![]() |
رسائلٌ ..لاتنتهي..!
أخاطب ذاتي منذ الصباح .. أنا أهذي فقط إذاً أنا أُصاب بالجنون مؤقتاً ..مؤقتاً ليس إلاّ |
عندما تردد الصوت بشكل جيّد في أذناي شقيقٌ يخاطبني ..وأنا لست معه فِكراً يأمرني بهدوء أن أنصاع لـ متطلبات أبي هه؟!! تذكرت جيّداً بعد مدة من الزمن أن هناك من ظلّ دقائق معدودة بإتقان وحنجرته تمتلئ بي .. أبي عذراً لست هنا ..أبداً |
منذ الصباح الباكر.. وحتى توقف المطر عن مدينة الرياض وتحديداً عن منزلنا الكائن في إحدى زوايا الأحياء المعهودة بـ الحيوية الغير مفرطة كنت..فقط كنت ،مثل كل يوم أجمع مؤونة تكفي لبث الإنتشاء لـ أي عصفورة قد تكون بقرب النافذة أتركها ترقص،،حتى تنام وعلى جبينها حكاية الرضى |
ثم أبتهل بشكلٍ خاضع لله أحاول معه أن تبللني أية دمعة حتى لو كانت غصباً كي أمسح بها جزءاً غير يسيراً من ذنوب الأرصفة المسنّة |
اليوم تحديداً كان الإصرار مختلف متخلف تماماً..ربما لأنه كان ثمة سراً قد خبأته منذ أمد ليس ببعيد،، قديمٌ هو لكنّ تحريره كان يحرّك فيّ تلك الحكاية الماضية كـ سردٍ يتبعة إقتفاء أثر الرمل المفتعل تظل الريح تنفيه لأبعد حد عن عيني |
عندما نظرت إلى الأعلى أيقنت أنني لن أنظر إلاّ إلى السماء لي معها حكايات عديدة ورسائل إلى الله لا أملّ ترتيبها والإكتفاء بعدها بـ أخذ نفساً عميق يوحي بصعود تلك الرسائل شيئاً فـ شيئاً حتى يأخذها الله برفق وأمان ويقذف في نفسي الصمود هكذا منذ عدة سنين .. |
قالت لي أمي يوماً وهي تنظر إليّ من نافذة منزلنا المُمِلّ وقت الظهيرة عندما تشيخ قدماك من أثر الإقتفاء سيكون الحزن أجلّ يا إبنتي سيأخذك النعاس إلى عوالم الأوهام والأوهام موجعة حد الجنون |
قالت لي بعد أن أصابني الجنون هكذا نهاية تدّبر ما مضى هكذا نهاية من يبتلع علقماً هكذا نهاية من لا يلوذ إلى فؤاد أمه حين يجرح الحزن خاصرته هكذا نهاية من يرتدي الصمت وشاحاً أزرقاً شخصت ببصري نحوها وأطلقت إبتسامة نفاق أمي، ليس ثمة ما أواريه عنكِ كل ما كان في ذلك المشهد مني ،يوحي بالخديعة سأخدع أمي هذه المرة.. حتى أُكمل أعوامي السبعة والثلاثون وأنا على وتيرة واحدة تتسم بالصمت فقط ثم أنام بشكل أبدي مثلما فعلت عمتي لولوة وتظل عصفورة الصبح تشتاق لـ أي شيء يسدّ حاجتها تماماً مثلما أشتاق لـ عمي عَبْدُالله الذي رحل دون أن يقول لي وداعاً وأنا لا زلت أنتظره عند الباب الذي شهد يوم ذهابه الكثيرون ذهبوا مرة دون أن يعودوا حتى جارنا الذي كان خالداً في قعر مسكنه منذ خمسة أعوام كان قد نفض أرديتة وأتكأ على خذلانه وغادر |
الساعة الآن 06:29 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.