إنّي أحتضر
 

*



افتقدُكِ كثيراً
ايتها الغَمَام
إني أضمأ ..

شاحبُ الصُبحِ نسى
أن للمُزنِ عطاء

ومَاكَان للروح و الوجدان أن تهنأ
ومَا كَان للقلب في وصالك ِ السمَـاء

كُل ليلٍ تغيبين فيهِ هو سجَـع ْ
كَـ ثوب السحر في بحيرة البجَـع ْ
كثيف ضباب الفجر في فِراقك
ويزيد وجعي كثيرَ الوجَع ْ
في قُربكِ المَـاء ..

أهلّي علّي بالعطَاء ..
أنا لآ أطلبُ الرثــاء
وأنتي كريمةٌ جداً
وعناقُ كفيّكِ دواءْ

موحشٌ هذا الفلَك
والكونُ و مَا ملَكْ
و ماَ هُوَ لي وما هو ليس لي ..
الأُنسُ و السرورُ بغيرِ حضُوركِ رياء

كونُي في القُرب قليلاً
إني أحتضرْ
ولن أنتظـر العزاء


.

إني محطم فإجمعيني
و قلبي منثور كهشيم على كتف الريح
فكوني ضياعا و إحمليني
و روحي تغرغر من ريب المنون
فكوني برزخا و إليك خذيني !

المبدع رائد ،
بعض المنافي وطن ..
و حرفك وطن لمن لا وطن له
فجد علينا بما تكتنزه قريحتك
فكلنا إنتظار لقادمك حد الذهول
رعاك الله ، إمتناني و تحية

في اشتداد العتمة رسالة من النور
أني على مقربةٌ منكَ فـ لا تقلق
وحين تفقد الحياة بهاؤها
يتصاعد من بحيرة اليأس بخاراً
نحو رحم السماء
فيه للحياة حياة
رائد المطيري ...
بنان تسطر البيان ابلجا
مضخم بالحس مضمخ بالجمال
شكراً لكَ وهذا الترف

ثمّة في الفَيافي ما يَستَبقي الروح على مَقرُبَةٍ من فجوة
تمنَحُ الأنفاسَ بَعضاً من حياة

احتِضارُ القلب لا يَعني النّهاية

لقلبك السلامة والسلام أيّها الفاضل

لك التّحايا من وريد الآن امتِنان