![]() |
حسناً يا ماجد قرأت لك أكثر مِن رسالة في الهدوء مُوجهة لمواضيع معينة في النقد و رُغم أنَّك تَملِك رأياً حصيفاً وردوداً عقلانية إلا أنك لِم لا تُدرجها تحت مواضيعها ، هل هو عدم رَغبة في الاصطدام ! |
أشكرك يا فانوس على قرائتك و رأيك بما كتبت .. جزءٌ من هذا صحيح فالنقاش بالنسبة لي لم يخلق لإنهاء الآخر أو النيل منه .. هذا من جهة ، من جهةٍ أخرى هنالك فارق كبير بين المعلومة و الفكرة أو النظرة .. المعلومة أمر متكرر تراتبيّ لا زيادة فيه إذ أن نتيجته معلومة مسبقاً كونها من المسلّمات .. و معظم النقاشات تنصف المعلومة و تنتصر لها حين يستند عليها .. و قليلاً ما تجد حيزاً لطرح فكرتك و نظرتك تجاه أمرٍ ما .. لذلك من الصعب أن تواكب الآخر كونك في جهة و الآخر في جهةٍ أخرى .. |
طيب يا ماجد أنت متَّهم بالتأثر كثيراً بالأمير الشَّاعر عبدالرحمن بن مسَاعد ما رأيُك بذلِك ! |
:) قد تكون الإجابة المعتادة من لا يتأثر لا يؤثّر .. لكني سأتجاوز هذه الإجابة .. الكتابة أمر لا يتم التخطيط له مسبقاً شكلاً و لغة لذلك تنتفِ ملكية الاختلاق لنمطٍ ما .. الكتابة يشكّلها الزمان و المكان و لا أسبقية فيها كون حدث الفعل المتعمّد معدومة ! ثق أنني لا أدافع عن نفسي و لو كنت أدافع لقلت بأن لي نمطاً آخراً ! لكن مسألة الكتابة تعتمد على الموضوع و الحالة النفسية أثناء الكتابة .. فتتجاوز أسلوباً لتنتهج أسلوباً آخر لا يعنيك بالأول و الأخير لمن هو لأنك لو فكّرت في ذلك .. ستفكّر فيمن أخذ عبدالرحمن بن مساعد هذا الأسلوب منه و تستمر إلى ما لا نهاية .. ليس كل ما أكتبه له علاقة بـ عبدالرحمن بن مساعد هذا من جهة .. من جهةٍ أخرى تجاوزت مسألة المحاكاة الفارغة بل أنني لم أكتبها أساساً و التي تعتمد على الشكل بل و بحقيقة الأمر تفوّقت في طرح الكثير من الأمور و الرؤى التي تعنيني .. سأحاول أن أنهي طول الرد بتساؤل : أأشبه 90% من الشعراء أم أشبه شخصاً واحداً " هذا إن كنت أشبهه حقاً ؟! لا اختلاق في الشعر يا فانوس إلا إن وجدت شخصاً كتب الشعر دون أن يدري بأنه شعر ! |
جميلٌ جداً وَ لاذِعٌ حتى في جمالِك يا ماجد :) ورُبما سيستَزفزني ذلِك لسؤالٍ آخر : قرأتُ لَك في أكثر مِن موضع وجهة نَظر حَول النقاد رُبما قد تغضبهم و تَصل إلى حد إلغاء هذا الفن وممتهنيه هل تُحدثنا عنها ! : ) |
لا يستحق الأمر غضبهم إن أغضبهم أصلاً .. و بعيداً إلى دفعي للاستمرار و مغرّةً برأيٍ قد يجانبه الصواب إلا أنّه يبقى رأياً .. أرى بأن النقد ذائقة يكتسيها التبرير ! و تبرير الرأي على ما لم يطرحُ عليه تساؤلٌ بالأساس ، شبهة :) أرى أن النقد يأتي لتلميع و تبرير الذائقة إذ لا يمكن أصلاً أن تنقد شيئاً لم تتذوقّه أساساً .. و النقّاد ليسوا آلهة الشعر و صانعيه ليمثلّوا مرجعيةً يستند عليها .. و لو كان كذلك لاشترك الناس جميعاً بقراءة ما يكتب على صحيحه و خطئِه .. ربما يتمازج معهم من تتماثل ذائقته بذائقتهم لكن هذا لا يدعي صحّتهم على الإطلاق ! لا أعلم إن كانت الرؤية قد اتضحت لكني سأتوقف هنا لكي لا أطيل عليك يا فانوس .. |
طيب ياماجد لنبتعد قليلاً عن النقد بينَ حسين وَ فريح وأشبَاههما تكتُب لتؤنسن الهَم وتتحدث عَن ضمير المواطن البسيط و المغلوب ، رُغم أن هذا التوجه جميل وإنساني ، ألا ترى أن الكثير من الشعراء ألفوا الثورة على الواقع لدرجة تسخطهم الدائم ! والذي الغى رؤيتهم لما هو إيجابي ! |
لا أقول بأن ما أكتبه يشكّل همّاً كبيراً يحرمني المنام و رسالةً سامية أحاول تأديتها .. هذا في البدء لكي لا نمارس عملية التضخيم و المغالاة لما نقوم به .. صدّقني من يكون أسوداً يبحث عن البياض دائماً ! من ناحية الكتابة بسوداويّة فلا أعلم من ذا الذي قال لكم بأن الواقع منيرٌ جداً لأسأله و يسألني؟ الإيجابية فلسفة يتقنها من تؤديه لا من يؤديها. انظر إلى معظم من يتحدّث عن الإيجابية من أي فئةٍ هو ؟! أمرٌ آخر ، الناس الموجوعة لا تقرأ بل تتوجع و فقط ! |
الساعة الآن 05:44 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.