منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   النص الرمضاني : د.فيصل عمران (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=2037)

د.فيصل عمران 10-12-2006 11:42 PM

سيدتي الفاضلة :


ارتبط شهر رمضان المبارك، بثروة غزيرة من الشعر العربي في الاشادة به والتبرك بقدسياته، بيد ان بعض ظرفاء الشعراء أو فقرائهم، استغلوا المناسبة للتعبير عن ضيق عيشهم، فتركوا لنا نماذج ممتعة من المدغدغات، وكان من ذلك ما قاله الشاعر الشيخ علي الجواهري في قصيدته الشهيرة «رمضان والافلاس» التي ارتجلها عام 1930 في احدى الجلسات الرمضانية في النجف وضمنها الكثير من الالفاظ العامية على عادة اهل الفكاهة والسخرية. بدأها فقال:
سمعا بياني أيها الثقــلان
ما يصنع الإنسان في رمضان؟
إني ومن خلق الأنام لحائر
في عيشــتي وفـي دياني
لم الق الا في السحور فطوره
فمتى تظن سـحوره يلقاني؟
تالله ما ذقت الكباب وما رأت
عيناي شكل حلاوة و فران
أما الدجاج فما سمعت بذكره
واخاله لفظا بغير معانــي
و كذلك السبزي طيب ريحه
ما شـمه انفي بطول زماني
السبزي هو السبانخ المطبوخ باللحم، وهي أكلة نجفية مشهورة. ويمضي الشاعر فيشكو همه في ليلة القدر:
وفي ليلة القدر(المذبذب) اكلها
حتى الكلاب تذوق لحم الضان
وأنا بها طاو، ابيت وإنما
من جوعه غنى بها مصراني
وهذه اشارة الى بيت شهير آخر من الجوعيات في المناسبة اياها:
فبت والأرض فراشي وقد
غنت «قفا نبك» مصاريني!
وقد سمعنا بشاعر آخر يشكو هموم الفقر في رمضان، فيجعلها عذرا لفطره:
اعدت سرات القوم للصوم عدة
وجاءت بما يغنيهم طيلة الشهر
وكان بمستعص علي شراؤه
فخير شفيع لي بإفطاره فقري!
وانفجر الشاعر ابو عيسى بن هرون الرشيد في لمعة من لمعات ظرفه ودعابته فقال:
دهاني شهرالصوم لا كان من شهر
ولا صمت شهرا بعده آخر الدهر
ولو كان يعديـني الامام بقدره على الشهر
لاستعديت جهدي على الشهر
والظاهر ان الله تعالى، قد استجاب لدعوته فأصابه بالصرع مرات متتالية كل يوم مما منعه من الصوم ما بقي من حياته، فكان لآخر شهر صامه وما صام شهرا بعده آخر الدهر. وهذا ظريف آخر يشكو هموم جوعه في رمضان:
الصوم قيد مني كل جارحة
اصم سمعي وغشّى نعمة النظر
متى يزف هلال العيد لي خبرا
به اعود سويّ السمع والبصر!
وعند حلول شهر رمضان الشريف واطلالة هلاله، كتب الشيخ صالح الكواز، وهو من اكثر الشعراء مزاحا وظرفا يشكو فقره في هذا الشهر المجيد الى العلامة السيد مرزا جعفر القزويني في ابيات يقول فيها:
لقد صام كيسي صوم الوصال
فلا من حرام ولا من حلال
أترضى بأن يغتدي صائما
وانت الجدير برؤيا الهلال؟

د.فيصل عمران 10-12-2006 11:47 PM

هناك إستثارة لاحد ّلها في هذا المناخ، شهر الصيام، فأينما تمضي وأنت في رحاب مدرسته ، ستجد دلائل الخير تعم الخيال ، الجوع له مضمار ، طيب النفوس ، غياب ماتعودنا عليه من أشياءنا اليومية ، طعامنا ، مشربنا ، غياب كأس الشاي ، السيجارة للمدخنين ، كثرة الكلام في أمور الحياة ، وأشياء أخرى لاحصر لها .....

بعد الليل 10-12-2006 11:49 PM

اعتمادا على هذه الغزارة ..

أفق الكاتب واسع وفضفاض حرفا وفكرا. ما مدى تأثير الأجواء الروحانية الرمضانية على نوعية إنتاجه الأدبي؟

د.فيصل عمران 10-13-2006 12:01 AM

التأثير واضح عند من كتبوا نصوصاً تليق بهذا الشهر المستبد بالذكريات ، حدّ العشق ، ولكن لاننكر أن معظم الأدباء في وقتنا الراهن قد ذهبوا عن إبداعاتهم مثلما تذهب شهوة الحديث في المجالس ، وذلك استجابة لرغبة الأكل ، أو مشقة الصيام ، والتي أتت على كل شيء من أجواء الكتابة في نظرهم ، أنا أرى أن الأدب الهادف أو أدب القضية أيّاً كان حجمها هو من يدعو الى الإستفادة من تلك الاجواء الروحانية ، خاصةإن كان مايحمله أصحابها من اتجاه يتوافق وهذا الموسم العظيم

د.فيصل عمران 10-13-2006 12:03 AM

سيدتي:

رمضان الكريم شهر الصيام. المفروض أن يقل الأكل فيه لنتحسس جوع المعدمين ولكن آخر الإحصائيات تكشف أن ما يستورد ويستهلك في هذا الشهر من المواد الغذائية يفوق ما يستورد ويستهلك في الأشهر الأخرى. أقول مثل ذلك بالنسبة لعقاقير المعدة والتخمة. فلا يفرغ القوم من الإغراق في الأكل عند الفطور حتى يبدأ الإفراط في السحور. عبر عن هذه الظاهرة كثير من الشعراء والأدباء في طرافاتهم ومداعباتهم الرمضانية ومطارحاتهم الإخوانية التي خلد الكثير منها في سجلات الأدب العربي

بعد الليل 10-13-2006 12:04 AM

أنا أرى أن الأدب الهادف أو أدب القضية أيّاً كان حجمها هو من يدعو الى الإستفادة من تلك الاجواء الروحانية ، خاصةإن كان مايحمله أصحابها من اتجاه يتوافق وهذا الموسم العظيم

رؤية موضوعية

سؤالي التالي ..
رقيبك الذاتي .. ما أخباره في رمضان؟

د.فيصل عمران 10-13-2006 12:09 AM

هناك أكثر من رقيب ، ولاأدري من سلط كل هؤلاء عليّ، المهم أن النتيجة تشتت ملموس ، ينهال على المساء أحياناً يتغنى بالسحور واجوائه ، وأحياناً تنهال عليه بعض حروف الأمس وقد شاغبها هذا الجوع والعطش ، كأنها تعرفه ..!
المشكلة في المنثور من الكلام فقدان البوصلة في أكثر الأحيان ، ولكن كل ماتلده هذه النفحات ، محبب الى النفس ....

بعد الليل 10-13-2006 12:11 AM

التجمعات الرمضانية والزيارات الاجتماعية وغيرها من الأجواء الرمضانية الخاصة. هل تعتقد أنها تساعد على بلورة رؤى وأفكار جديدة عند الكاتب من الممكن أن تكون شرارة نصوص جديدة قادمة؟


الساعة الآن 05:14 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.