمامكَ، أنظرُ في عينكَ.. - اسمعْ صريرَ النوافذَ في قلقي.. عبثَ الريحِ في ذهبِ الخوفِ لن أتحداك.. أُسلمُ خنصرَ قلبي لروحك أعطيكَ منديلَ دفءِ حياتي فجفّفِ به عَرَقَ الندمِ المتآكلِ من نصفِهِ عن جبينكَ يا أنتَ يا أبداً صارخاً كشتاتٍ، وطشتاً نحاسيّاً استطرقتهُ أكفُّ بلا أذرع.. وصدىً كعمودٍ بلا رأسَ ينطحُ خاصرةَ الله يا قمري المتلعثم بي ، يا ابتلالي بهذا الدمارِ الذي أنا أبصرُكَ.. اخترتني وفتحتَ عن الصدرِ فتشتَ، فتّشتَ.. كفانِ من رعشةِ تلمسانِ قساوةَ قلبي وعينانِ ترتجفان لِما رأتا من دمي، أيها الموتُ يا أقحوانِ الفجيعةِ، يا صاحبي، يا أنا كاملاً بكَ، يا أنتَ مختصراً فيّ يا موتُ .. يا (شَخْطَ) عود الثقاب الأخير على مشطِ ما لستُ لن أتحداكَ .. لن أتحداكَ.. |
سأغفو أخيراً سأغفو كغابةِ موتي كصوتِ الطنينِ المؤبدِ في أذنِِ الكونْ مهدي ، كلُّنا موتى مبتدئونَ وحده لنا فيه تجربةُ الموتِ البديلْ ليغمرِ الفرحُ روحكَ حتى تبكي من صفحٍ عميقْ محبةٌ تجري في قلبِ القرينْ |
مهدي سلمان
ــــــــــ * * * بعْد الغياب ، نُرحبُ بكَ كثيْراً . : ثِقابٌ يغْرسُ [ ألفَهُ ] فيْ خَاصِرة العَتْمَة ، فيُحدثُ ثقْباً : سُمّيَ الشّرقُ حِينَ أنْجبَ الشّمس . هَذا النّص يأخذُ أوّل كلمةٍ فيهِ ، فَلا يَفِيْهِ كَلِمٌ مِنْ فِيْهِ مُتَكلّم ، لِتَتَفاجأ بِأنّ آخِر كَلمةٍ فيْهِ صَادِقة صَادِقة . : مَهدي سلمان ضَرورةٌ أنتَ وَ غِيابكَ الضّررْ ، فكُن رحيْماً بِنا . |
و هل تغفو الغاباتُ إلّا لتشتعلَ ربيعاً بعدَ موت ! هذا الوصفُ الدّقيقُ العميق , كانَ قادراً على استباحة الأبوابِ المُغلقةِ بينَ النّفسِ و الذّاكرة لينبّهَ الموتَ الغافي بينَ جنباتِ الخوفِ و الطّمأنينة و الثّقة و الغفلة .. و يوقظَ الانتظار ! رائعٌ أيّها الأستاذ . |
: كـ عزف الناي ورقصة الليل الماجنة على انفاس ثقوبه المحترقة.. رائع جداً أخي تحية وعطر . |
شَيءٌ مِن قلق وَكؤوسُ مَطر وَ كثيرٌ مِن شغب وبعضٌ من موتٍ أنيق كيمياءٌ يمنَحُنا إياها هذا المَزيجُ الذاهِل مِنك .. لـِ تصنع لنا من الحرف الأبيض جناحي ملائك يرتَكِبُ ما تيسر مِن الخَطايا و أصابِع تُشبه الدَّهشة ولكِنَّها أكثر جسارة مهدي سُليمان تُبعثِرُ عطشنا فِي أزِقَّةٍ مُبلّلة لأنَّك القَادِرُ على أن تكتُب لُغة الماء حِينَ يُراهِن على الانسِكَاب مدهش جداً . . |
مهدي سليمان .... أهلاً بك ... نصٌ جفت من حرقته الروح .. و يبست الأنفاس من حوله ... و استحال الوجع موتاً بطيئاً في جوفه ... مهدي ... بنزفك .... قُلبت كؤوس الحياة ... |
مَهْدي
تُضاء الأمكنَة بِهَذا النّص المُضيء ثقاب أشعَل القَناديْل أهْلا ً بِك ، وأكثَر |
الساعة الآن 08:53 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.