![]() |
ترانيــم مُختنقــة
ترانيم مُــختنقــة ذات صباح غائم .. أو ربما لم يكن غائما حقا .. بل أدخنة الوجع تملأ السمــاء فتكون أشبه بـ غيوم رمادية ربما كانت الريح تهبّ بـلا وجهة محدّدة .. أو ربما كان الجو ساكناً لم تُشرق الشمس ذلك اليوم .. كـ عادتها كلّ صباح يحمل الكثير من الشوق والحب والأمل كلّ شيء بدى مختلفاً .. النّاس .. الأحاسيس .. الأحاديث.. أنا .. نبضات قلبي .. فكري .. وطيفٌ كان يسكّنُني : هذا اليوم .. الذي سُرق من تقويم الأيام غفلةً اخترتُ الرحيل .. أو ربما هو من اختارني لا أعلم إن كان قرارٌ كـ الرحيل يملك قوّة لـ أن يُقرّر وقوعه في أي يوم وأيّ لحظة .. وعلى أيّ قلب !! عجبا لـ تلك القرارات التي تخلق وجودها فجأة هكــذا .. دون مبالاة لـ ماقد تُسبّبه لـ قلوبٍ و أرواح عجبا لـ حبّ يعلم أن لا مستقرّ لوجوده في القلب .. ورغم ذلك يتشبّث بـ النبض .. ويُصبح الهواء والحياة له .. : هكـذا .. بدأتُ أُفكّر كيف سـ تكون الحياة الجديدة ! كيف سـ أستقبل الشمس صباح كلّ يوم دون أن تكون شعاعا منها .. ! وكيف سـ أتنفس هواءاً لاتكون أنت الأكسجين فيه .. ! "مسألة وقت .. وأنسى " هكــذا .. قلتُ لـ نفسي بـ نبرة يملأها اليأس .. سـ أنسى حتما .. وسـ أكبُر .. أكثر وأكثر \ هُنــا .. سـ أُدرج بعض من ترنيماتٍ كانت مُختنقة جدا |
في صبيحة اليوم التالي لـذلك القرار الخانق .. بدأتُ رحلة ترجّي النسيــان .. والابتعاد بعيـدا عن كلّ تلك الأشياء التي تحمل طيفك كـ أهم تفاصليها جاهدتُ كثــيرا .. كـي أمنع دمع لم ينتهي منذُ ليلة الأمس حاولتُ التماسك أكثر .. خرجتٌ بعيدا عن قوقعتي الصغيرة .. وابتعدتُ أكثر عن زوايا حياتي التي امتلأت بك يوما ما أشعر بـ رائحتك تملأ المكان .. سـ أرشَ عطرا مختلفا عن كلّ مرة .. لن أستخدم عطري الذي اعتدتُ أن أمتلئ به في حضورك .. فـ تُطربني غزلا حين يصل لـ رئتيك بـ فتنة .. ولن أستخدم ذلك العطر الذي أستخدمه حين أفتقدك .. فـ أجد رائحتك تُطفئ شوقي / ولهي عليك سـ أستخدم منذ اللحظة عطور جديدة وعادات جديدة أيضا :\ فتحتُ نافذتي بـ تكاسل شديد .. لعلّ هواءاً نقياٌ يملأ جسدي بـ طاقة كونية عظيمة تأملتُ السمــاء .. إنّها ذات السمــاء التي تُظلّلك الآن .. ليتني كنتُ سمــاءاً فـ أُظلّلك دون أن أجدني فجأة في طيّات قرار أحمق كـ حالتي الآن تُرى .. كيف هو صباحك الآن .. ؟ أكعادتك .. تبدأ يومك بـ قراءة صحيفتك المفضلة .. ودفء كوب قهوتك لايكاد يُبتعد عن كفّك إلا لـ لشفتيك .. أكعادتك .. تستحمّ صباحا لـ تشعر بـ نشاط لايُعوَضه نوم الليل كلّه مازلتُ أذكر تفاصيلك .. وأهتم بها كـ اهتمام أم بـ أدق خصوصيات صغارها قلتُ لك ذات مرّة .. أنّني كـ أمك (: لا أعلم .. إن كان التشبيه - وإن لم تكتمل أركانه المنطقية وليست البلاغية – أعجبك أم لا .. إلا أنه يصفني ذات لحظات بدقّة .. |
قَد لاَ تُغْرِيني ومْضَة الضُوء احِيَاناً /ونَسَق الْكَلِمَه
ولَكن هُنا بِصِدقْ.. وَجَدت ثِمَار تَهْطِل بِها انَامِل انْثى اقلْ مايُقال عنْها[ خُرافِيه ] زاوِية تحِوي جُنوني بَين موسيِقاها وما سيق بِها قُرْبي رَائعه ..زُوُروها |
تمرّ الأيام بـ رتابة قاتلة .. وروتين بارد جدا تبدو الحيــاة وكأنها طريق موحش أسير فيه لـ وحدي .. بعد أن فارقني طيفك أتســائل دوما .. كيف تبدو الحيـاة حين نُفارق فيها من نحب .. ومن سكن القلب واستوطن الروح ! وهـا أنا اليوم .. أعيش هذا التساؤل بـ تفاصيله المُرهقة .. لم كنتَ أول حبّ لي .. فـ بعثرت قلبي حتى عشقتُ البعثرة تلك ..! لم عرفتُك تلك الليلة .. دون أن أشعر بـ أنّني سـ أغرق فيك دون أملٍ في النجــاة .. ! لم مازلتُ أشعر أنّني أختـــنق .. وأختنق في غيابك .. ! قرّرت هذا اليوم قراراً يتبع قراري البائس ذلك .. اتّجهتُُ إلى سوبر ماركت يبيع أدوات مدرسيّة .. ودفاتر ملوّنة تجذب الصغار لـها ولـ الدراسة أشياء ملوّنة بـ ألوان الطيف .. وأخرى كـ لون الورد .. و هُناك مليئة بـ رسومات مُبهجة كنتُ أتأمل الدفاتر .. وأسير بين الأرفف كـ تائهة في مكان لاتعرفه .. وحياة كبيرة تجهلها كان المكان مليء بـ صغار يعيشون لحظات متعة لاتوصف ... وهم يختارون ويُقرّرون ماذا سيختارون أيّ لون .. وأي صورة .. جذبني جدا .. دفتر بـ لونٍ رماديّ ذو فراءٍ ناعم .. في إحدى زواياه وردةٌ بيضـاء صغيرة – لأول وهلة شعرتُ أنها وحيدة في عالم رماديّ موحش – اشتريته .. وقرّرتُ أن يكون مُتنفّس لي بعد فراقك .. سـ أنثرُ فيه ماعلِق في روحي منك .. وما امتلأت به ثنايا قلبي من حبّ لك سـ أقفُ عارية من كلّ شيء يستر حبّي .. وشوقي لك كـ وعود فاشلة / قرارات قاسية سـ أُترجم بوح روحي .. وهمس قلبي لـ أحرف باردة وحبر قلم ينزف ألما على سطح وُريقات من دفتري الرماديّ .. اخترتُ قلماً يحمل ذرات تتلألأ في الضوء .. ربمـا لـ أضع هالة خيالية حول حروف فقدي.. كتبتُ أوّل صفحة فيه .. { .. رحلتُ لأن مامن واقع يجمعنا وأن حبّنا كانت الأحلام أحق بـ احتضانه ..} كنتُ بـ حاجة لـ إخبارك بـ سبب رحيلي .. و غايته مؤلمٌ أن أرحل هكــذا دون أن أخبرك .. لكــنّني أعرف .. أن تلك اللحظات الأخيرة تُضعفني كثيرا .. مما قد يجعلني أتراجع عن قرار صعب كـ هذا .. فضّلت الرحيل بـ صمت .. بعد أن تركت لك وردة حمــراء .. وزجاجة عطري الذي تحبّه وشال حريريّ كان دائما يصحبني حين أكون معك .. ذات شتــاء بارد لايدفئه سوى قربك أحيانا نعجز عن الإفصاح لمن نحب عن سبب رحيلنا .. لا لأنّنا نحتفظ بـ أسبابنا بعيدا عنهم بل لأنّ أسبابنا أشبه بـ نيزكٍ ضخم سقط ذات ليلة هادئة على جزء من أرضٍ خصبة مُخضرّة .. فـ جعلها قطعة نار مشتعلة .. متأجّجة ، لـ تتحول إلى رماد وبقايا حريقٍ بعد دقائق.. |
اقتباس:
رائعة ! متابعةٌ لهذا التّدفقِ المخمليّ , |
ياااه كَم مِن الـ مِصداقِية وَ الشَفَافِية تحمِلُ تِلك الثَلاث ! يَا مَلائِكِية ، البَوحُ هُنا مُحرضٌ عَلى القِراءَة ، وَ أنتِ اليَدُ الـ تُوهبهُ جَمَالهُ سلمتِ http://ayah227.googlepages.com/wh_73073504.gif |
يااااه..كَم تراصّتْ أحرُفك .. |
يعطيك العافية
تحياتي |
الساعة الآن 09:43 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.