![]() |
. . وفي ليل آخر بعد أن ظننتُ أن قلبي لم يعد يحتمل الانتظار كتبتُ رسالةً إلى الله ، ليس فيها طلب بل اعتراف : يا رب : حاولت !! وكلّما عجزتُ كنتُ أبكي لا لأني ضعيف بل لأني أحبك ولا أريد أن ألقاك خائنًا لما بيننا .. . . |
. . الناس تعيش حرة وأنا محكوم بنداءٍ قديم وأخبرتُ الله بشيءٍ لم يسمعه أحد .. ومنذ ذلك اليوم وأنا أحيا بتقنين المشي وتقنين الحلم وتقنين الضحك !! !! هل سبق وشعرتَ أن كل ما تعيشه دين مؤجل؟ أنا أعيش هكذا خوفًا من الخيانة المقدّسة !! . . |
. . من لحظة م ر ض .. حين ضعُفت يداي عن الإمساك بأي شيء تمسّكتُ بنذري كأنه آخر حبلٍ يربطني بما تبقّى من معنى !! وفي كلّ وخزة إبرة كنتُ أقول لنفسي : (اصبر، أنت عاهدت) وكانت القصاصات التي اكتبها عن نذرولوبيا تطفئ من حولي أي ضوء لا يشبه التوبة !! . . |
. . ومن تـ عـ ب .. وفي سريرٍ أبيض يحملني الأطباء كما تحمل الملائكة ذنبًا لم يُغفر بعد .. كنتُ أرتجف من فكرة أن أفارق الحياة قبل أن أنهي ما عليّ !! هم يسألون عن نسبة الأوكسجين وأنا أسأل عن نسبة صدقي في العهد !! أيهما ينقص أولًا : روحي أم وفائي ؟ ثم أعود إلى فراشي الأبيض كأنني جُرح مؤجل الشفاء !! أراقب أنبوب المصل ينقط كدمعة وأحسب : كم وعدًا تهاوى في داخلي ولم أدفنه ؟ . |
. . كنت لا أنام إلا بوضعية منكسرة !! كأن ظهري يُذكّرني أن في صدري وعدًا لا يستقيم وأنّ الراحة التي لا تُسبق بارتعاشة خوف هي : ترفٌ لا أستحقه !! . . |
. . ومرّت ممرضة شابّة ترتّب الأدوية كما تُرتّب امرأةٌ مهجورةُ القلبِ ذكرياتها ابتسمت لي وقالت : ما الذي يشغل بالك؟ فكرت أن أقول : الجنة .. وخفت أن أبكي أمامها !! فقلت : كتابة رسائل لم أرسلها أعتذر فيها من الله عن تأخري ، عن تقصيري وعن كوني عالقًا في جسدٍ لا يقوى إلا على النية فقط !! ثم نمت .. وفي نومي رأيتُ السماء تمطر دعاءً يشبه صوت أمي ( رحمها الله ) ورأيتُ النذر وقد عاد إليّ لكنّه لم يكن عبئًا : كان نورًا يمشي معي لا ورائي !! . . |
. . أحيانًا أُصاب بنزيف الندم حين أرى أني أنفقت دمعي في محاولاتٍ للوفاء ثم ضاعت الأحلام كما تضيع الطيور المصابة في الغيم !! لكني أعود أشدّ على قلبي وأقول : الله يعرف ، الله وحده يعرف كم حاولت فأُشفى قليلًا ثم أبدأ من جديد .. . . |
. . وأحيانًا أنظر إلى السماء فأشعر أنها تراقبني بحنانٍ يشبه أمًّا عارفة تقول لي دون صوت : افعل ما تستطيع وسأكمل أنا الباقي .. فأُصلي وأكاد أبكي من هذا العدل الذي لا أستحقّه !! وكلما ضاق صدري من تأخري أتذكر أن الله لا يزن الزمن كما نفعله نحن هو يرى النية من أول خطوة ويكتب الرحمة قبل أن أكتب وعودي .. . . |
الساعة الآن 05:30 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.