![]() |
اقتباس:
اقتفاء .. أوّلُ ما فاجأني حينما قرّرتُ الكتابةَ عن هذا المطرِ الّذي تركتَهُ خلفَكَ , و وقفتَ خلفَ نافذةِ الحرفِ ترقبُ ارتباكي ,و أنا المتلعثمةُ بأولى حروفِ الأبجديّةِ و المتعثّرةُ بأصغرِ أحجارها .. أن أقتفي أثرَ الضّوءِ أعلاه , يعني أن أغامرَ بكلِّ ما لا أملكُ من حرفٍ.. و أن أتّتبَّع سراطَ الشِّعرِ الّذي يرافقُ كلَّ خطوةٍ لك .. لكنةُ الماءِ يا جمال , تلكَ اللّعثمةُ الّتي ترافقُ انهمارَهُ كلَّ مرّةٍ على أكتافِ الحزنِ و الحبِّ العاريين من كلِّ شيءٍ إلّا نشوةَ اللّقاءِ و فرحَ الانتظارِ , غصنانِ متلاحمانِ جدّاً في أعلى شجرةٍ تنبتُ في عمقِ الرّوح , لا ينفصلانِ لأنّهما توأمان بقلبٍ واحدٍ يغذّي كلّاً منهما بذاتِ القدرِ من احتفاءِ الأوردة .. لذلكَ كانَت الكتابةُ أمّهما ترعى الحزنَ بحروفٍ حانيةٍ و تمسحُ على رأسِ الحبِّ بالكثيرِ من الذّاتِ المختبِئِ في عبارةٍ عابرةٍ على جسرِ الأرواح .. ليتني أكونُ فِعلاً حجراً في أحد جسورِ الكتابةِ , أحملُ الذّاكرةَ المتنقّلةَ و لا أنوءُ بالأرواحِ إذ تتعانقُ في لحظةِ صمتٍ لقراءةٍ أشبهُ ما تكونُ بالتّلاوة , ليتني أكونُ قطرةَ ماءٍ في ثغرِ عصفورٍ يحملُ رسالةً معقودّةً في حنجرِتِه , من غصنٍ يقطنُ أقصى بقاعِ الحزنِ إلى آخرَ يُمسِكُ بيدِ الحرفِ و يلتحفُ الغيمَ و فرعهُ في السّماء . : أيّها الأستاذ , حضورُكَ يجعلُ مواسِمَ الكلمةِ تنعمُ بالدّفء , فتتوقّفُ الحروفُ عن الهجرةِ طمعاً فيه . عظيمُ شُكري و تقديري لك . |
اقتباس:
يا أمسية , أتذكرينَ الغروبَ الأوّلَ الّذي صافحَ عينيكِ و قلبي , ثمَّ تبعهُ فجرٌ مُبهرُ الحياةِ و الضّوء .. كحضوركِ و ما غبتِ .. منذُهُ يا صديقتي , و الأزهارُ تضوعُ بطِيبكِ و رقّةِ الحضور .. ليتَ الغيابَ يعودُ بكِ إليّ .. ثمَّ يرحل ! |
اقتباس:
و حضوركِ يزرعُ شقائقَ النّعمانَ بينَ أصابعي , تلكَ الّتي تدعو غيابكِ للرّحيل .. |
اقتباس:
الفرقُ بينَ الرّيحِ و حفيفِ أحزاننا حينَ نجرُّ ثوبَ اليقظةِ من بعدِ حلمٍ و أنَّ الاولى تأتي بكلِّ الاشياءِ البعيدةِ هناكَ في النّصفِ المقابلِ من الكرةِ الأرضيّة , بينما تذهبُ الاخرى بها .. حضورٌ متأخّرٌ لشُكركِ على شذاكِ هنا , لكنّي أعلمُ أنّكَ تعينَ أنَّ محلَّكِ القلب , ذاك الّذي لا يتأخّرُ عن النّبضِ حتّى بحرف . |
اقتباس:
" بي كما بالطّفل تسرقهُ أوّلَ اللّيلِ يدُ الوسنِ " كانَت هناكَ طِفلةٌ صغيرةٌ يا عطر تُجيدُ الغيابَ في الحلم و حينَ تصحو كانّت تُمسكُ بغمامةٍ لتكتبَ لصديقتها مطراً كثيراً يُشبهُ أسماءها و يروي عطشها للحبِّ .. أنتِ هنا ... في تمامِ النّبض . |
الساعة الآن 07:51 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.