![]() |
مشهد من واقعي : اقترب مني حتى لامس بشيبه روحي .. مد يده وهو يقول : - والله لا أريد التسول يا ابنتي .. ولكن أولادي هجروني .. ولا أقوى على العمل .. شيخ في السبعين .. مغبر الوجه .. كسير القسمات أوجع قلبي .. أخرجت حفنة من المال .. وقطرات من دموعي ودسستها في يده المجعدة قلت بصوت مرتجف : الدعاء يا أبي فذهب وهو يرفع أكفه إلى السماء ويدعو .. غاب وتلاشى ظله من الطريق .. حتى حل محل الغصة الحارقة .. برد وسلام .. كم أشتاق إليك يا أبي .. |
. |
حمد الرحيمي لا نعول كثيرآ على دقة هذه الإحصائيات , إنما هو مجرد سعي لسبر غور الذات واكتشاف كُنه ذلك المجهول فينا .. وهي كذلك بداية للتعرف على خصائص التفس الغائرة في صدورنا وبالتالي محاولة إصلاحها .. وعلى أقل تقدير هي حافز لمواجهة الإنسان فينا .. حتى وإن ظننا بشحوب معاييره .. نتيجة رائعة لإنسانيتك سرني عبورك شكرآ لك |
السديم من قال بأن المبدع معصوم من الزلل ..! العصمة ليست جديرة إلا بالأنبياء فقط ولا تليق إلا بهم.. وحتى منهم عليهم السلام من زل وتاب .. لقد خلقنا بشر كسوانا ونتفيأ بمظلة الإغواء والهوى ووساوس الشر .. وكم من كاتب أو شاعر وقع تحت طائلة الشر وحاول أن يعمم ذلك على مريدبه .. نعم هناك من يخط المثالية وهو يتخبط بالشرور .. وهناك من ينحت الجمال .. والقباحة تسكن أعماقه .. وإن كانت فئة نادرة .. لكنها موجودة .. فكم من كاتب سعى لنشر المفاهيم الهدامة لأنه وحده بدافع من نفسه الأمارة بالسوء يراها مثل وقيم .. والتاريخ يعج بنماذج الفضيلة والرذيلة في شخصيات إبداعية محتلفة على سائر الزمان.. إذن ..ليس كل من حمل قلما أو فرشاة أو غيرها من آليات الإبداع هو في مرتبة الملائكية ومنزه عن العيوب والأخطاء .. لأننا وببساطة متناهية .. مخلوقات أوجدنا الجليل لنذنب ونتوب ..ثم نُذنب ونستغفر ليغفر لنا .. أسعدتني نتيجتك شكرآ لمشاركتك .. |
مشهد إنساني نادر هذه الواقعة شهدتها بنفسي ورأيتها بأم عيني : كنت أنتظر في العربة ريثما تنتهي مهام أخي في الجوار .. فجأة رأيت رجلآ يجر فتاة صغيرة لا تتجاوز الثالثة من عمرها على الرصيف بالقرب مني .. كان يعاملها بغلظة ويلطمها على رأسها ووجهها .. ويركلها بقدميه والطفلة تبكي بألم .. لم أتحمل هذا المشهد .. أمسكت بمقبض الباب وكدت أن أخرج لمواجهة ذلك الظالم .. ولكني توقفت حين اقترب شاب من الرجل وسأله بعبوس : حرام عليك يا أخي .. لماذا تعاملها هكذا ؟ قال الرجل بقسوة : لا شأن لك بنا .. إمض في طريقك .. لكن الشاب قال بإصرار وغضب : لن أمضي حتى أعرف حكايتك مع هذه الصغيرة .. وإلا أقسم بالله سأبلغ السلطات عنك .. وجل الرجل لتهديد الوافد الغريب فقال متلعثما بحزن : يا أخي .. إنها لا تكف عن طلباتها .. وأنا رجل معدم .. لا طاقة لي بما تطلبه سأله الشاب : وماذا طلبت منك حتى تضربها على هذا النحو ؟ تردد الرجل قليلا وقال بخجل : إنها تريد شطيرة من ذلك المطعم .. وأنا لا أملك ثمنها .. أخرج الشاب من جيبه ورقة ب500 ريال وأعطاها للرجل قائلا : خذ .. اشتري لها كل ما تريده .. وقال محذرآ : ولكن إياك أن تعاملها بهذه القسوة مرة أخرى .. وقبل أن يمضي في طريقه قال بألم : احمد الله على هذه النعمة التي لديك .. فهناك رجال يتمنونها بشدة .. وغاب الشاب , بينما دخل الرجل وطفلته إلى المطعم .. وبقيت ساهمة أفكر بأمر هذا النبيل الجواد .. ووصلت إلى نتيجة مذهلة .. هل يعقل أن هذا الشاب قد حُرم من الأطفال ؟ ربما .. هذه هي الدنيا .. عجيبة دائمآ بحكاياتها |
اقتباس:
. |
الغالية السديم حوار شيق معك .. ووجهة نظرك كالبياض أتنشقها عطرآ .. مرحبا بكِ في كل حين .. لي عودة للإنسانية بحول الرحمن |
الساعة الآن 11:34 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.