منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   والله ما علمتُ عنكِ إلا خيراً!. (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=18416)

مبارك الهاجري 06-14-2009 07:36 AM

والله ما علمتُ عنكِ إلا خيراً!.
 
والله ما علمتُ عنكِ إلا خيراً، فما ظنُّكِ بعلمٍ أرْكزَتْه دماثتكِ، ونقاء سريرتك، وانطراح همتك على كُلِّ ذي جَوْد، وسُمُو إرادتك عن كُلِّ ذي أَوْد، وهو ـ أي ذلك العلم ـ يحارُ في أن يكون بلا حقيقةٍ في حقيقةِ وضعِهِ، أو أن يكون بلا وجهٍ في وجه موضعه، وايم الله يا غالية؛ ما إخال ما انغرسَ منه ورَسَخ، إلا وقد طُمِسَ ودَرَس!.
فما من ثوابتٍ عهدتُها تُجِلُّ فيكِ شَرَفَ قرارها، وما من مبادئٍ أكبرتُها تُهيبُ فيكِ خوض غمارها؛ ثم أين ذلك الإباء، والولاء، والحياء فيما ذهبتِ إليه مؤخراً من إيثار ما تشتهينَهُ، وإن كان دَنِسًا: إما بأصله، أو بميلك في إباحته عن الحق!.
لا والله، ما هذا بيمينِ القول، إلا أن تكوني في عِداد المُتَلَبِّسين بهذه النفس التي ما فَتِئت أن أرشدَتْ حُسن ظني إلى طُهْرِ يقينها في أساس المحافظة على كينونتها صفاءً، فبقاءً!.
عرفتكِ عاقلةً لا تلتمسين التفاصيل التي لا تعودُ جُمْلةً إلا في حيِّز الهوامش التي لا تبْسُطُ عن عقل؛ ولا تتساور عن فكر!.
ثم إني توسَّمتُ فيكِ شيئاً من الحكمة تنميه تلك التجارب المخللة بنظرٍ في دواعي الأفعال، ويستدعيه أمَلُكِ في الصبر على ما سيقبل، عدا أن تلكم الحكمة ما كانت لكِ سربالاً يسبل عليكِ من فيض الوقار والهيبة إلا ما كان في ساعةٍ من تواؤمِكِ معي تحتَ ظِلٍّ من شمس التشبب والنزق!.
يا هذه، ألستِ من آثر الترغيب يوماً على الترهيب؟!.. ألستِ من زَعَمَ بأنَّ للبشائرِ مأخذاً هو خيراً مما للنذر من اقتلاع؟!.. إنْ كُنْتِ ممن قال ذلك وهو يعي ما يقول، فما لي أراكِ لا تَتَأتَّيْنَ للحق إلا بالغلظة، ولا تنساقين له إلا وإفرازات الصَغار بادية على محياك، ثم ترين لذلك السبيل مرأىً يصح في بعض، فتخطِّئينه في كُلّ، وما هذه من أمارات عقلك، بل هي من ركائز هواكِ الذي ضعضع ما مُلئتِ به من خير ونِعم، فأنشأتِ عُمُراً تُذْوِيْنَ أصله بمراهقةٍ لا يعرف العلم إلا أنَّكِ ممن قضى على نحبها عدداً، فأنتِ ممن أتى بها في غير وقتها هامسةً لي في تورد غريب:
ـ ربما هو من التعويض!، فأنا كما تعلم ما راهقتُ إلا في القراءة والاطِّلاع، وما جهالةٌ لي في ذلك الوقت سوى ذلكم الهدوء!… أفأكون راهقت؟!.
لم أجيبكِ حينها، عدا أني أحلت الإجابة إلى صادقٍ فيكِ، فاسمعي ما يقول:
ـ نعم، مُصيبةٌ أنتِ في بعض ما قلتِ؛ ولكن الصواب يقف على ما تقولينه موقف الحقيقة في غايتها؛ ولكنه لا يجري عليه مجرى تقييم الغاية في حقيقتها؛ فأمر حيويتك البدنية استعضتِ عن كثيرٍ منها بكونٍ من حياتكِ العقلية، والتي لولا أنَّها كانت غالبة طاغية، لما تفشى فيكِ ذلكم الألق الروحي، وتفنن الأنفس في أن تصبو إلى الائتلاف معِك، ثم إنَّك لم تكوني إلا متأثرةً في ذلكم الائتلاف، وذا لم يكُ من قبل، الأمر الذي عجَّل بفقدانِك لشخصيةٍ كانت من التأثير كما هو تأثير ممن تتوثبين بسببه إلى كلِّ ما هو دَوْنٌ وتحت!.
بحقي عليكِ ـ وإن كنتُ ذلك الصادق الذي تحنين إليه دوماً ـ فكري في سرِّ من تسعينَ خلفه؛ ولو بلمحةٍ من الأرشيف الأصيل الذي تحملينه، وإنَّ وريقاتٍ لتظمأ إلى ذلك!.
أحبكِ، وإنَّ لي لعودة!.

جــوى 06-15-2009 08:23 PM


نادراً ما أقرأ نصاً عن الحبّ شديد اللكنة
كنصك هذا يا ( مبارك )
اللغة تحث على هطول المطر وأحبك الأخيرة راق
لي موضعها جداً
شكراً لك مطرّزة بالنور

عائشه المعمري 06-15-2009 09:41 PM

مبارك الهاجري



هُنا إحياءٌ لـ جدب ،
ومستع لـ الإبحار في لغة نحتاجها ،
على نسق مُنتظم

أنت هُطول بلا شك

شُكراً لك

زَينَبْ الخُضَيــري 06-16-2009 12:18 AM

نص راقــي وكــأني اقـرأ للرافعي ,

مبارك الهاجري ...إنطلق نحو الافق بلغة تسع الكواكب والأقمار,

لك منــي قمــر محشــو بالشــكر.

فَجرْ العسَكرْ 06-16-2009 01:46 AM


تحدث الانقلابات ... و تعيد ترتيب الأوراق
مُشَبعَ بِ الحَزنْ / الفِتنّه نصّكَ !
تسأل وهل هٌناكْ مِنْ يُنصتْ
تستعضْ بان تفيقْ تِلك الحواس مِن السُباتْ
وتأكيداً ب ِختامة النصُ
أشعلتْ ذروة الأتهامْ بانْ تخمدْ عقلية أُنثاكْ ..!

/

فاضلي / مُبارك
طال مكوثي هٌنا
حوارمشبعْ أنرتْ به هٌنا
يستقيم بهِ قوآماً وروحاً
لـ روحك الشآمخَة أمآنيْ الرآحَة والأمآن


http://up.damasgate.com/files/5gvpem58ubk11g2dly0m.gif


إبراهيم الشتوي 06-16-2009 08:43 AM

مبارك الهاجري..

ونص سردي عالي الخطاب ومعتليا باللغة ..

أفق نثري يتسع لسرب سنونوات لتعبر لفضاء الدهشة والروعة والإبداع ..

فشكرا لك وللعطاء الذي يسكنك..

دمت بلقلب وبالقرب ..

تقديري يا ودق .

مبارك الهاجري 06-17-2009 03:20 PM

اقتباس:

نادراً ما أقرأ نصاً عن الحبّ شديد اللكنة
كنصك هذا يا ( مبارك )
اللغة تحث على هطول المطر وأحبك الأخيرة راق
لي موضعها جداً
شكراً لك مطرّزة بالنور
جوى، أذهبَ اللهُ عنكِ الحَزَن والجوى، حضوركِ أسعدني، وتعليقك رفعني عالياً!.
بارك الله فيك!.

نور الفيصل 06-17-2009 06:48 PM


فلا تكن جلادها

فالنفس نفس .. وتستعصي كثيرا على إنقياد
ولكن رحمة الكف المحب تلجم كل طيش
فكن مع .. ولا تكن ضد
فما إزدادت الاضداد إلا وتثاقل الرجوع
وأصبح المضي غاية بعد أن كان وسيلة .


دمت يا مبارك


الساعة الآن 12:31 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.