![]() |
شوكولا ساخنة ..
ان كنت روائيا / أو تخطط للكتابة القصصية ، فأنت إذا في أزمة مع واقعك . كـ الكريما البيضاء الغضة أو العاجية بالفانيللا ، أو تلك البندقية قاسية الحلاوة يتملكني الخيال ، و يسوقني أمامه كعمياء باسمة ، مذاق كثيف / غليظ / سكري / خطير ، تغيب معه الحواس جميعها ، وأتحول إلى عبق الصنوبر وعطش اللوز وعتمة الكاكاو ، ملمس الرغوة الساخنة الهشة في حلقي يراودني عن اتزاني ، وابدأ في تصور الدفء برعونة تسحبني إلى أي مكان يرغبني ، وإن لم أشتهِ زيارته قبلا . يدق اللحن خافتا في تلك المرحلة ، فأنفض عني ثوب الواقع ، وأكشف للجنون عن ساق وآخر داخلي من الساتان الجيد . تغمغمني الكلمات ، و تترنم أصابعي بلمسات تبحث عن النشوة في عالم الفراغ ، ثم حالة من هلوسة شديدة ، يرتعد لها جسدي ، وتتسارع مع موجاتها أنفاسي ، فإذا ما انتهى الكوب من لذتي ، وأعلن نفاد آخر كتلة من مخفوقه الجهنمي ، فتحتُ عيني نصف واعية ، فنشرتُ نثري ، ومسحت العرق عن أكتافي وعنقي ، وما بين أصابعي . أسلِمُ القَدَحَ لماء الواقع وفرشاته الخشنة ، لينظفانه ، ولا أنسى أن أبتسم له بخبث فيفهمني ، بعد قليل أملؤه بخلطتي السرية ، ونكهة / رحلة جديدة لأرض جديدة . - أين الأزمة؟ - أخبرني ، عمَّن نكتب؟ عن ذواتنا أم خيالاتنا؟ إن فرضتَ أنني أكتب عن واقعي ، فبهذا تكون قد رسمتَ لي ألف حياة وحياة كلهم مني ، و كلهم ليسوا لي . وإن فرضتَ أنني أكتب آليا ، أحترف الحس ، وأمتهن صهوات القصص ، تكون قد بخستَ المخفوق سحره وتجاهلت إحساسي به حين الكتابة أو أقنعتَ نفسكَ بأنني كاذبة مشعوذة كلما حدثتكَ عن مشكلة حقيقية تؤرق واقعي |
أقرأكِ .. فأتشحّ أغوار الريح وغموض الكهوف أفضّ بكارة المحابر المزيلة بـ سرّ زرقة المحيطات ! أيتها الواضحة المحرّضة المدهشة .. وحدكِ تعبثين بقالب المعنى ، تمرريه ، تلولبيه ، تعاكسيه فيأتيكِ طائعاً رخواً منحنياً كطوق ياسمين حول معصمكِ الذي يغطّ في يقظةٍ وذكاء يأخذني دوماً حيثكِ فلا أتوه ولا أضيع ! إبقيني هنا دكتورة :) |
اقتباس:
استميحك عذرا لاقتحم هنا نص يصرخ بالواقعية المثقلة بالمهنية لو لاحظ القارئ هذه الكلمات التي انتجبتها لتدعم فكرتي و هي من النص طبعا سيقول ان كاتبها ساحب مهنة ما!!!!!!!!!!!!!! و سيجد ان السياق الغائب قد ترك الحبل على الغارب لهلوسات داليا اصلان و سيجد انه ارتمى في فخ هو البساطة المتناهية و ارغامها على الامتاع داليا !!!!!!!!! كما قلت سابقا ........ ان البساطة احيانا تفرض نفسها و يكون لها الحضور اكثر من النصوص المترعة بالرصانة و التنميق .................. ............. ساكون هنا مرة اخرى بلا تهذيب جرير |
د . داليا أصلان ... أهلاً بك ... لا أشك أن القراءة لك ستكون بمعية الدهشة ... كانت رحلتكِ عبر [ الكوب ] و أحاديثك حولها ممتعة ... تدعونا بحرفيةٍ بالغة للتأمل في [ أقداحنا ] حين البدء و الانتهاء من [ لذته ] و [ تلذذه ] .. د . داليا .. حرفٌ شاسعٌ جداً ... مودتي ... |
: القراءة لكِ يا د. داليا بحق مُتعة ..! شكراً بطعم الشوكولا |
صبحٌ مَلَأ الصفحة ولا مكان لنقطة في نهاية السطر ولا السطر الذي يليه ولا نهاية الدفتر ، أو نهاية النهر سيدتي غالبنا ما يربكني وجودك (ولا سيما وأنتِ الأولى) ، فأحتار في أثوابي أيهم أرتدي ، وأنا من لم أملك إلا أن أكشف لكِ عن نفسي بغير رتوش أو ألوان أو عطور. أنا لكِ واللغة مرفوعتان أو مجرورتان فابقي طالما لذَّ لكِ البقاء أو ارحلي لأنني في كل الأحوال سأتبعك داليا .. |
سيدي المبروك .. جرير (ازيك) بغير تبرير أو جميل شرح وتفسير ، يمكنك المرور بي كلما دخلتَ المكان. لوجودك وتلك المفردات التي تستنجبها من النص ، ونقاطك الفاصلة الشهيرة تقطع بها أفكاري ، تنقلني لجزيرة جديدة ثم تعود فتحرضني على وصل بالقديمة ، طريقة تعجبني. أشكرك بحرارة على قراءتك البديعة لنصي المتواضع، ودائما مرحبا بك. |
حمد الرحيمي .. أشكركَ شكرا عميقا سيدي الشاسعة هي الزرقة التي وصفتَ بها نصي ، ونبل حضورك. تحياتي |
الساعة الآن 04:36 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.