منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   حلم ٌ ..بقدمٍ مستعارة..! (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=11626)

محمود هرموش 06-17-2008 01:50 PM

حلم ٌ ..بقدمٍ مستعارة..!
 



هو خطوتي نحو زمانٍ
يبحثُ عن ضحكتِهِِِ في فصولِ لوز ٍ
أطلقتها عصافيرُ الذبول
في قفص ٍ من صمت ٍ ضاقت حصونه

وعندما أزهرتْ القصيدةُ خمرةً رخيصةَ الزبد
كدموعِ نهرٍ يُريقُ قناديلَ غمغماتِ الماء
أَسدَلَ النهرُ جفونَ صفصافِهِ على امرأةٍ في الضفة الثكلى
ألقى الزمان عليها جنونه

كانت تُدثِّرُ البردَ بمعطفها
كي يُسرِعَ الخطوَ نحو ارتجافِ محبرةِ فصولٍ تائهة ..
من عالم اللاسكينه

وحنجرةُ الأشياءِ تُصارعُ ركابَ النهوض
كنطفةٍ شيطانيةُ المكائد
تتشبثُ بغوايةِ الخطايا في هلوسةِ اشتهاءات سندباد
ضاعت منه السفينه

و( خمبابا)* الذي يتدثرُ بأشجارِ اللذةِ
مرَّ كالعطشِ بمضاربِ مائها
وأودع فيها الحكايات الحزينه

لكنه نسيَ قاموسَ النبعِ على ضفةِ النهدِ
عن سابق إصرار وترصد
وألقى حلمها في قاع ازدحام المدينه

كانت ذاكرتي حينها بقدمٍ واحدة ..
وقامتها منخورةُ الشروق
والدهشةُ .. أَقربُ إليها من حبلِ وريدِ امرأة ٍ..
تمتصُّ رحيقَ قصيدةٍ مبنية على نونِ التسكع
في ذاك الربيع الذي ترفلينه

تجمعُ انبهارَ الشرانقِ على هودجِ الحرير
وتحفرُ خندقاً لسخريةِ الندى الملبدُ بوضوءِ اشتهاءِ جسدٍ
أدمت نتوءات الخطايا جبينه

وتتبعُ ملةَ سوطٍ يجلدُ وميضَ فحولتِهِ
يُباركُ هشيمَ زمنٍ فوضوي الحرثِ والنسلِ
ويُوقظُ غبطةً تنهمرُ من فرضِ ضوءٍ يعري جثتَهُ
يصبأ..
قبل أن تدركينه

ويتلاشى في جنونِ هواجسٍ.. ما مسَّ جدائِلَها طُهرُ النعاس
أيا امرأةً مذعورةَ الأمومةِ
نتفتْ ريشَ مشيمتها
وراحت تذكي شجونه

فهربَ البدءُ بقميص مقدود الجهات محاصرُ الخصر ..
يرتِّلُ ما يتوقدُ في أحشاءِ الفراغ
ويشاكسُ الثلجَ الذي يطفو فوقَ ضوءٍ
لا ترينه

ورَفَثُ المطرِ يغتسلُ بحناءِ صمتي
ينظرُ من ثقبِ الهطولِ ويتلصَّصُ على سذاجتي التي تحلب أثداء عطشي
هل تذكرينه ..؟

وتساوِمُ الصدرَ على شفةٍ من النارنج
تطأُ فحولةَ حلم ٍمصفدٌ يجترُّ بقاياهُ بنهم ٍعجيب
يتغلغَلُ في أجنحةِ الصلاةِ ويتلو دعاءَ النزوةِ الراقصة
على سريرٍ مغمسٌ بالخطيئة
ويروي زهور السكينه

يستدرجُ أوهاماً لم تبلغَ الفطام بعد
ويسألُ آخرَ أبجديةٍ عن حروفها التي نبذتْ أصابعي
كانَ هناكَ رهط ٌمن قصائدٍ طفوليةَ المحابر
بلهاءَ الفواصلِ والنقاط
تبني مملكةً من خرافات ٍ
طوتها السنون العجاف اللعينه

وتدقُّ إسفيناً في قلبِ عاصمةِ الزنبق البري
يبللُ الهواجسَ بمطرٍ أخضرَ البصمات
أدمَنَ هلوسةَ الناي في مقاماتِ قصبٍ
.
.
آه لو تسألينه





*هامش
خمبابا هو العفريت الذي كان يحرس غابة الأرز .. وقتله جلجامش


ساره عبدالمنعم 06-17-2008 02:42 PM

حضور ..
من اجل الجمال
والإبداع ...
محمود ..
أنت بكل مكامن القلم مبدع
سلم قلمك

قايـد الحربي 06-17-2008 04:54 PM

محمود هرموش
ـــــــــــــــــ
* * *


و بلغةِ الماء ، يهطل
فلا نُجدب من بعده أبدا .

رائعُ الندى
شاسع المدى ،
فشكراً كهدى .

صالح الحريري 06-17-2008 05:49 PM



حين تشرفت بدعوتك ...
علمت أن حضورك سيروي جذور أوراق البوح ...!

وها أنت ...!
تمضي بنا بقدمٍ مستعارة ....
باحثاً عن ضحكة لا تغتالها نظرات الألمـــ...!

تمسك بمعصم القصيدة ..
تضمّها داخلك والأمنية تسافر نحو أفق بعيد ..
بأن لا يُنتهك عرضها الشريف بليلة جمعوا مكائد أمرهم فيه لاغتيالها ...!!


لغتك معارك أبجدية ...
حضارة لغوية / ومعالم تاريخية ...!

ونحن بك ...
نرفع رايات انتصارنا على جيوش الملل ...!!

شكراً يــ صديقي ...

تحياتي


لمى الناصر 06-17-2008 06:03 PM

أصابع تتقمص الدور وتبحث عن نهد الحلم.

ومطر ينتقي شفاه العذراء ليبدأ بفاصلة القصيدة

يغرقنا بشهوة المطر حائرين بالتيه


وبركات السماء تهمي بهلوسة الناي وخطيئة لا

تغفرها ملائكة السماء.. إنه المطر موجع حد الالتصاق بحفيف خطاه وفي كأس نبيذه يذوب دمعة كما المدينة تذوب فيه.ذاكرة منخورة وخصلات حروف تدفقت بعنان السماء تتناثر ندفا سحريا.

محمود:

لحروفك مئة حكايا ونحن عاجزون عن تقمص الدور.

مساؤك أ لق أيها الندي

فاتن حسين 06-18-2008 01:22 AM

القدير / محمود هرموش

كم اهوى المكوث بين سطورك

اتمعن بحروفك
اعيد قراءتها مرات ومرات


لاشعر بالدفء بين حروفك

تحياتي لك

تهاني سلطان 06-18-2008 12:05 PM

.




تِلكـ الأنثَى ..
أهيّ كَذلكـ أمْ أخطأتُ جِنسَهَــا..!


محمود هرموش ..


أقسمُ بـ ربيّ أنكـ
تُغري حَواسِي حَتى
تُتَابع آخر رمقٍ لِـ حَرفكـْ ..


كُــنْ بِـخير ..



.

أصيله المعمري 06-19-2008 12:33 AM

عندما يكتب محمود
أشعر أننا نحتاج لـ حواس أكثر من الـ ست حتى
لـ نُدرك كل تفاصيل الجمال في نصوصه

يعجبني تركيزك
على الوحده العنصريه للنص دون التأثير على تلقائيته ومباشرته



تقديري يا مبدع


الساعة الآن 09:23 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.