منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   و تحبسُ المطرَ و تصلّي ! (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=13315)

د. منال عبدالرحمن 09-15-2008 03:58 PM

و تحبسُ المطرَ و تصلّي !
 
و ذي بدء :

و القلبُ نسيجٌ , لُحمته أنتَ و سَدَاه صوتك !


و يضيءُ الماءُ و يعبُق ,

و تشتعلُ أصابعي بصوتِكَ و ينهمرُ الوقتُ عليّ كثواني الطّفولةِ الـ تنمو على عَجَل

أغافلُ ذاكرتي و أجتازُ الدَّربَ الطَّويلَ نحوَ حقولِ القمحِ في صدركَ و مزارعِ البّنَ على ساعدَيك

و لا آبهُ للشَّمسِ إذ تحرقُ صوتي و لا للِمقْهى الصَّغيرِ على حَافَّةِ نسياني يَمتلأُ بالحُزنِ الشَّاردِ مِن قَلبِي و ينضحُ بك ,


و إذ تلفّني ذراعاكَ و تُهديني أَجنحةَ النَّهارِ ...

تسقطُ السّنابلُ من يدي و ينبتُ من صوتِ أضلاعي وترٌ يعزفُ فتفرّ الذّكرياتُ من شبّاكِ رئتي و يُحاصرني الحبّ ,

و يهمي صوتكَ عليّ كخيوطِ الفجرِ و يدنو كالصّفصافِ من أوردتي ,


و تُخبِرني :


أنَّ البحرَ ينامُ على يَدي

و أنَّ بيني و بينَ اسمكَ وطنٌ مِن حكايا الضّوءِ الغارقِ في النّدى

أنَّ صوتي بدايةُ الأشياءِ و لغةُ الأشجارِ و الأنهارِ الأولى

و أنّ الحُلمَ خُلقَ من شفتيَّ و طارَ كيمامةٍ زرقاءَ إلى صدرك

تقولُ بأنّي مليكةُ عطرِ القرنفلِ في كفّيكَ و فراشةُ الأزهار

و أنّ الأرضَ تمتدُّ من دمي حتّى مزارع الدّراقِ و أعناقِ حبّاتِ المطر ,

أنّي سيّدةُ صدركَ و أميرةُ السّنونواتِ و موسيقى الأصواتِ المُنبعثةِ من اللهفة ,

و أنّ الدروبَ مقفرةٌ بلا ظلّي و مُعشبةٌ بأنفاسي إذْ يحتويها صَدرك ...


و


و


و




!!!



و ترحلْ ... !

و تتركني بينَ قصورِ الدّهشةِ الزّجاجيّة و رذاذُ الصّخر يُمطرني


و ترحل .. !

و يرتديني الخريفُ و أذبل ,

و تموتُ على ساعديَّ كلُّ السنونواتِ و حبّاتِ البرتقال

يكذبُ دمي و يتناثرُ فوقَ رئتيَّ كمطركَ الأخير

و تذهبُ أكفاني البيضاءُ إلى زنزانة الشّوقِ و تبقى الرّمالُ وحدها على جسدي

يبقى الحزنُ المارقُ يكبّلُ صوتي , فلا أناديكَ و لا يفعل !

يبقى سيفُ عينيكَ مزروعاً بحنجرتي

و تظلُّ رئتيَّ وراءَ حدودِ يديك ,

و على شفتيَّ ينمو برعمُ خيبةٍ و يطيرُ كغرابٍ من نوافذِ الرّسائلِ المغلقة ,

و في شراييني تبقى رائحتك كمرايا الحنينِ اليتيمِ الشّارد

و تحت جلدي يبقى صوتك كسلاسل الوجع و ينمو كالأغنياتِ القديمة ,

ثمّ أفتحُ يديَّ فلا أجدُ إلا خذلاناً مدوّراً و خمسَ أسماكٍ تصارعُ شهقتها الأخيرة و فراقان !


و يتجمّدُ ظلّي ..


..........


ثمّ تعودُ إليَّ


فتنبثقُ السّنابلُ من قلبي و يتكوّرُ حزني في شعبي الهوائية ,

و يهطل المطر على مساماتي فيُورقُ الفجرُ و تتبلل حنجرتي بالشّوقِ

وأعودُ إلى حكايا المُدنِ القديمةِ الملأى بالمعجزاتِ والأشجارِ السّحريّةِ الحُبلى بالتّفاحِ الأحمر , اكسيرِ الحياة

أعودُ طفلةً تُنجبُ المطرَ و تُنجبها اللهفة ,

أعودُ طابوراً من بذورِ أيلولَ الغارقةِ في أرضِ الأملِ و الحلمِ بنوارسَ تحملها حيثُ قلبك

و أبكي فرحاً ....


و انتظاراً


لموتٍ قادم !






واوٌ أخيرة :

و كِدتُ أنسى صَوتي !

سمية عبد الله 09-15-2008 04:21 PM


وأيقنت الآن أن حبرك أشرعة تمدّ للقلب كفا من حياة ملء السماوات والأرض





بنكهة الحنين يا منال














ودّ وياسمين

محمد يسلم 09-15-2008 08:03 PM




عندما تكتُبُ هذه الــ منال، لا تريدُ من الكتابةِ وصولاً ولا من الوصولِ كتابةً، بل تريدُ للأرواحِ أن تخلُقَ من الماءِ ما تشاءُ لـ ينبتَ نبضاً غضاً شفيفاً.,


هذا النص النثري أعلاهْ، أتت لغةُ التعبيرِ فيهِ مُقتَرنةً بـ الأفق الفكريْ، رغم إعتمادْ الكاتبة أسلوبْ التسللِ إلى الوجدانْ بـ عمقٍ مُتفاوتٍ حسبَ متطلّبِ الصورةِ في سياقِ الجملة، ثمة قانون أُطلِقُ عليهِ -الوعيْ المُتخيَّلْ-، والذي يجبِر كاتبُ النصِّ القارئَ من خلالهِ على إقتسامِ حالةِ الخيالِ مناصفةً معهُ لأنَّ بعضَ النصوص تأخذُ منحى الفهمْ المُتصوَّر من قبلِ العقلِ الباطنِ لـ قارئها؛ وعليهِ يتركُ الكاتبُ مجالاً واسعاً من الوعيْ المتخيِّلِ في ذهنه ويبثُّ بعضاً من ومضاتهِ في جزئيات العمل الأدبي.


وجدتُ صورةً داخلَ (الصورة) في العبارةِ التالية: (( و أنَّ بيني و بينَ اسمكَ وطنٌ مِن حكايا الضّوءِ الغارقِ في النّدى )) حقيقةً تخيُّلُ الكاتبةِ لحصرِ الوطنِ في عنقِ زجاجةِ الضوء في وقتٍ تسامرُ حكاياهُ الندى يعكس عمق الغربة وحالاتها المختِلفة، أذهلتني هذه الصورة جداً ووقفتُ عندها طويلاً.

منالْ: أعتذر لكِ عن فوضويّتي أعلاهْ، لكن هذا النصّ أجَّجَ في داخِلي بُعداً لـ مـفهوم تأمُّلِ الحالةِ الأولى والإغترابِ المُزدوَجْ؛ قد أعودُ لاحقاً بـ رؤيةٍ نقديّة لهْ - علَّني أوَفّقْ-..


شكراً من القلبْ،
لـ منحِي هذه المساحةَ من العمق.

حبي وتقديري

صالح العرجان 09-15-2008 09:09 PM




سأقتسم تمرة هذا النص بالتساوي مع شاعر الصدى محمد يسلم



ليقف بي الحنو على عتبات الشعور الا إرادي وينمو غصن الشوق يراعاً

تشدو النسائم على غصنه لحن الذكرى ووخز النحل دون شهد المملكة مختلف الون

شمائل التجوال بجناح تائه زمن من النسيان يباغت لوعات الحنين فيفض ببراءة الطفولة

لتنسكب تلك الروح بين سواد الحروف مضيئة عالم البساطه في قناعة تامه لا تحمل

أبجديات الفكره المعقده



منال عبدالرحمن

تنمو ذائقتنا بين جناحي حرفك


رد ود

خالد الداودي 09-15-2008 09:12 PM


فارعة الظل/ منال عبدالرحمن

هذا الابداع احق به ان يحفظ في الذاكره
بحق :/ تمنيت ان تحتوي مكتبتي المتجدده مثل هذه الابداعات
لأنها ليست للوصول الى القاريء فحسب بقدر ما هي عالم يترك القاريء في مهمة البحث بشغف عن كاتبه تشعل له قناديلا فريده في ليل نائم على موسيقى

انت رائعه

خالد

د. منال عبدالرحمن 09-15-2008 11:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمية عبد الله (المشاركة 341280)
وأيقنت الآن أن حبرك أشرعة تمدّ للقلب كفا من حياة ملء السماوات والأرض





بنكهة الحنين يا منال















ودّ وياسمين

و أنتِ يا سميّة أنثى بالغةٌ حدودَ النّور , تمرّينَ بحرفي فأدركُ أنّهُ بالغٌ مبتغاهُ حيثُ الأرواحُ التي تقرأ ,

كالبنفسجُ و الليلك يا سميّة ,

شُكراً لكِ .

د. منال عبدالرحمن 09-16-2008 11:50 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد يسلم (المشاركة 341339)


عندما تكتُبُ هذه الــ منال، لا تريدُ من الكتابةِ وصولاً ولا من الوصولِ كتابةً، بل تريدُ للأرواحِ أن تخلُقَ من الماءِ ما تشاءُ لـ ينبتَ نبضاً غضاً شفيفاً.,


هذا النص النثري أعلاهْ، أتت لغةُ التعبيرِ فيهِ مُقتَرنةً بـ الأفق الفكريْ، رغم إعتمادْ الكاتبة أسلوبْ التسللِ إلى الوجدانْ بـ عمقٍ مُتفاوتٍ حسبَ متطلّبِ الصورةِ في سياقِ الجملة، ثمة قانون أُطلِقُ عليهِ -الوعيْ المُتخيَّلْ-، والذي يجبِر كاتبُ النصِّ القارئَ من خلالهِ على إقتسامِ حالةِ الخيالِ مناصفةً معهُ لأنَّ بعضَ النصوص تأخذُ منحى الفهمْ المُتصوَّر من قبلِ العقلِ الباطنِ لـ قارئها؛ وعليهِ يتركُ الكاتبُ مجالاً واسعاً من الوعيْ المتخيِّلِ في ذهنه ويبثُّ بعضاً من ومضاتهِ في جزئيات العمل الأدبي.


وجدتُ صورةً داخلَ (الصورة) في العبارةِ التالية: (( و أنَّ بيني و بينَ اسمكَ وطنٌ مِن حكايا الضّوءِ الغارقِ في النّدى )) حقيقةً تخيُّلُ الكاتبةِ لحصرِ الوطنِ في عنقِ زجاجةِ الضوء في وقتٍ تسامرُ حكاياهُ الندى يعكس عمق الغربة وحالاتها المختِلفة، أذهلتني هذه الصورة جداً ووقفتُ عندها طويلاً.

منالْ: أعتذر لكِ عن فوضويّتي أعلاهْ، لكن هذا النصّ أجَّجَ في داخِلي بُعداً لـ مـفهوم تأمُّلِ الحالةِ الأولى والإغترابِ المُزدوَجْ؛ قد أعودُ لاحقاً بـ رؤيةٍ نقديّة لهْ - علَّني أوَفّقْ-..


شكراً من القلبْ،
لـ منحِي هذه المساحةَ من العمق.

حبي وتقديري


الأستاذ محمّد يسلم :

النّصُّ - أي نصّ - يحلمُ بالولوجِ إلى القارئِ بأحد طريقين : إمّا عقلهُ و إمّا روحه , و قد يكونُ الاثنانِ معاً و هذا يعتمدُ حتماً على فطنة القارئ و قدرتهِ على التّحليقِ ضمنَ خيالِ الآخر باعتبارهِ واقعاً موجوداً استنبط منه الكاتبُ تصويراتهِ و تشبيهاته , يلزمُ لذلكَ حتماً عدم التقوقع على الذّاتِ و قراءة النّصوص من زاويتها - و حسب - , فذاتُ القارئِ إذ تدخلُ في قراءته تمنحُ الكاتب ما صبا إليه و هو تماهي خيالهِ بخيالِ القرّاءِ حتّى يُشكّلا كلّ مرّةٍ مزيجاً فريداً من المعاني , ربّما غاب بعضٌ منها عن الكاتب نفسه .

بعيداً عن ذلكَ , فقراءتُكَ منحت النّصَّ مطراً آخر و عودتكَ برؤيةٍ نقديّةٍ لهُ ستُسعدني و سأنتظرها , و اطراؤكَ الجميل الأنيق حفظهُ هذا النّص جيّداً ,

شُكراً جزيلاً لحضوركَ و هطولك أستاذ محمّد ,

تقديري !

موزه عوض 09-16-2008 02:32 PM


؛





حين يُهدينا طائر السنونو ذرات من رمل
نقف بين الآتي والماضي من احتباس
فصدى الصوت ..ذاك ما يترك لضجيج القلب
آهاته ...المغادرة إليهم ..!


/

القديرة

منال عبدالرحمن


لحديثكِ هنا توليفة مشاعر
أهدت لنا الصمت ..والمطر

:

إحترامي


؛


الساعة الآن 09:47 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.