![]() |
لُون الفَجر
|
عِناد بادٍ على وَجه سَحابة أُنثى الوَجع تختَرق صَمت الألَم تُنطِقه تبَكي طِفلة الكمَان يئِن وعودٌ – كَانت – صَادِقة تُحقّق نَفسَها دُخَاناً ينَتشِر، لا يختََفي يَبْقى مُتَبرزخاً يُعيد تَشكيل نَفسه مَازَالت أصَابعي تخَترقه النَسمات تُقَسِّمه تُقلّبه عينيّ مَلت التَحْديق فَأطفَأتها. |
قُوّة قَلقَة أَقفَال جَديِدة أسْطح لامِعة تَعكس أسَى فَاكِهة الانتِظار النَافِذة البرّاقة تهمِس: لنْ يَعود، لَن يَعود أمسَى يحتضِن السَماء يَتشَبّث بها كَأنها أُنثاه التي خُلقت لَه لا أَنتِي. |
قبل الفجر
أُنثَى المَطَر تُدَاعب طِفلَة الرِّيح تجْدل خُصلاتَها وَتُطلِقها اللَيْل جنَاح لاَ بَل جنَاحَان تخلّى عَنهما مَلَكْ الشَمس اصطَحَبت ذَلِك المَلَك لتُهدِيه أَجنِحَة جَدِيدَة مَازالت أنثَى المطَر تحَنو عَلى طِفلتها آلهَة البَحر فَاتحَة ذراعيهَا تَستقبل رَد الدينِ مِن السَماء آلهَة البَحر تَضرِب بِقبضَتها طَرَف البَحر تحدِث دَوّامة تَبتَلع حَبّات المطر تَصِل العُمق فَتستحيِل لألئ. تَتَنفّس السَماء، بِعُمق بِعُمقٍ أكبَر تَشْهق اللآلئ مِن قَاع البَحر وَتَزفِرها نُجوماً هَل الكَون في وِفاق؟ |
هَمسَة وَدَاع مَاتَت أَطَرافهَا الأخيرَة
خَفقة مُرتعشة تَزامَنت وَ وَمِيض ارتِعاش رمْش مَخَاض عَينَين ولادَة دَمعة الموَلودة تَحتَضر، تُكفّن نَفسَها تَتّخذ المآقي جُدراً فِرعُونية تَحُرسها تتََلفّت سُقوطها مَوت يَطالها ويَلحق رَفيقاتها بَقاؤها مَوت، لا يُشبِه مَوته- هو- اِختِناقٌ يَسدُّ حَيّزْ العَتَب يَنْتَشر فِي المكَان كَصَدى غَاب عَنه الصّوت وَبَقي وَحِيداً يُسلّي نَفسه بِارتِداد رَتيِب وَتِيرة وَاحدة أقوَاسه المُنتَصِفة بِلا إرَادة خَائِرة القُوى مَشْحونة العَزم لا تَتوقف إذ لا وَضَع لهَا في النَظر ولا جَاذِبية تُحيل المَكَان كَهف الجَبَل يَعتَصر طِيناً مراً بِجَوفِه لَن يَكون بُركَانا يَوماً لَن يَسْقط و إن اتَسَعت حَدقة ذَلك الكَهف لنْ يَسْقط. |
زَبَد
يَزخُر الزَبَد يَقتَات أسْوَار النُحَاسِ المَغْلول، المُعَمّدِ عَلى أَطرَافِ البَحْر بِفِعلِ بَجَعٍ أَخْيَفٍ مَشْئوم، -أَشْأم مِن البَسوُسِ فِي شُؤمِها- قَائِدها عَاتٍ مُتَمرّد، مَرجومٌ أزلاً، موقوت أجَلاً، خبٌّ، يَتّخِذ الجَوْرَ خُبْنَةً. وَيَزخُر الزَبَد يقتات الرّوَاسِي المُمْتدة نَحو السَمَاء بِلا هَوَادَة توُكز رَحِم الغيْم بِرُؤوسِها فَيَتَمخّضُ الغَيْم وَيُجهِضُ: هَوَاءً \ خَوَاءً ثُمّ يَزْخُر الزَبَد يَقتَاتُ أَطيَاف الصَوَارِي لا لِشَيء، فَقَط لأنها: تَاقَت لِـ [ غَابَاتِهَا ]. |
طَائِر الشَجرة الرمَادِيّة
المَوتْ يُنْبِت بأعماقي شَجَرةٌ رَمَادِيّة يَقِف عَلى ظَهر أَحَد أغصَانها طَائرٌ يَشيخ بهدُوء عَينَاه تُحدّقان بوَهن في خَواء الوَقت أَنفَاسه كَأنفَاس الرَضَيع إلا أنَه وفي كُل زَفرة مِنه تُخلق مَرَارة مُتَساوِية الحِدّة فِي نِهَاية حَلقِه تَيّار وَهن يَسرِي بأورِدَته ضَبَابٌ مُلتَهِب يَمحُو قُضبَان صَدره يُذِيب السَجِين هُناك تَسقُط رِيشَة يَحُفها ضَوء مُتهَالك حَدّ الَملَل الإعْيَاء يَبِني مَعَابِد ضَخمه عَلى سَاقِ دِمَاغه يُثْنِيه لا يَنْكَسر يَقْرَع أجْراسَها لا يَستَجِيب رَائِحَة الشُموع الرَخِيصة لَهِيبها الهَامِس وُجومها -إذْ لا هَوَاء- لا تُثْنِيه عَن التَحدِيق لا تُلهِيه عَن الخَوَاء. |
):
.
0 [ دَاعَبْ النَسْمة وَأتْبَعْهَا أَذَى ] |
الساعة الآن 02:21 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.