![]() |
الجريمة ( سيرة ذاتية 2 )
يتفتت وجهك من وهج المآذن .. من أغلفة المصاحف .. فتلملمه من عتبة الصباح وتصيح (( يا حجارة الأرض خذيني )) .. تخلع عينيك وتهبهما للبكاء .. تكنس الطرقات بيأسك وتشتهي سحنة الأخيار ، ما كان ينبغي لقطع الجبن أن تكون بهذا البياض .. ولا للقمر أن يتبجح بكتلة الصفاء التي تسكنه ، وأنت المسكين .. كلما أمسكت ورقة وقلماً رسمت سلالم مكسورة فوق أحذية قذرة .
كبرتقالة معصورة هو قلبك ..وعصيرها شربته جنيات العشق الساحرة وصهيل الأشواق في الأمسيات الناتئة .. والمسافات الخشنة في الكتابات الهائمة ، ترميك الأيام بإمرأة رائعة .. يسكنها العطر والشوق ورائحة الكهوف التي تراهن على فضولك ، يجري دمك بصوتها .. بضحكتها .. بفكرها ، لكنّك وأنت لم تزل تعدّ شهور عشقك .. تولي هارباً .. تحمل جثة الحب بين يديك .. تدوس الأرصفة .. وتدوس معها قلب امرأة نقية أحبتك . قمرٌ أسود بشعر أشيب يتراقص عن يسارك .. وأنت تُشعل أول دخينة في شبابك .. وعن يمينك مساء هزم كل جنودك وانتصب كجراب فارغ يتسع ويتسع ليبتلعك ، كنت يومها ناي ضعيف لا يحتمل نفخ الزمان ، كنت محبطاً ترى الزهور عيون بلهاء تركها المطر لتهتك سر البشر ، من يومها وأنت تخاف الإنكسار .. تفر إلى الأمل .. لا لتحيا سعيداً .. بل فقط لتنجو من فخ المعصية . لوحة النيون المتعرية على هذا الجدار .. أما تعبت من الرقص بضوئها ؟! .. أما ملّت الضحك بصوتها السافر؟! ، هي لا تغسل وجهها كل صباح لتجتاز البنايات المتسولة على ضفاف الأرصفة لتقابل مديراً بسلامٍ خجل .. لا تقضم أظافرها لكذبة تعتذر بها عن مصيبة التأخير ، لا تعرف النفاق فيورق فيها اليتم والوحشة ، وتلك الشجرة المندسة تحت بيتك .. كأنما هي قائمة تصلي .. تتوضأ جذورها وترفع أغصانها تناجي ربها .. وأنت في داخلك قلب شجرة .. لكن متى تصفو روحك ؟!وقلبك يفكر في الخطيئة . الوقت رجلٌ محتال .. يشرب معك شاياً يتنفس نعناعه البلدي .. يشاركك جثث الكلام التي تنثرها على موائد الأصدقاء .. يطالع جسد امرأة رخيصة في حوانيت القنوات .. يصرخ فيك قلب الشجرة .. تناديه .. لكنه يهرب منك .. دوماً ننسى أو الوقت تفاحة نقضمها .. ولا يتبقى في ذاكرتنا غير لونها . قزمٌ أنت .. وأنينك أصبح بقامة نخلة .. بقامة بحر ، تنام .. تحلم .. تنسى .. لكنّ ذنوبك لا تنام .. ألسنتها طويلة يوم الحساب .. شهادتها قاضية ، تشتهي لو هذه الغيوم النقية تسقط في روحك .. تُمطر فيك دعواتها .. تسبيحاتها . فقد تفوز يوماً ببرد المغفرة . ============================= ــ شكري وتقديري للأستاذ عمر بن عبدالعزيز على توجيهه لي في الجزء الأول من السيرة . ــ الدخينة كلمة وضعها الرافعي للتعبير عن السيجارة . |
أستاذي القدير : عبدالرحيم فرغلي
وجرائمنا لا تنطوي على ذنب ، مثلما تنطوي على تفريط في طاعة ، كم أنت ممتلىء يا عبدالرحيم كم هي القراءة شهية في حضرة حرفك ، |
عبدالرحيم فرغلي ـــــــــــــــ * * * أجْمع الكَونَ تَرحيْباً بكَ . : تَحتَ عنوَان [ الإنْكسار - سِيرَة ذاتِيّة 1 ] ، أرّخْتَ بِـ : اقتباس:
وَ هُنا ، تُعيْدهَا سِيْرتك الأوْلى بِعُنوانِ الجَريْمة .. حسَناً .. وَ لأنّ مِثلَك لا يَضعُ النّقطَة عَابِثاً ، بَل بَاعِثا ، سَأقرَأ رَابِطَاً وَ أرْتَبطُ قَارئَاً بِالعنوَان التّالي : [ الإنْكسَار : جَريْمَة وَ الْجَريْمَة : إنْكِسَار ] ... قُلتَ بِهذا - الآن - ، إذِ اكْتَفيتَ فِيمَا سَبَق بِـ [ تَشخِيْص حَالةِ الحَال المُنْكسر ] ، لتَأتي هُنَا بِـ [ تَخْصِيْص المُحْتالة المُحِيْلة لسّابق ] .. - قُلتُ : مُحتَالةً لا مُحْتال - !! لمَ ؟ مِن الإنْكسَار أقْرأ : " تعشق الأشجار وهي تترقب موعداً لن يأتي " ، وَ عَن الجَريْمة أقوْل : أنّ الأشْجَار الوَافِرة أُبْقِيَت علَى شَجَرةٍ وَارِفة ، كَانَ للمُؤنّثَات المُتعَدّدة فِي الجزْأيْن كَـ : " الْجريْمَة / الطّرقَات / الأرْصِفة / الوَطن / البُرتقَالة / التّفاحة ... " ، جَريْمَة انْكِسَار الشّاهِق مِنْهَا . : السّجيم العَلِ : عبدالرحيم الفرْغلي تُؤَرْجحُ المَشْهَد بَينَ الدّهْشَة وَ دَهْشتِهَا ، وَ تَرْكضُ بِالقَبْضِ إلى النّبْض ، فَتَأخُذُ اللغَة أنْفَاسَها ، لِتَسْرقَ أنْفَسَهَا وَ تَتَنفّسهَا بِـ صّياغَةٍ بَالغَة الْبلاغَة . : حسَناً .. لَن أقولَ : شُكراً . |
عبدالرحيم فرغلي ... وأنت مغفرة المطر ... الـ تنهض لها أرض الحرف ... تجعلنا نسمع يبّاب عُشبها .. كُلما ألقى غمامك تحية المطر عليها ... تكتب الخطايا السوداء .. لتجعلها تتوضأ ضفاف نور حرفك... وتخرج بيضاء .. من غير سوء .. بعض الأشخاص يكتبون حُلكة الليل .. ولايعلمون أنهم يزرعون جُنحان النهار في ظهرها ... وكذلك فعلت ... ليحفظك الرب .... |
اقتباس:
دوماً نعيش الوهم في بداية تعارفنا مع الحياة نركب الأحلام والخيال بعيداً لنصحو على وقع صفعة تترك اثرها فيما تبقى لنا من تعاسة ...!! صادف أني استمع لعود رياض السنباطي الشجي واقرأ كلماتك استاذي .... لأغرق في بحر من الروحانية وصوفية الريشة والحرف ...!! روحاني جداً استاذي كريشة رياض ...!! مسائك أمل ... |
اقتباس:
بالمناسبة : أعجبتني صورة البرتقالة المعصورة . :) |
خلتني أدمعت..
قبل أن ألج حرم السمو هذا , خلعت دونيتي خارجاً , ودخلتُ حافيةً احتراماً لقداسة الصدق , هذا الفعل قلما يجبرك عليه نص تقرؤه تشعر أنه ينبهك لتهالك ضميرك , وأن ظلك يحمل عنك وزرك حتى شفّ تعباً من مغالاتك في الغفلة .. (لوحة النيون المتعرية على هذا الجدار .. أما تعبت من الرقص بضوئها ؟! .. أما ملّت الضحك بصوتها السافر؟! ، هي لا تغسل وجهها كل صباح لتجتاز البنايات المتسولة على ضفاف الأرصفة لتقابل مديراً بسلامٍ خجل .. لا تقضم أظافرها لكذبة تعتذر بها عن مصيبة التأخير ، لا تعرف النفاق فيورق فيها اليتم والوحشة ، وتلك الشجرة المندسة تحت بيتك .. كأنما هي قائمة تصلي .. تتوضأ جذورها وترفع أغصانها تناجي ربها .. وأنت في داخلك قلب شجرة .. لكن متى تصفو روحك ؟!وقلبك يفكر في الخطيئة . ) ياعبد الرحيم , دع عنك البعيد وتفحص عينيك , كم تسللت لذنبٍ تختلس منه لذة لحظية , سأخبرك صدقاً بأني فتحتها أتأمل وسامة رجل , تقاطيعه الملائكية, حلكة ذقنة العريضة , طوله الفارع حتى اُفتن, والنفس تقول , لا عليكِ لستِ ملاكاً ..!! أظافري اعتنقت حُمرة الطلاء , لتبدو أشهى لرغبة جالسٍ في الطرقات يبحث عمن تنسى الله وتمد يدها لورقة , وتغطي بالأخرى عورة سرير وعورتها في نزاع الليل الأخير... وحتى الساعة أسوّف كل مايجب من غض طرفي ,لخلع خلخالي الصاخب , ومازلتُ أضعف من شجرتك , ولوحة النيون , وأضعف إيماناً من أشيائي يا عبدالرحيم .. ياااااه ياعبدالرحيم , بعض الكتاب يعيدوننا لأنفسنا , يشكلوننا من جديد , ويرتبون أمامنا الحياة ويموتون بفوضهم عن إيثار ورضا نفس .. ولا أخالك خارج دائرتهم يا عبد الرحيم , فاكتب ورتبنا ...اكتب ورتبنا..اكتب ورتبنا ... |
: أها ؟ نحتاج للصفر .. وتبعاته ، لجلالة الضمير وفطرة السمو وتقديس الخزانات ؟ ، أعتذر منك يا عبد الرحيم .. قد نفذت أصابعي حين كُُنت نائماً ! مُدهش ! |
الساعة الآن 06:29 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.