![]() |
(] مِثالٌ و تِمثالٌ [)
{ بَوحٌ سَحَرِيٌّ } [] مِثالٌ و تِمثالٌ [] كلُّ شيءٍ لَه ما يُشيرُ إليه في هذا الكون ، إنَّ ساحةَ كلِّ حضارةٍ و ثقافةٍ تلتزمُ تلك الإشارة ، و كلُّ ما ليس له ما يُشيرُ إليه عدمٌ ساقطٌ ، إثباتاً لوجودٍ أو عدم ، و برهاناً على صِحةٍ أو خطأ ، حِسيٌّ و معنويٌّ ، فالحسِّيُّ تِمثالٌ ، أيًّ شيءٍ محسوسٍ ، و في المعارفِ ناقلُ المعرفة : إنساناً أو كتاباً ، و المعنويًّ مِثال ، و هو المضروبُ عند إيضاح القواعد ، حِسِّيٌّ بالقصْدِ إليه ، و معنويٌّ بِدلالته و إشارته . قُوةُ الإشارةِ فيما كانت المعاني فيه أقوى دلالةً ، و أبلغَ في إيصال المُراد ، و أجدرُ بالاستقبالِ رغبةَ التوجيه ، فكانت الأمثالُ قائمة بذلك ، و ضَعفُ الإشارةِ حين يكون العكْس في : ضعفِ الدلالة ، و عدم الإيصال للمراد ، و الاستقبالِ تَوجُّهاً ، و تلك التماثيلُ . في الثقافاتِ الموروثةِ ، و الوارثةِ المُوَرِّثة ، ذانِك الشيئانِ ، فتُضربُ الأمثالُ لإقامةِ صَرْحِ الفكرِ و الرأي ، توضيحاً لبُرهان ، و صورةً لفكرةٍ ، و يُنصَبُ تمثالٌ يُرْجعُ إليه في تقريرِ الانتسابِ الثقافي ، أو تحريرِ الرأي الفِكري المقصودِ بالمثالِ ، فكانا دِعامتين للثقافة ، فكلاهما للآخرِ سَندٌ ، و كلاهما ليس إلا صورةً لثقافةٍ و حضارةٍ . إلا أننا نلْحظُ أنهما أصبحا غايتين يُقصدان في تقريرِ الرأي ، و مناهضةِ الخصم ، عُزوفاً عن الغايةِ المُرادة ، و الأصلِ المتين ، فصارَ المثالُ دليلاً و بُرهاناً ، و صارَ التمثالُ أصيلاً و قانوناً ، فكانت الثقافاتُ تدورُ حولَ زائلٍ ، و قد كانت تدورُ حولَ أصل باقٍ . ظاهرةٌ نراها دوماً في سِجالاتٍ ثقافيةٍ ، يَترُك الشخصُ قانون و قواعد الثقافةِ إلى رأي فُلانٍ ، و مثالِ ذاك ، و المحاججاتُ لا تقومُ إلا على يقينياتٍ ، و لا يقينَ في مثالٍ و تمثالٍ ، لكونهما مرتبطانِ بشيءٍ يَخدُمانه ، و القانونُ الأصلُ مُبرْهنٌ بيقينٍ . في بقاءِ تلك الثقافاتِ قائمةً على أصولها ما يُثْبِتُ بأنَّ أهلها عَمدوا إلى إثباتِها ببراهينَ يقبلها عقلُ الإنسانِ ، و منْ ثَمَّ كان الإيضاحُ بالمثالِ المضروبِ ، و عُمِدَ إلى الاستئناسِ برأي كبيرٍ في تلك الثقافة ، فالتعويلُ أصلاً كان على البُرهانِ المُثْبِتِ ، و ما بَعْدُ تبعٌ تابعٌ و ليسَ مُستقلاً . الخللُ في فهم كلِّ الفنون و العلومِ المعرفيةِ اليومَ عائدٌ إلى مخالفةِ ذا ، فقلَّ أن نرى في أي علمٍ ، من علوم البشرِ ، مَن يَعمد إلى ما عليه أصحابُ مدرسةِ العلم و الثقافةِ البُناةِ لها ، و إنما كان التعويلُ إلى شُخوصٍ مَثَلِيَّةٍ أو تِمثاليةٍ ، و لا تصحيح لخطأ و خلل إلا بِعودةٍ إلى ثابتٍ ، فهو " المُعوَّلُ الأولُ " . و مجاوزةُ النظرِ في البُرهانِ و القاعدةِ إلى النظرِ في الناقلِ تحوُّلٌ من الغايةِ و الأصلِ إلى الصورةِ و الوسيلة ، إلى المثال و التمثال . إذنْ ، فنحنُ نحتاجُ إلى تصحيحِ نهجِ الثقافات و العلومِ بالتعويلِ على أصول القانون المعرفي ، و قواعد البناءِ التأسيسي ، حيثُ : الرسوخُ ، و القوةُ ، و البقاءُ ، و اعتبارِ المثالِ إيضاحاً و التمثالِ استئناساً . ___ عبد الله |
الثقافة والحضارة أصولها ثابته والبشر هم وحدهم من يئول الامثلة والبراهين ويحدودن مسار إتجاهاتهما فيحولون المثال تمثالاً والعكس المسألة تتطلب القليل من الفهم والمزيد من التروي . المبدع \ عبدالله صباحك وروداً متناثره راق لي ماصافحته في سطورك الرائعه لك الشكر كن بخير أيها الراقي |
الأنيق : عبدالله العتيق
ـــــــــــــــــ * * * [ التمثالُ ] الأسبق يُنتج [ المثال ] اللاحق ، تماماً كما يُنتجُ [ المثال ] الحاليّ ، [ تماثيلاً ] لاحقة . هذه الدورة الطبيعية : صحيّةٌ مالم تتشابه التماثيل و تتوافق الأمثلة لأنّ في ذلك سَلْبٌ للطبيعةِ الفارضة ذلك ، للتعايش فكرياً و ثقافياً . : عبدالله العتيق مُبهرٌ أنتَ بحقّ ، فشكراً لك . |
عبد الله العتيق ... أهلاً بأستاذ الفكر العتيق ... يشير الرمز إلى [التمثال ] و قد يشير أيضاً إلى [ المثال ] ... لكن كيف تحول المثال إلى غاية في ذاته ؟ مع أنه أداة للوصول إلى غاية ... و التمثال ماذا عنه ألا يصل به الزمن إلى النسيان .. مودتي ... |
في حوارِ الفكرِ سبرٌ لمغاراتِ المعرفةِ و الخبرةِ و الثّقافة , حيثُ يأتي كلٌّ بما نهلهُ من علمٍ و ثقافةٍ كبراهينَ على نظريّاتهِ القائمةِ على أساسٍ متينٍ - لا على أساسٍ هشٍّ - و يُناظرُ محاورَهُ .. هذهِ البراهينُ قد تكونُ قائمةً على " تماثيلَ " أو " أمثلة " , و ليسَت تلكَ بثابتة , كونَ القوانينِ مثلها غيرُ ثابتة , فيما لو تركنا المسلّماتِ و تحدّثنا بالقوانين و النّظرياتِ المُبرهنةِ , و الّتي كانَت قائمةً على تجربة / مثال , نتجَ عنها تماثيلُ أدّت إلى نفسِ المحتوى بأشكال أخرى . لا أرمي هُنا إلى تأييدِ استخدامِ الصّورِ و تركِ الأصل , إنّما محاولةَ الإحاطةِ بثقافةِ الآخر بكلِّ ما تحويهِ من أمثالِ و تماثيل , و ذلكَ للوصولِ إلى حوارٍ قد يكونُ [مِثالاً ] لقوانينَ أكثرَ قابليّةً لإعمالِ الفكرِ و الإحاطةِ بمكنوناته . الأُستاذ عبد الله العتيّق : شُكراً لكلِّ اللآلئِ الّتي تنثرها في حقولِ فكرنا .. تقديري ! |
اقتباس:
الراقية / ديم بنت فيصل هي كذلك ، كما ذكرتي ، الثقافاتُ مُتناقَلَةٌ أصولُها و للرأي حضورٌ و لكن ليس كالأصلِ و الحضور هو الذي يُحدِّدُ كيفَ كان الفهمُ لقيمتها عند الناسِ / أسعدَ صباحي حضورك المتألقِ دومي بخيرٍ __ عبد الله |
اقتباس:
الراقي / قايد الحربي المثالُ و التمثالُ لا بُدَّ منهما لإيضاح و استشراح و يتبادلانِ المناوبة في ذلك ما بقيا في وضعهما الأساس ( وسيلة ) / تَكرار الأمثلةِ ظاهرةٌ عَيبيةٌ في الثقافة المحكيةِ دون الثقافة المُبدعة نحتاج حقيقةً إلى إعادة الأمثلة و التماثيل لموقعها الصحيح / قايد الحربي دائماً أنت قائدٌ في حربٍ مع حرفٍ راقٍ أغنمُ فيه كنوز معرفتك فكن دائم الحربِ لا المُحاربة :) دُم بُحبي لك __ عبد الله |
اقتباس:
الراقي / حمد الرحيمي هو كذلك ، الرمز يُشير إليهما و لكن عِند الإشارة تكون الرموز دلائل و وسائل ، كذا الأصلُ في انقلابِ مفهوم المعارفِ ، و شَخصنة الأفكارِ غَدت الرموزُ كُنوزاً مقصودة ، و هُمِّشَ الأساسُ حينها لا بُد من حال الغُرابِ في تضييع مِشيته و عدم ضبط الأخرى ، فلا الرمزُ و الوسيلة تفي ، و لا الكنز و الغاية بَقي . / حمد الرحيمي أنت رائعٌ في حضورك ، فابْقَ هنا دوما __ عبد الله |
الساعة الآن 06:13 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.