"(سِيري .. ففي سَاقَيكِ نَهْرَ أغاني
أَطرى من الحِجَازِ .. والأصبَهَاني
يغزلها هناكَ .. قَوْسا كَمَانِ
أنا هُنا .. مُتَابعٌ نَغْمَةً
أنا هُنا .. و في يدي ثَرْوَةٌ
عيناكِ .. والليلُ .. وصوتُ البِيان)"!*

"هل عشت القبلة والقصيدة
فالموت إذن
لن يأخذ منك شيئاً"
الشاعر الإغريقي يانيس ريتسوس

عنقه كهرهر السيبير والتوليب الخَضِلْ
‎ يتناثر من صدرة ندى الرمان المُنْفعلْ
‎كان فيروزي الحدقات مهندم الخطوات
‎وكان يتابع نغم الرُّبَى وصَدَى الأحجيات
‎وفي بطانة أكمامة يحيك القَمَرْ

بجوار السنديانة الفضية وحول أوراق الشجر
كانت حبيبتي كانت تحب المطر
فنادى الأرجوان : أين المطر
‎وأين قزحياته العنبرية في تلنا
‎وأين قلائدة الفضية في حقلنا
‎وهمست أيائل الجبال تباعا نُريدُ المطر
‎فردّدت معها أزهار البرتقال : نُريدُ المطر

هل فرشت العشب ليلاً وتلحفت الفضاء
زاهداً في ما سيأتي ناسياً ما قد مضى
أعطني الناي وغني وانسى داء ودواء
إنما الناس سطورٌ كتبت لكن بماء

هل إتخذت الغاب مثلي منزلاً دون القصور
فتتبعت السواقي وتسلقت الصخور
هل تحممت بعطر وتنشفت بنور
وشربت الفجر خمراً فى كؤوس من أثير

‏‎نحب من الليل صدق الحنين
‏‎.....................ونغزل فيها الخيال الضنين
‏‎ونكتب حين يغني الصباح
.................. ..على ضوء شعر نقي الجبين
‏‎فبعض المحابر عشق الكبار
‏‎........................وفيها نسامر حلم السنين

‏‎ونبل الغريزة فوق السحاب
.......................‏‎وأرفع من كل عاري الضمائر
‏‎أبي سوف تبقى دليلي وعيني
‏‎............................فقبر ظليل .. فلليل آخر
‏‎إذا كان في الجود شيء عريق
......................‏‎فأعرق ما فيه.. هيل .. وشاعر