يا أيها الليل البهيم بأضلعي
هذا دمي ياليل ليل ثانِ

لافجر في شطآن يومي أو ضحىً
ياليل ليس سواك في شطآني

أنا لست قانطة ولست كما ترى
يأساً سرى يا ليل في إيماني

لكنّها عين الحياة ضريرة
و أرى بها ليلا بكل مكانِ

إني وحق ضياء وجهه لم أزل
بحباله موصلة الوجدان

يأبى الحنين سوى ضلوعي موئلا
والذكريات مراكبي و حصاني

و مرافئي دمع بغير شواطئ
لا الأمس يذكرني ولا ينساني

وهمٌ أسير على سراط مواجعي
فأنا ظلال الموت والأحزان

وأنا احتساء كؤوس فجرك عندما
ياليل تصحو ناعس الأجفان

وأنا انزياحات الكواكب كلّما
خفق الفناء بكوكب الثقلان


كتبي سراب مشاعر و مشاعري
كتب الهوى وسرابها أجفاني

كيمامة ناحت بأغصان النوى
و قصيدة كُتبت بلا عنوان

فأنا اللظى المكنون في جمر الغضى
وأنا ارتداد النور في النيران

لاتستفيق سوى بوجهك أدمعي
ياليل فاملي الكأس من أشجاني

وإذا نثرت قصيد نوحك أنجما
ياليل فاجعل بدرها أوزاني

سحب أسير أنا بغير دراية
ما بعد قوس الله من ألوانِ

فإذا التقيت البرق صافحني به
صوت الأسى يمشي على أكفاني


وأرى القبور تطايرت و وتكوّمت
حولي وإنّ ترابها أقراني

قوم كأن الشمس صورة روحهم
حتى إذا غربت رأيت مكاني

حولي قبورهم تمور وطالما
قد كانوا في ليل الأسى أعواني


ولئنّ روح الله في جسدي كما
للبدر نور الشمس في اللمعان

فإذا انطفت مثل الغروب وودّعت
جسدي أغيب و تنطفي ألواني

فاملي كتابك واترك السطر الذي
يأتي فهذا السطر من ديواني

وانثر ترابك في النهايات التي
قبل الوجود أتت إلى إيواني

فالكون وجه واحد متلوّن
والناس سكرى الوهم في الشطآن