![]() |
تعليب كاتب
[1] وعندما يبدأ أحد الكتاب بالكتابة في أي مجال يحسب أنه يتقنه , يواصل الكتابة فيه حتى يصبح ضليعاً متمكناً منه .. قد يغريه الجو الأدبي العام أو يدفعه طموحه للأفضلية والكمال ..لـ تغيير مسار كتاباته , ليتحول من ( مقال , شعر , رواية ) وغيرها من الفنون الأدبية إلى أحدها .. كون المتلقي قد اعتاد اتجاهاً واحداً من كاتبه قد يؤثر في مدى تقبله لنزوحه عنه .. فقد يُقبل الشاعر كـ شاعر فقط وما إن يتحول ذاك الشاعر إلى مجال آخر إلا وترفع شارة العصيان عليه .. وكذا الكاتب والروائي و..... حتى وإن ظهرت قدرته جلية على الكتابة في أي فن .. فإنه كثيراً ما يبقى موضع اعتراض .. لا لشيء سوى أنه انحرف عن الصراط الذي يراه الجمهور له مستقيماً . [2] ويبقى الخيال حراً .. وعنان التفكير منطلقاً بلا توقف .. وتعش رجباً لترى عجباً .. و تكتب .. تعسف الكلمات وتطوع القوافي وتروض الأفكار لإنتاجِ إنتاجٍ أدبي يمثلك نصاً وتمثله شخصاً .. إلى أن تنتمي إلى مؤسسةٍ ما .. تغلًّ فكرك .. تغير منطقك .. تبتر جزءاً من أبجديتك لأغراضٍ ومصالحٍ عامة .. ليس لك أن تسأل عن تفاصيلها ولكن عليك أن ترضخ لها وتكتب وفقهم .. وليس وفقك . [3] والشاعر شاعر .. يلتقط أنفاس الكلمات بعد هطولها من غيمِه فـ ينفثها مشاعر .. تقرأه فـ يصلك إلى أبعد مدى بك .. إلى أن يشترك في مسابقة .. تقتل روحاً من شاعريته المتعددة الأرواح .. تربطه بـ أفكار قد لا يكون له فيها إحساس .. وتلزمه بمفردات قد لا يستطيع الربط بينها مجتمعة فيحاول ذلك جاهداً .. والنتيجة : شعرٌ يغيب معه شاعره .. ( . ) جمال الكتابة في كون ممتهنها وهاويها حراً .. يكتب ما يريد .. دون تضييق أو تقييد .. ومتى ما تم ( تعليبه ) فـ سيفقد بلا شك روحه وفكره .. وبالنهاية سيفقد نفسه . http://www.mnab3.com/vb/images/smilies/rose.gif |
كنتُ و أنا أنتقل بين سُطور الزُبُرجُدِ أقولُ : سأكتبُ : الكاتبُ هو من ينثرُ درره و فكرَه دون قيدٍ . و لكننك ذكرتيها في الأخير فألجمتُ قلمي لجام السكوت و ألزمته الصمت ، لأنه إذا حضر الماءُ بطل التيمم . مقال رائعٌ .. همسة : لأبعادَ و آلِهِ : جميلٌ فُستان الأبعاد :) |
كاتِبَه لَك ِ فِكْر ُ ُ فَاخِر
لِي عَودَه بِالتأكِيد |
* هُنَاكَ تَعْلِيبٌ ألْعَن يا فَاطِمَة ! وأقْصِد بِه أن يُرَوّض الكَاتِب أو الشّاعِر مِنْ قِبَل أيّ مُؤسّسَة ـ أيّاً كانت هذه المُؤسّسَة ! صَدّقيني المُبْدِع لن يكُون مُبدِعاً إن حُرِمَ مِن حُرّيّتِه .. أو تنازَل هُوَ .. عَنْهَا ! عَلى ما أذكُرأن قَايد قَد مَرّ بهذه التّجْرُبَة فِي إحْدَى المَطبُوعات الشعبيّة و التي طلبتهُ للإستكتاب ولكن بِشَرط أن يَكْتُب مَا يُريدُون .. لا مَا يُريد هُوَ ! " تخيّلي .. لهذه الدّرَجَة وأكثَر " . وعَلى ذلك قِيسي وَ تَقبّلي الكثير من الشّكر . |
حين يكون الكاتب طائر حُرّ ...! فأن فضاء فكره لن تحجبه علب التعليب بماركة السطر ...!! الكتابة خيال لا ينتهي ... واقع لواقع / صوت لأخرس / منظر لأعمى .... الكاتب رسّام ماهر .. تعليبه يصيبه بالشلل والذبول ..! وما أكثر أنواع الأقلام في زمن بات يتاجر ذويه حتى في الكلام ..! فاطمة العرجان .. كنتِ قريبة بالفكرة ... تذكرني بليلة نقاش مع أحد الأحبة ... كانت تدور حول الأقلام وأنواعها المعروفة .. قلمٌ أسير / قلمٌ ضرير / قلمٌ حرير / قلمٌ أجير / قلمٌ شرير ... شكراً وأكثر ... |
فاطمة العرجان ... أهلاً بك ... أنا مع [ الحرية ] و [ ضدها ] في ذات الوقت لأني لست محتاجاً لكاتب امتهن مهنة [ الحكواتي ] ليحكي لي في كل فن و كل علم و كل جزء من كل معرفة ... أنا لست بحاجة لكاتب يكتب عن كل شاردة و واردة مرة في الذرة ومراتٍ في الأعشاب و مراتٍ في أحداث الشارع اليومي .. أنا صدقاً لست بحاجة لـ [ ثرثار ] يكتب عن كل شيء و يدعي معرفة كل شيء و كأنه [ خنفشار ] ... فاطمة ... أنيقٌ هو حرفك و مليءٌ بالوعي ... مودتي ... |
لا غنى عن فكرك ونورك أستاذي عبدالله :: أ. عبدالله العتيق و شكراً لحضورٍ أول http://www.mnab3.com/vb/images/smilies/rose.gif |
اقتباس:
[ على راسي ] |
الساعة الآن 10:32 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.