![]() |
على فكرة هناك فضائل على تكوين هذه اللغة والفضل الأعظم للكعبة المشرفة بكونها بقعة مقدسة كانت سبباً في اجتماع العرب الذين كادوا أن يتفرَّقوا بلهجاتهم وتصبح كل لهجة تبتعد مكانيَّاً وزمانيَّا حتَّى تستقل بذاتها مثلما افترقت العبرية والآشورية والسريانية عن العربية لأنّي اظن والله أعلم أنَّ تلك اللغات كانت قريبة من بعضها لدرجة أنَّ الفوارق كانت بسيطة ثم اختلفت مع الزمن وأصبحت كل لهجة لغة لوحدها بعيدة عن أختها والدليل على ذلك أنَّ هناك أسماء مدن وقرى في بلادنا أصول تسميتها سريانية وآشورية وهي قريبة في تكويناتها من اللغة العربية ولهجات العرب التي كادت أن تفترق منها : لهجة قضاعة المتميَّزة بالعجعجة ولهجة تميم التي كانت تنفرد بالعنعنة كانت مكة أرضاً مقدسة ممَّا أهَّلها لتكون سوقاً تختلط فيه لهجات العرب فكان اهل مكة ياخذون من لهجات العرب مايعجبهم وتطرب له آذانهم ويتركون ألفاظهم الوحشية الغير سهلة على اللسان والشعر له دور كبير في حفظ اللغة وازدهارها ونضوجها فكان الشعراء يكتبون الشعر بلغة أهل مكة ويتحاشون الألفاظ الوحشية الأقليمية الغير متداولة أو مفهومة لدى أهل مكة فتكونت لغة قريش المصفَّاه من جميع لهجات العرب فأنزل الله بها القرآن الكريم بعدما صَفَت وتهذَّبت وأخيراً القرآن الكريم جعله الله حافظاً لهذه اللغة من الضياع والتلاشي فقد أضاف القرآن للعربية الكثير من الألفاظ التي لم تكن مستخدمة من قبل وهذّبها وجعلها مناراً لغويَّاً ودينيَّاً هذا رأيي والله أعلم وألف شكر يا اخت ماجدة على الطرح الراقي النيِّر من القلب ألف شكر |
الساعة الآن 01:53 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.