ها أنت تبدأ اسئلتك في العمق من القراءة الواعية / بعين الناقد هناك مصطلحات تستحق التوقف( اللغة الشعرية-الرمزية- التكلف)

شعراء عمان : لا ادري ان كنت بمكانٍ يسمح لي ان اتحدث عنهم ، عن تجاربهم ولكن سوف احاول جاهدا ان اقترب من طرحك بما لدي - اتفق معك ضمنا ان الشاعر العماني ينحاز للغة الحداثية فالمتابع للقصيدة العمانية يرى من خلالها أن الشاعر فجّر طاقات اللغة بانزيحاتها وجماليتها-وهذه السمة واضحة وبارزة لدى اغلب شعراء عمان ولربما هو الذي جعل هذه السمة التي اشرت لها - اما بالنسبة للرمزية حقيقة انا اسمع كثيرا هذا الحديث ان القصيدة العمانية قصيدة رمزية -وهذا الأمر طرح ويطرح خصوصا في المسابقات الشعرية- شخصيا لا ارى ان القصيدة العمانية قصيدة رمزية بل هي قصيدة تتصف بـ (العمق) فالعمق لايعني بالضرورة الرمز والعكس صحيح-الرمز هو أحد الأدوات الفنية في القصيدة يعتمد على الإيحاء والتكثيف عوضا عن تسمية الاشياء بمسمياتها -هو كأسلوب يتواجد في القصيدة في العمانية ولكن لا يمكن ان اصف القصيدة العمانية بأنها رمزية- بختصار هي قصيدة حاولت ان تبتعد عن موجة التسطيح وفي مرحلة مبكرة.
اما عن التكلف فهذا الامر نسبي -سوف اتناوله على صعيد( النص الواحد-الشاعر الواحد- المدرسة العمانية)
على صعيد النص واحد، أحيان كثيرة تجد قصيدة عذبة ولكن يدخلها التكلف في بعض ابياتها لكن لا استطيع القول ان مجمل القصيدة متكلفة ولايوجد بها عاطفة شعرية- كذا الحال في تجربة الشاعر الواحد مع اختلاف قصائده هناك قصائد ينجح بها الشاعر وهناك قصائد قد يسرف الشاعر في الاشتغال عليها لدرجة تصل به في نهاية المطاف إلى ابيات متكلفة وهو يلهث خلف صورة شعرية ولا ازكي نفسي من الوقوع في هذا الأمر-لو اخذنا الأمر بطريقة اشمل- كذا هي الساحة العمانية-هناك شعراء نجحوا في الموازنة مابين الاشتغال على القصيدة ومابين العاطفة المتأججة داخل النص فظهرت لنا نصوص خالدة -في المقابل هناك شعراء حاولوا ان يسلكوا تيار التجديد ولكنهم تعثروا فظهرت نصوص متكلفة باهتة لاتخرج منها بشي ،هؤلاء قلة فلا هم نجحوا في التجديد ولا هم استطاعوا ان يعودوا لقصيدتهم التي كانوا يكتبونها لذا تجاوزهم الزمن واصبحوا في طي النسيان.ما أومن به شخصيا الان وفي هذه المرحلة هو ما قاله الشاعر الأنجليزي جون كيتس( إذا لم يجي الشعر طبيعيا كما تنمو الأوراق فخيرُ له أن لا يجي ).


السلام لفكرك وطرحك الجميل يا خالد

كن بالقرب