منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   بين يدي الأميرة. (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=30639)

عبد الرزاق دخين 06-15-2012 12:14 AM

بين يدي الأميرة.
 


بين يدي الأميرة.

كما تخفي الحسناءُ حاجةَ الحبيبِ تحتَ ثيابها
تخفي الأيامُ صروفَها تحتَ مسمياتها،
وكما تتبخر قوارير العطر
تتبخر أنفاسنا..
آهاتنا..
نبضاتنا،
فتضيع أعمارنا رويداً رويد.

ذات مساءٍ يا أميرتي..
أضعتُ عقلي على صحنِ سريرها،
ونسيتُ عيوني تحتَ ثيابها،
وغدوتُ - للهِ أنا.. - مجنوناً أعمى.

آواه.. يا أميرتي من كيدِ النِّساء!

هكذا صرتُ أمضي!..
أتوكأ الجدران،
وأتلمس الأشياء،
كي أهتدي،
وتأخذني الخُطى بينَ الغواني،
فتقع يدي حيناً على خدٍ هنا،
ونهدٍ هناك،
وحيناً على خاصرةٍ هيفاءٍ قد امطرتْ
هذي تبتسم،
وتي تعضُّ لساني،
وتلك تقضمُ بناني
حتَّى غدتْ الأكفُ دونَ البنان،
ومرت الأيامُ بصُروفها،
وذات يومٍ يا أميرتي..
أشارَ الشِّعرُ عليَّ أن أمضي عندَ عوانسِ الكُرُوم،
فذهبتُ،
وفرشتُ بساطي تحتَ ظلالها،
وتوسَّدتُ منها الجذوع،
وسمعتُ العذوقَ في شفاهِ الرِّيحِ تبكي أوجاعها،
وسمعتُ اليمامَ تقول :
هاتْ العيون نحو الشَّفق - وما علمت بضياع العيون! - :
هذي السِّحابُ قد ضاعَ بياضُ ضُحاها،
ففرتْ نحو الغروب،
وتراءت للعيون باصفرار وجنتيها،
واحمرار ناظريها،
وهذي الأصيل الغارقة خلفَ الأفق - أنظرْ كيفَ تبكي النَّهار؟! -،
فبكيت معها حتَّى صرتُ بقايا ورقٍ
من ديوانِ شعرٍ مزقته الرِّياح..
يأخذني هُبُوبُ العطرِ،
فأتوهُ بينَ سيقانِ الزَّهرِ تارةً،
وتارةً أعلقُ بينَ أشواكِها..
حتَّى جاءتْ بي أنفاسُ العطرِ عندَ نوافذكِ،
وألقتْ بي رفقاً إلى خداعكِ،
والآن يا أميرتي..
إن شئتِ ضعيني دفاترَ شعرٍ على رفوفِ مكتبتكِ،
أو أصنعي من ضلوعي منضدةً لقواريرِ عطركِ،
أو اشنقيني بخزانةِ ملابسكِ،
ثمَّ ابكي معي،
وان شئتِ ألقي بي إلى الجحيمِ.. من النَّافذة.


مُــزْن 06-15-2012 12:49 AM




فاتنة .. كــ غانية :)

تمثيل احاسيسك وكأني أمام مسرح عشقك .. أبهرني :34: ،،




فيصل بن فهد 06-15-2012 02:11 AM

جميلاً أسلوبك كجمال قلمك

أتعبت الأبداع

كون بخير

عبد الرزاق دخين 06-15-2012 11:00 AM

الجميلة / مزن..

رُبّ حسناء من ثرى!. :)

ودٌّ يليق.

عبد الرزاق دخين 06-15-2012 11:02 AM


الشَّاعر / فيصل بن فهد..

شكراً لـ "أبداع" القراءة. :)

"كن" بألف خير.

أمجاد محمد 06-15-2012 11:44 AM

يا الله
بحق استمتعت باجمال هذا النص
و احببت جنون حرفك وتمرده

علي آل علي 06-15-2012 01:32 PM

اقتباس:

إن شئتِ ضعيني دفاترَ شعرٍ على رفوفِ مكتبتكِ،
أو أصنعي من ضلوعي منضدةً لقواريرِ عطركِ،
أو اشنقيني بخزانةِ ملابسكِ،
ثمَّ ابكي معي،
وان شئتِ ألقي بي إلى الجحيمِ.. من النَّافذة.
خلاصة الإعتذار هنا
لقد أدركت أخيراً أميرتك الحقيقية
فذكرت الذنب والضعف والتوبة
بورك هذا الإبداع أخي

عبد الرزاق دخين 06-16-2012 10:58 AM


الأديب الشَّاعر / آل علي..

ردكَ بديعاً، كأنت :)
تقوقع بينَ الشِّعر،
والأدب.

شكراً كبيرة بحجم السَّماء.

كل الود يا صديقي.


الساعة الآن 03:57 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.