![]() |
. . في نذرولوبيا كل يومٍ أجري بين فكيّ سؤالين : هل تأخرتُ؟ أم تألمتُ بما يكفي ليراني الله صادقًا؟؟ أنا لا أريد الثواب أريد فقط أن لا أكون ممّن وعد ثم هرب بحجّة الحياة !! . . |
. . أن تنذر لله يعني أن تزرع غابةً في أرضٍ لا ماء فيها وتظلّ ترجو المطر لا لأنك تملك سحابة بل لأنك وعدت .. والوعد لله لا يُخلف وإن جفّ عمرك كلّه .. . . |
. . أحيي أيامي كأنها صيامٌ عن كل لذّة وكأن الضحك رفاه لا أستحقه !! أعيش الطيّبات بتردّد خشية أن تغريني الحياة .. وأنا ما زلتُ على عهدٍ في زاوية غيبٍ لم يُنسَ بعد .. فإذا متُّ وكان قلبي لا يزال يرتجف من الذنب !! فاعلموا أنني متُّ وأنا أُحبّ الله .. لكن النذر كان أكبر من احتمالي .. . . |
. . كأنّ أحدهم أيقظني من الداخل لا من الخارج !! كانت الساعة تتنفس ببطءٍ مخيف والغرفة ساكنة إلا في صدري كان هناك شيء يتحرّك بعنف .. تذكّرت نذري لا صوت نطق به ، لكنه صرخ في رأسي : هل نسيت؟ هل ظننت النوم إعفاءً؟ وهل تظن أنّ لله وعدًا يُهمل؟ استيقظت وكأنني أتهيأ لمحكمة ويدي لا تعرف إلى أين تذهب !! هل أكتب؟ هل أعتذر؟ هل أبكي؟ كل ما فيّ كان يريد أن يهرب لكن لا هروب من نذرٍ سجّله الله في الغيب .. . . |
. . بين أنفاس الزمن المتسارعة أجد روحي تسبح في بحرٍ من الأسئلة !! تتناثر الأفكار كأوراق الخريف ، تهتزُّ وتطير، لكنها لا تجد مأوى .. وكأن قلبي مرآةٌ مكسورةٌ تعكس وجوهَ الألم والرجاء وكل شظية منها تروي قصة نذرٍ لم يُوفى وحلمٍ لم يُكتب بعد !! . . |
. . منذ قلتُ : إن عشتُ سأفعل وأنا أموت من خوفي أن أعيش !! . . |
. . منذ قطعتُ على نفسي وعدًا تكسرت كل احتمالاتي .. وأنا أحسب خطواتي كما تُحصى أنفاس المحتضر كل تأجيلٍ يحمل في جوفه فوبيا الذنب وكل راحةٍ تشبه الخيانة بلطف !! في كل لحظة فرح أقيس شدّة ابتسامتي أخاف أن أبدو كمن خان وجعه أو نسي النذر المغمور تحت جلده !! . . |
. . بسبب خوف لا يعرفه الطب ولا تفسّره التجارب !! وهو : خوف الوفاء بفتور بلا خشوعٍ كافٍ وبلا دمعٍ كافٍ .. فلا يُقبل .. والذين لم يقطعوا عهدًا مع الله ينامون بهدوء.. أما أنا : فأغلق عيني كمن يخاف أن يوقظه الله بسؤالٍ : أين وعدك؟ . . |
الساعة الآن 11:32 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.