![]() |
نعم .. كان سرده في النصف الأول من القصة رائعا .. في تسلسل أفكاره ..
في الانتقال من معنى لآخر بكل سلاسة وعذوبة .. ولكن مما أضعف الإحساس بالقصة ذاتها .. الإنتقال الحاد كما ذكرت بين القسمين .. وليس هذا فحسب .. فقد اختلف في أسلوب سرده في النصف الثاني من قصته .. تريدي الحق .. اشعر كان أقوى وأكثر جمالا في النصف الأول .. أقصد حين سرد صفات الشيطان والقصص التاريخية عنه .. هذا في رأيي . دعينا ننتقل إلى اللغة .. أراها ضعفت أيضا في القسم الثاني .. وكأن الكاتب وضع كل جهده في القسم الأول .. فكلمة تقفلين لا تناسب جمال النص وقوة سرده .. ما رأيك . |
بالفعل ، ربما الضعف اللغوي في القسم الثاني ساهم في جعل الإنتقال بين القسمين واضحاً أيضاً ، فقد استخدم جملاً ربما تجدها في أغلب الخواطر فيما له علاقة بالسهر ، وإهمال العالم المادي حوله والسجائر .. إلخ .. لدرجة أنه استخدم اللهجة العامية ، ( أبهديك روحي ) ولا أدري إن كان ذلك من مظاهر الضعف في القصة أم ماذا ، لازال هـذا الأمر شائكاً بالنسبة لي . لقد كانت لغة القصة في عمومها بسيطة اعتمدت على قوة الفكرة ودهشتها أكثر من تعقيدها اللغوي واللفظي والتركيبي . وابتعد ابتعاداً ربما كلياً عن اللغة الشعرية في القصة ، ولربما يعود ذلك إلى كثرة قراءات الكاتب في الروايات المترجمة التي تتمتع بلغة المترجم البسيطة دون التعمق في أبعاد اللغة الأدبية / ، كما أنني ألاحظ في القصة إختفاء مباشر للحوار فقد اتخـﺫت هـﺫه القصة اسلوب السرد الشخصي التي اعتمد فيها الكاتب على طريقته الخاصة في عرض فكرته ، وكان هو صاحب القصة بدون استخدام الضمائر الغائبة ، فكان هو الراوي وهو المتكلم عن نفسه ، واكتفى بـكلمة واحدة قالتها ( قلتِ : أحبك ) فلم يكن هـﺫا حواراَ بالمعنى الـﺫي نفهمه جميعاً ولكنه تغير في النبرة القرائية للقصة ، فأجد أن الأسلوب أتى موحداً ومنسجماً مع الفكرة دون التشتت بين أساليب السرد المختلفة ، إلا أن التنوع فيها جميلا ويخدم بعض أنواع القصص القصيرة ، ولكن في هـﺫه القصة كان الإكتفاء بأسلوب واحد هو الأفضل والأسهل في توصيل الفكرة بطريقة رائعة . / ، . ماﺫا عن الحبكة والخاتمة أستاﺫي ؟! |
أوافقك .. أن اللغة الشعرية تكاد تكون مختفية في القصة
.. عدا بعض المواضع ، أظن أن قوته في القسم الأول وجمال سرده .. لم يكن محتاجا إليها .. فلا تتفق مع سرد القصص التاريخية التي تناولها .. لكن لغته فيها كانت جميلة متزنة .. أما القسم الثاني .. أظنه كان يحتاج .. لأن يدخل لغة شعرية تقوي هذا المقطع .. فقد سرد أحداث بطريقة مباشرة معتمدا فيها على اللغة المقالية .. أكثر منها لغة قصة حديثة قصيرة . حتى ظننته يلهث فيها لهثا .. ، نأتي للحبكة فقد جاءت مع السرد في الجزء الثاني .. أقصد ليس بقوة السرد في المقطع الأول وليست بلغة شاعرية .. فلا أراها تتوافق مع البداية التي ابتدأ بها .. ، كان يمكن أن تكون نفس الحبكة .. ولكن بصياغة أجمل .. وكما يقول البلاغيين .. المعنى قد يكون مطروحا .. ولكن الإبداع في الصياغة وهنا لم يحسن أستاذنا عبدالعزيز الصياغة تماما . هذا رايي أيتها الأستاذة .. ولا أصل لقامتك في نهج تناول القصة .. |
بالفعل كان يحتاج إلى لغة شعرية في القسم الثاني ، وكلامك لا غبار عليه أستاﺫي ، الحبكة من وجهة نظري هي واحدة في القسمين فأتت الأولى لتغـﺫية الثانية ، على اختلاف النهج في صياغتها .. فكان يريد أن يعرض فكرة أننا يمكن أن نُحب الشيطان ، وتتوطد علاقتنا به لنصل إلى ﺫروة الإحساس بالحب/الإنجاز/الإنتقام/ .. إلخ فتكون بداية النهاية جميلة ، ولها نهاية النهاية تعيسة حتماً .. أما بالنسبة للخاتمة ، قد تكون متوقعة من العنوان والتسلسل في القسم الأول وبداية القسم الثاني ، وكأن القصة كانت محسوبة لكتابة هـﺫه النهاية ، فليست مثل بعض القصص التي تُكتب لنهاية غير معروفة ، فيضع الكاتب نهاية تبادرت إلى ﺫهنه في تلك اللحظة .. ولم تكن النهاية مفتوحة فقد يمكن تلخيصها بأن رؤيته لصورتها سببت له ﺫلك الحادث .. وصور صورتها بأنها صورة لشيطان ، كان ربما سبب الفزع الـﺫي ارتابه .. وهنا تكمن المفاجاة في توضيف الفكرة لخدمة الخاتمة / ، ماﺫا لديك قبل أن نسدل الستار سيدي :) |
استطيع أن أقول .. أن القسم الأول كان لخدمة القسم الثاني من النص .. أي لخدمة القصة وتغذيتها كما قلت
أتفق معك في هذا .. ليس لدي ما أضيفه .. سوى أنه بحق كاتب جميل .. لم أكن أعرفه .. وعرفته من خلال هذه المحاورة . هل تعرفي .. وأقولها أيضا للأخت فرحة .. لم أظن أن المحاورة بهذا الجمال .. لها نكهة الفكر حين يتفتح على رؤى أخرى .. والمحاورة معك جميلة ورائعة .. لك فكر متفتق وتناول جميل .. ما في واسطة نبدأ حوار آخر :) ألف شكر لك وللأخت فرحة كل تقديري واحترامي |
للأمانة بالفعل ، أن مثل هذه الحوارات تفتح على النصوص أفاقا لا نكتشفها من القراءة الأولى ، وكان اختيار النص رائعاً ، وتُشكر عليه الأخت فرحة .. شُكراً لك أستاذي عبدالرحيم ، كان الحوار بهياً وجميلاً بك كما توقعت وأكثر .. لكم محبتي وودي جميعاً وتقبل الله صيامكم وطاعتكم .. كونوا بحب / ، انتهى |
لا ريب أنه من سوء حظي أن أفوِّت هذه الليلة، غدا - بإذن الله - لي قراءة لكل ما سيكون هنا واثقة أنه لن يخرج عن الجمال بتاتا.
عائشة، عبد الرحيم فرغلي :34: و مساء يعبق بأفكاركما المُحبَّبة. |
.. كان لي شرف المتابعة منذ البدء .. أبحرت معكما في الأسئلة و الأجوبة والتحليل الفكري المذهل سبق وقرأته الرشيد .. فهو كاتب "بحر" .. شكرا لكما أستاذ فرغلي .. و العزيزة عائشة المعمري :icon20: |
الساعة الآن 03:39 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.