![]() |
. . الذكريات لا تشيخ خصوصًا تلك التي بدأت بـ : لئن .. ) لئن نجوت ، لئن سامحتني الحياة ، لئن بقيتُ يومًا آخر !! كلها نذورٌ طُبعت على جبين الطفولة والطفولة لا تنكر ما حُفِر فيها بالدمع !! . . |
. . وقفة صدمة : للاستنشاق .. كأن الحياة صفعتني دون مقدمات وقالت : كفاك طيبة ، لقد آن لك أن تنهار !! لم أكن جاهزًا ولا هشًا ، لكن الصفعة كانت دقيقة أصابت موضع الرجاء في صدري فانطفأ كل شيء دفعة واحدة !! . . |
. . كل من حولي يراني طبيعيًا لكني أعلم أنني أعيش على إيقاعٍ لا يسمعه غيري أبتسم ، أُحادث ، أشارك ، لكن في صدري ترتيلة لا تُقال وترقّب دائم حتى لا أُسيء دون أن أشعر !! أحيانًا أُبطئ في المشي وأرى خطواتي تُراجع النية : هل تجاوزتَ ؟ هل قلتَ ما لا يليق بالعهد ؟ وهكذا يتحول كل تصرّف إلى محكمة داخلية كل نظرة إلى ميزان وكل علاقة إلى امتحان خفي : هل تسرّبت من خلالها رغبة لا ترضي الله ؟ هل فُتح فيها بابٌ من أبواب النسيان ؟ . لا أحد يدري كم هو مُنهِك أن تعيش لنذرٍ لا يُنسى ولا أحد يعلم كم هو مريح – في وسط هذا الإنهاك – أن تشعر بأنك على الطريق ولو زلّت قدمك .. . . |
. . حين يُبرم العهد في العتمة لا يُدوَّن كالوعد بل يتسرّب إلى الجوارح على هيئة سلوك !! منذ تلك اللحظة تغيّر كل شيء: باتت الخطى متروّية كأنها تمشي على أثر نجاة والحديث هامسًا ، كأن الصمت أصدق !! أما الضحك فقد أصبح طقسًا مؤجلًا يخشى أن يُفسد هيبة ما لم يُعلن كل تفصيلة بعدها تحوّلت إلى طقسٍ خفي لا يخلّ بقدسيته إلا من لم يشعر بثقل السرّ !! . . |
. . الوضوء أصبح عادة حتى دون صلاة !! والصمت صار نوعًا من التسبيح لأن في داخلي وعدًا لله يخجل من الضوضاء وينكمش كلما تحدثتُ كثيرًا !! أؤخر النَفَس وكأني أقول لله : ما زلتُ أتحمل فقط لا تحسبها ضعفًا بل هو الطقس الذي ارتضيته حين وعدت !! . . |
. . وفي لحظة من السكون على حافة صلاةٍ كنت أتهيأ لها ، انتابني الذنب من نذرٍ قديمٍ لم أضع له ركعة !! كان وضوئي نقياً ، وقلبي لا .. كل خطوةٍ إلى المصلّى شعرتُ أنها تُثقلني كأن الله لا ينتظرني لقيام الليل بل لتفسير تلك الهمسة التي قلتها له وأنا أبكي في الطفولة : لئن أنقذتني فلن أطلب شيئًا منك سوى أن أُرضيك .. لكنّي كبرت وبدأت أُرضي غيره فهل صلاتي اليوم وِجهتها الله؟ أم ذريعة أخرى للهروب من وخز النذر؟ هل أصبحت أتديّن شكلاً لأتجاهل نداءً أعمق لا يعترف بوضوءٍ ولا بصلاة؟ نداء لا يشبه المناسك بل يشبه مناجاة طفلٍ ظن أن الله يسمعه فوعده بما يملك : قلبه كله !! ذلك النذر ليس فريضة إنه سؤال مفتوح في صدري لا يُجيب عليه الفقهاء .. . . |
. . كل لحظة راحةٍ أشعر أنها تستوجب صلاةً ناقصة لم أؤدها !! وكل تأجيلٍ للخير يشبه تأجيلًا لعقدٍ كان يُفترض أن أوقعه منذ أول نفسٍ بعد : ( يا رب إن…؟ ) ( يا رب إن…؟ ) ( يا رب إن…؟ ) ( يا رب إن…؟ ) . . |
. . اعتراف عند حافة الرحمة أحيانًا : أشعر أن الله أقرب من نذري وأحنّ من خوفي وأعدل من حسابي لنفسي !! فأبكي خجلًا من كل تلك الرهبة التي نسجتُها من طهري ونسيتُ أن رحمته أسبق .. . . |
الساعة الآن 09:35 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.