منتديات أبعاد أدبية - أبعاد [ للسفر والسياحه ]

لمن تابعنا في الحلقات الماضيه : نتابع الرحله
بعد أن قمنا بجولات ريفيه على عدة قرى شركسيه وتتريه وسجلنا انطباعاتنا حول
ماشاهدناه هناك ... أنطلقنا بعدها لعاصمة دولة الأديغا : مايكوب
في العاصمه (
مايكــــوب
)

وادعنا ذلك الشاب الشركسي الفتي بعد أن أقمنا عنده يوم وليلة في ريف إقليم الشابسوغ وجباله الخضراء الفاتنة وجداول مياهه النقية العذبه وشدينا المسير للعاصمة مايكوب ... يا لله هنا الموقع السياسي للدولة ذهلت لما علمت أن حاكمها مسلم و50% من البرلمان مسلمون تجولنا فيها رأينا التأريخ والحضارة لتلك البلاد لا تختلف عن مثيلاتها من المدن الروسيه الممتدة على طول ماكان يسمى بالإتحاد السوفيتي وصور وتماثيل لينين وماركس مازالت منصوبة حتى ذلك اليوم وكأنها تقول أن الفكر الشيوعي ماثل في كل صوره الدكتاتورية ... كل اولئك الشعب نشأن وترعر وتفتحت عيناه على جذوة الشيوعية حيث المذهب الواحد الغير معترف بسواه مبدأ وشعوب ترضخ تحته مغيبة عن كل شيء / كل شيء ! سوى الحديد والنار الذي كانت تحكم به الشيوعية

زعيم المافيا .. باتمز

تحدث لنا ابوعمّار : " الشيخ الشركسي الستيني " والذي يعرف المنطقة ويعرف أهلها فهو كما قلنا سوري ذو أصول شركسيه .. يتحدث اللغة الشركسية بطلاقة وما أصعبها من لغة ... يقول والحديث له : ( سنزور أحد كبار زعماء المافيا ؟ يدعى باتمز وأخذ يسرد لنا قصته لنا ونحن في طريقنا إليه ويقول : أتيت سابقاً إلى هذه المنطقة تحديداً بعد سقوط الإتحاد السوفيتي بقليل وهدفي التعرف عن قرب على بني قومي الشراكسة وتعرفت على الناس وحدثتهم حتى سمع الناس بي وتواردت الأخبار أن رجلا أتى من بلاد العرب يدعونا إلى الرجوع لديننا ويعلم الناس الإسلام ... وصلت الأخبار إلى مسامع [باتمز] رجل في الأربعينيات لايخلو جزء من جسمه لم تناله إصابات وطعون وآثار قتال .. هو بختصار زعيم كبير لمافيا شركسي ذو أصول مسلمه .. لم يكن يعرف عن الإسلام سوى اسمه قطعة من الشر الكل يهابه ويخشاه لسطوته وجبروته .. وأنا والحديث لازال لإبي عمار سكنت في أحد الفنادق و في فترة راحتي طُرق الباب .. فزعت لأفتح الباب وإذا برجل مخيف تقاطر من عيونه الشرور .. فستضفته وأنا مشفق على نفسي منه ؟ فجلس وأخذ يقول بكل قوة وكبرياء : يا أبا عمّار : النصارى في بلادنا هذه لهم دين وأعتنقوا دينهم وفتحوا الكنائس وصار لهم قوة واعتبار ؟؟ اليهود كذلك رجعوا لدينهم وتمسكوا به كل ذلك بعد أن سقط الدب الأحمر .. ياأبا عمّار / نحن أليس ديننا الإسلام ؟ أليس من حقنا أن نتعلمه ونسير عليه ونعتز به ... فتفتحت أسارير صاحبنا أبو عمّار وقال بلا وهذا ما أرجوه بالتأكيد . فقال باتمز : إذاً علمني الإسلام فاليهود والنصارى ليسوا بخير منّا ولا أعز . فقلت له حسناً إن كنت جاد فذهب وتحمم وبدل ملبسك وتعال لي لكي أعلمك أصول دينك .. فسارع باتمز ونفذ ماطلبه الشيخ منه .. وأخذ يعلمه حتى أحس أنه عرف مبادئ الدين .. بعدها خرج باتمز لقومه الشراكسه في القرى والأماكن العامه وينادي بهم أنكم يجب أن تتعلموا الدين الاسلامي وتعملوا به كما يجب !! الناس قابلوه بتعجب / أنت ياباتمز تعلمنا الدين أنت ذالك الرجل الشرير المعروف بالمافيا مسبقاً تتدعونا لهذا / فقال : نعم أنا قررت أن أغير من نفسي فأنا الآن سأطبق الإسلام كما ينبغي أن يطبق .. كل هذا الحديث السابق قصة رواها لنا أبا عمار أثناء ذهابنا لزيارة باتمز في منزله فزادنا شوقا لرؤيته والجلوس معه ..
وصلنا لبيت باتمز ... : استقبنا بنفسه ورحب بنا غاية الترحيب وأدخلنا مجلسه وتحادث معنا وهو لايكاد يسند ظهره من شدة إقباله علينا رغبة وكرما وحسن لقاء .. رفض أن نقضي فترة إقامتنا هناك إلا في منزله ... دخل علينا ابنه ( إبراهيم ) فإذا بشاب يافع مضيئ الوجه هادئ الطباع دمث الخلق ,, فسلم وحيا ورحب كل ذلك باللغة العربية الفصحى ! تعجبنا كيف ذلك .. فقال باتمز أنا أرسلته للتعلم في دولة الإمارات لكي يعرف الدين ويقرأ الكتب ليكون داعية للإسلام ... يا لهذا الأب كيف أخذ الدين بحقه ..
الشمس تشرق من حولنا
( ابنة باتمز )

وبعد ذلك .... والأمر مابعد ذلك ... سمعت صوت فتاة في دار باتمز .. تنادي أخاها ابراهيم ليقدم لنا الشاي فتدخلت تمشي بخطوات وطيدة ... إنها ابنة زعيم المافيا باتمز :
كا القمر المشع جمالاً ذات 13 ربيعاً لازالت معالمها طفلة مقبلة على الحياة ممتلئة بالحياء مشرقة كا الشمس تسحر كل من رأها بهدوءها وحياءها ونظراتها التي لاتفارق الأرض أدباً ... لا أخفيكم سراً أنني وقعت في حبها منذ ذلك اليوم .. ولازلت أذكر طلتها البهية حرسها الله .. ابنة بيت ورجل كريم وعزيز وذا شكيمة ,,, يكفي أنا أباها ( باتمز ) :)

يتبع .... قرتشاي .. دولة تجاور الأديغا .. تمنعنا الدبابات الروسية من دخولها .. وباتمز يجن جنونه ... يتبع بإذن الله

نهاية الرحلة ,,, رسالة بن باز بعد أن قرأ تقرير الرحلة .. والمزيد من الوقفات

شكرا لقلوبكم