منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   وَلْدَنَة [ غِنَاءٌ لِـ : الرَّيح ] (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=13491)

أحمد الحربي 09-23-2008 01:31 AM

وَلْدَنَة [ غِنَاءٌ لِـ : الرَّيح ]
 

وكن السهر دربٍ عليه بتجيني ![1]

إِنَّهُ الْلـَيْـلُ مَرَّةً أُخْرَىَ , السَاعَةُ الْمَرْكُوْنَةُ عَلَى الْجِدَارِ تُشَيْرُ إِلىَ تَمَامِ الْحُزْنِ بَعْدَ مُنْتَصَفِ الْأَرَقِ , عَالِقٌ أَنَا بَيْنَ فَوْضَى رُوْحَي وَ فَوْضَى مَاحَوْلَي ..
وَ مُحَاصَرٌ أَنَا بَيْنَ وِحْدَتَي , وَ ذَاكِرَةٍ صَدِئَة , وَ حَبَيْبَةٍ غَائَبِة , ثَمَّةُ أُغْنَيْة تَأَتَي مِنْ أقْصَى الرُّوْح :
أيَّوووه قلبي عليك إلتاع
ـــــــ مايحتمل غيبتك ليلة [2]


أُحَاوِلُ الْخُروْجَ مِنْ الْغُرْفَةِ الْمَلَيْئَةِ بِ بِضْعِ جَرَائِدَ - مَرَّتْ عَلَى آخرهَا سَنَةٌ وَ رُبَّمَا أكْثَر - وَعُلَبِ أدْوَيَة , أَتَجَاوَزُ الطَاوِلةَ , مِنْفَضَّةُ السَجَائِرِ فَوقَهَا تَصْرَخُ : كَفى لَقد اِمْتَلأت , عَلَى طَرَفِ الطَاوِلةِ الْأيْمَن زُجَاجَةُ سِڤن أپ فَارِغَة يَسْتَرَيْحُ غِطَاؤهَا بِجِوَارِهَا , ثَمَةُ قصَاصَة صَفْرَاء مُرَّبَعَة تَمَامًا , يَبْدَو عَلَيْهَا كِتَابَة , أَلْتَقِطُهَا بِخَدْرٍ .. كُتِبَ عَلَى أَحَدِ وَجْهَيْهَا :
وَيْلٌ لِعَقْلٍ تَمْـلـئين قَلْبَ صَاحِبه : (
وَأَتَسَاءَلُ كَيْف لَكِ كُلُّ هَذَا , أَتَحَسَّسُ الْوَرَقَةَ , أُفَكِّرُ , أُحَاوِلُ تَمْزَّيَقَهَا , وَ قَبْلَ أَنْ أُمَزِّقَهَا أُفَـاجَـأ بِ وَجْهِهَا الْآخَر :
النعيم لقلبٍ تَـحْـتَلين عَقْل صَاحِبه : )
وَ أتَرَاجَعُ عَنْ فِكْرَتَي ..

أتَجَاوَزُ الْبَابَ الْخَارِجَي ,
غِيَابُكِ مُفْرِطٌ فِي بَشَاعَتِهِ , مُفْرِطٌ فِي سُوْءِهِ , مُفْرِطٌ فِي سَودَاوَيَّتِهِ الْتَّي كَسَا بِهَا مَلاَمِحي الْمُهْتَرِئَةِ وَ الضَائِعُ أَكْثَرُهَا بَعْدَكِ .. وَ مُفْرِطٌ أنَا فِي سَهْري, مُفْرِطٌ أنا فِي رَغْبَتي بِكِ , مُفْرِطٌ أَنَا فِي حُزْنِي عَلَيْكِ , مُفْرِطٌ أَنَا فِي شَوْقِي إِليَْكِ !

أَرْكَبُ سَيارتَي, وَ أَذْهَبُ فَي حُزْنِي بَعيْدًا , وَ قَبْلَ أنْ تَتَحَرَّكُ , أُشْعِلُ سَيْجَارتي ..
لِمَا عَلَيَّ أنْ أسْهر وَحْدَي وَ أَبْكَي وَحْدَي مَعْ صَوْتِ نَجَاة وَ هِيَ تُغَنَّي :
[ عيون القلب ] لِمَا عَلَيَّ ذَلِكَ وَ أَنْتِ مَنْ وَرَّطَنَي فِي سَمَاعِهَا , أَتَذَكُرَينَ عِنْدَمَا اِسْتَيْقَظَتُ لَيْلَةً عَلَى رَنَيْنِ هَاتِفِي , لـِ أَجِدَكِ تَهْمِسَينَ بِبُكَاءِكِ : اِسْمَع ,
وَ يَأتَي صُوْتُهَا :
عيون القلب سهراانه
لانا صاحيه ولا نايمه مبقدرشي
يبااات الليل , يبااات سهران على رمشي
وانا رمشي مـ داءِ النوم

كُنْتُ مَريضًا يَوْمَهَا وَلمْ أُخْبِرْكِ , أعْوَدُ لِـ أزْفِرَ دخانَ سِيْجَارَتي , وَ أشْعُرُني أَزْفِرُ صَدْرَي بِرِفْقَتِه:
وهوَّ عيونو تشبع نوم
وَ تَأخُذُنَي ذَاكرتي الْتَّي لمْ يَصْدَأ جُزءُكِ الَّذَي حَجْزتِ فِيهِ إِقَامَةً جَبْرَيَّة , إلينَا ذَاتَ سَهْر عِنْدَمَا هَمَسَتُ :
والليل شاعـرٍ ناحل الجسم واِدْقاق [3]
وَ تَضَعَين أصَابِعَكِ عَلى شَفَتَّي , وَ تَلْتَقِطينَ لِسَانَي وَ تُكْمَلي :
ـــــ والليْل بنتٍ تسكنْ النجم طرقا [4]
وَ تُشَيْرينَ نَحْوْ نَجْمَةٍ بَعَيْدَة قَائِلَةً : تِلْكَ أنَا , وَ تَبْتَسمين !

يَنْتَهَي الْمَشَهْدُ , وَ أعوْد لِـ نَجاة وَ هِيَ تَشْنَقُني بِ:
تقوليّ كلام , وافرح بيه
ــ أنا افرح بيه
اسيب النوم , وافكر فيك
ــ انا افكّر فيك
وانت تروح وتمشي , وانا أسهر مانمشي
ياللي مبتسهرشي
ليله
ياحبيبي


تُمْعنُ نَجاة فَي شَنْقي بِصوْتِهَا , وَأتمَادى أنَا مَعَ ذاكرتي :
أسَألُكِ بَعْدَ غَيابِكِ الأشبهُ بِ جَحيم عِنْدَمَا بَقيتُ ثلاثَةَ أيَامٍ دَوْنَ صَوْتك :
حبيبتي ليش أفتقدكْ إلى هالدرجة , واشتاقلك كذاااااااا ؟
تُجيبينَنَي مُبْتَسِمَةً : لإن ربي ياخذ اللي بصدري , ويحطّه في صدرك
وَتَبْقَى كَلِمَاتُكِ عَالِقَةً فَي الْمَسَافَةِ بَيْنَنَا , وَ ابْتِسَامَتُكِ كَمَا هِيَ !
أعْوَدُ لِـ نِجَاة , لِما عليَّ أنْ أردَّد مع حُزْنهَا وأتَرَّجى :
رووح يانوم
ــ من عين حبيبي روْح يانوم! [5]


أتَرَّجَلُ مِنْ سَيَّارتي , وَ أُمْشَي عَلى تِلْكَ الْأَرْصِفَةِ التَّي لا تَمل مِنْ لَثْمِ قَدميَّ .
وَحْدَهُ لَيْلي صلْصَالٌ أنْتِ مَنْ يُشَكِّلُهُ عَلَى هَيَئَاتٍ عِدْة كَمَا يَشَاءُ خَيْالُكِ , وَحْدَهُ لَيْلي عَبْدٌ أَسَوْدٌ وَ أنْتِ سَيَّدَته يَنْتَظِرُكِ أنْ تَهَبَيْهِ حُرَّيَتَه , وَحْدَهُ لَيْلي [ هَامور أسهم ] يَنْتَظِرُكِ نُقْطَةَ شِرَاءٍ لِيَضْرِبَ ضَرْبَتَهُ فِي السَّوْقِ , وَحْدَهُ لَيْلي رَأس يَاسِر الْقَحْطَاني فِي الدَقَائقَ الْأَخيرة مُتَأهِبًا أَمَامَ الْمَرْمَى يَنْتَظِرُكِ كُرَةً عَرْضَيَّة لِـيُدْخِلَكِ هَدَفَ الْفَوْزِ فِي مُبَارَاةٍ نِهَائيَّة ..!

أتَجَاوزُ الْمَقْهَى فِي الْحَي الْمُجَاوِر , أغَنَّي بِ صَوْتٍ مُرْتَفِعٍ وَمُتَهَدِّج :
آخر الليلِ نـااح وأوله ماسـرا
ــــ امتلا الكون صمت وضج :صوت السكون
طاحت ألفين ورده بالفـؤاد وطرا

الْمَارَّةُ يَلْتَفِتُونَ إليّ , أحْدُهُم يُحَدِقُ بِي بِشِدَّة , وأخْفِضُ صَوْتي !
ــــ طاري اللي وحشني لين حد الجنون [6]

مُتْعِبٌ هُوَ الْلَيْلُ بِدُوْنِكِ , مُؤْرِّقٌ هُوَ الْقَلقُ بَعْدَكِ , مُوْرِقٌ هُوَ الْحُزْنُ بِسَبَبِكِ , مُوْجِعٌ الْحُبُّ حَينَ يَكوَن لَكِ ..

و لاودي أقطع درب لاماك ب رقاد [1]

الصَبَاحُ اِقْتَرَب , وَ أنَا انْتَظررررُكِ


...:
[1] لِـ : الْبَدْر بن عبد الْمحسن
[2] أُغنية لـِ :محمّد عبدُه
[3],[4] لِـ : معوّض العطوي
[5] أُغنية لـ : نجاة الصغيرة
[6] لـِ : خالد الردّادي



صالح الحريري 09-23-2008 05:00 AM



أحمد الحربي ...!
حضوره قليل جداً لكنه حين يأتي لا يأتي إلا بما يروي الشعور ...!
هنا غناء بحنجرة حرف رنان تعزف موسيقاه على وتر الروح الراقصة طربا ...!


سلمت يــ أحمد ...
ودامت المساءات بك مفعمة ...

تحياتي ....


عطْرٌ وَ جَنَّة 09-23-2008 06:52 AM

.

.

.




هه
وحَاول أنت أيضاً أن تَقل مَعي : [ هه ]
لِنبتسم معاً
سأتهكم أنا فِي وجه أصابِعي ..الَّتي اختفت فجأة ..ودسّت حَتى تقاطِيعها الصغيرة المخلوقة بِقُدرةٍ على بِساط كَفي ..ولاذت ظَهري
تَدعك وجهها فِيه ..وَبوجلٍ تُحاول الهروب مِن موقفها .. فِي أن تَعدّ فَقراتِي ..وَتُرتب عَليه مَاتيسر مِن نَظراتٍ مَاتت وهِي خاطفة !
وأنتَ ابتسم كما وهبك الله ستون بهجة فِي صَدري ..وَ حَاول أن لاترانِي ..
وأعلم أنّك سَتبحثُ عن شيءٍ يُذّكر
يَقُول : أنّي هُنا وأمامك أنت / حُروفك مُتفائلة بِقُوتي
فَ لا تستطيع
ولا استطيعُك ,


يا : أحمد
هيا نَبتسم فَقَط
كما قُلت لك مِنذُّ بدء الأمر ..لا خَيار لِدي ..وَاكبني الرغبة هذه اللحظة مِن المغفرةِ فَقط
ثُّم تَوقف وامضي بِملامحكِ عنّي لأنّي
سأحلم في لحظتِي هذه بِثوبٍ طويلٍ وَهادىء ..اراقص الصَباح فِيه وأنا أحتفظ بِروحانيِّتي جِداً
../ وحدي والطفولة
وَ اليرقات
والمطر ,


يا : أحمد
حَرفُك
أوطانٌ تَارِيخُها لَم يأتِي بعد ../ وقضى الله أن تهبط برفقٍ مِن السماء ..
لتقُول دُون أن تقُول : حصنّوا المنفى ..واتبعوني !


مُدهشٌ وَمُتكاثرٌ
مُتكاثِرٌ و لَك الذاكرة ,


http://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif


.

.

.

فاتن حسين 09-23-2008 08:20 AM



احمد الحربي..

كم ابدعت في نثر مفردات جعلت خاطرتك تقول اكثر مما تود قوله..
فـ لك قدرة محترف على شدنا لمتابعة حرفك الذي هام بنا في فضاءات روعة بلاغتك..

لك مني وارف الود..

د. منال عبدالرحمن 09-23-2008 10:25 AM

لماذا تقولُ لي هذا ؟

ربّما أنتَ لا تفعل , و لكن ...

لماذا تقولُ لي هذا ؟

دَع عنكَ تساؤلاتي و صوتَ نجاة و محمد عبده و كلّ من أتاهُ الشّعرُ من بينِ يديهِ كهبةِ عشقٍ أو لعنةِ غيابٍ لا فرق , و قل لي :

هل أتى الصّباح ؟

و قبلَ أن تُجيب , قَبِّلْ كَفَّيّ الغياب و احتضن صوتكَ للمرّةِ الأخيرةِ في حنجرتك , و أعطِ القلمَ بعضاً منكَ ... ثمّ

لا تُجب !

هكذا هي بعضُ الأسئلة تأتي كما الفراق , ليست بحاجةٍ إلى اجابة بقدرِ فرطِ حاجتها إلى دمعة ,

بقدرِ فرطِ حاجتها إلى نبضةٍ هاربةٍ تعلّم الحنجرةَ تجاوزَ ياءِ النّداء ,

بقدرِ فرطِ حاجتها إلى صوت , صوتٍ واحد لم يغتالهُ الغيابُ بعد .

ما زلتَ كما كلّ مرَّة تُصرُّ على أن تُحضرَ العصافيرَ الهاربةَ الّتي أراها محلّقة , و تضعها في سماءِ نصٍّ , لتجعلني أفكّرُ في قدرتكَ على حبسِ العصافير و منحها في ذات الوقتِ فضاءاً أكبر !!

مدهشٌ يا أحمد , كما صباحاتِ أيلولَ الموشّاةِ بالذّهب .

دمتَ احساسَ الحرف .

عائشه المعمري 09-23-2008 04:33 PM

أحمد الحربي


.
.

جعلتنا نقضي سهرة مختلفة بـ رفقتكِ
وليلة ليست كـ كل الليالي

السهر عندما يمتزج بـ الذكريات .. والحنين والشعر والغناء
لا ينبت في صدورنا إلى العناء
.
.


أنت تُجيد قراءة التفاصيل من حولك .. وبحرفنة ذكية
لم تنسى حتى غطاء علبة السفن آب ..
.
.
فكرة النص ,, وإرتباطها بالأغنية والشعر .. وطريقة السر ..
رائعه .. تعبر عن أحمد الحربي الذي نعرف ..
كـ كاتب مُحترف .. يُتحفنا بكل حضور ..
ويجعلنا نتمنى أن نقرأ له المزيد ..
.
.
.
تقول وهي مبتسمة : لأن ربي يأخذ اللي بصدري ويحطه بصدري ..
عــــــــمــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــق

ودقات قلبي بعد هذا النص .. ما هِي إلا تصفيق لما وصلها من إحساس

.
.
.

منذ زمن لم أرتكب لعثمة الرد ..
كـ هذه اللحظة

إعذر لي ما سببت من فوضى :)




تحية تليق بـك يا أحمد

جُمان 09-23-2008 05:19 PM




وتَختَرِع أبوابُ الغيابِ لأطرافِها أجنِحة
تَشُقُّ جيبَ أسمالها البَالية ../ وقد بدا لها أنَّ ثمّةَ فقدٌ مُخبّأٌ خلفها لَم يَعُد يجهلُ مصيره
تُقلّدنا الأغنياتُ وجعاً شاحِباً وتهمِس :
يُمكِنكم الآن أن تُغمِضوا أعيُنكم ..
وتتخيّلوا ما ابتلعتهُ فم الأيام

لـ يُصبِح النّهارُ فصلاً مؤُجلاً
وينحَسِرَ الطريق عن شجنٍ ورمادٍ ليل ../ وأغنيةٍ هاربة


أحمد الحربي ..
من ثقبِ تلك الأبواب .. تبعثُ بالأغنيات حاسِرة الرأس ملغومةً الوجع
أنتَ من سعى فيها بـ الوشاية ../ وبثَّ في أوصالها الفِتنة

مُدهش وأكثر

.

.

قايـد الحربي 09-23-2008 11:01 PM

أحمد الحربي
ــــــــــــ
* * *



ردّ [ 1 ]

:

الرّيح تُغنّي ..
هي تفعل ذلك ليلاً .. عندما تأخذُ من الشّباكِ ناياً و أنيْنا .

- هل قلتُ الليل ؟
- نعم وشوشَ لي بذلك الرّماديّ ،
مع أنّ العنوان نجح في إخفائه لكنّ " الْوَلدَنة " كشفتْ
الخوف من صوتِ الريح في تلك الغُرفةِ المُعتمة - ليلاً - .

:

أحمد الحربي

عائدٌ لاستيعابك .


الساعة الآن 07:24 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.