![]() |
الدكتور الفاضل عبد الفتاح أفكوح ..
في البداية أشكرك على هذا الموضوع الشيق, والذي قدمتهُ لنا بطريقةٍ جميلةٍ في عرضهِ وسبكهِ وحسن ابتدائهِ وختامه .. طرحٌ وكأنهُ يرتدي معطف النداء ..! أو ثوب الدعوة ..! في الحقيقة - ولا أخفي إعجابي بنظرتكَ وثقافتكَ ونبرةِ الغيرة على عرقنا وثقافتنا التي كانت بصوتكَ - إنني أخالف الفكرةَ تماماً .. بمعنى أنني لا أرى أبداً أنَّ النقد الغربي قد أثّر سلباً على النقد العربي .. بل أضاف لنا الكثير والكثير والكثير .. حتى أنني - حاكاً رأسي مبتسماً - أردتُ أن أترجم الجملة السابقة ( الكثير والكثير والكثير ) وأذكر بعض ما أضاف لنا علماء الغرب فتوقفتُ لحظة ًسائلاً نفسي : من أينَ أبدأ وماذا سأذكر ..؟! فتراجعت عن ذلكَ وقلتُ سأكمل حديثي بذكر نقاطٍ أخرى .. والذي جعلنا نأخذ بعلومهم الجديدة وآرائهم النقدية الحديثة ما هو إلا دلالةً على تفوقهم وإبداعهم بهذا المجال ..! ولم يتفوقوا إلا لأنهم تفوقوا علينا في الحياة بأكملها ..! فالإبداع الأدبي ماهو إلا انعكاساً للإبداع في الحياة ..! وما الأدب إلا نتاج أفعال وأعمال واكتشاف وبحث وجهد وتفكر ومواقف واختبار في الحياة الواقعية ..! وكأنه خلاصة ٌ لتلك الأفعال مُسكبة ً على الاوراق ..! هم تفوقوا علينا بكل شيءٍ في الحياة كلها, فلماذا ننكر تفوقهم النقدي ونُقِر ما هو أعظم من ذلك ..؟! تلكَ حقيقةٌ - وإن كانت مرة ً على قلوبنا - لابد أن نصدقها ..! دعني أعلق على بعض ما قلتَ يا أخي الفاضل .. اقتباس:
وما أراه إلا نيلاً جميلاً ومفيداً ..! اقتباس:
بل كما استفادوا هم منا - سابقاً - ينبغي علينا أن نستفيد منهم الآن ونكمل من حيث انتهوا, كما بدأوا من حيث انتهينا ..! اقتباس:
فنحن رأينا النقاد يتكاثرون بالدقيقة بيننا, ونتاجهم يكثر بين أيدينا .. اقتباس:
إن أقمنا قطيعة إبداعية, أو أيا كان نعتنا لتلك القطيعة فبمجرد أن نقيمها بين العمل الأدبي والمنهج النقدي أياً كان ذلك المنهج - حديثاً أو قديماً, عربياً أو غربياً - فإننا بذلك نوقف النقد تماماً ..! اقتباس:
فهي ليست واهية أبدا ..! بل جذورها ما هي إلا متغلغلة بأرض زهير ولبيد وأرسطو وأفلاطون قبلهم ..! اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
بل سددوا وقاربوا .. اقتباس:
ولا أدافع عنهم أبداً, بل أذكر سبب غلوهم, وذاك شيء يعنيهم, بل إنني أضم صوتي لصوتكَ وأنادي بعدم التعصب لهم .. أما استخدامنا مصطلحاتهم الجديدة وألفاظهم النقدية فهو لأمرٌ طبيعي ..! هل نسيتَ أننا اشتَقَّينا من ( حَسَبَ ) لفظة ( حَاسُوب ) ..؟! ما الذي دفعنا لذلك يا ترى ..؟! اقتباس:
اقتباس:
فـ ( اللساني ) مصطلح اشتهر به علماء الغرب وبالأخص فردناند دو سوسير ..! وبالرغم من أنّ أصل اللفظة عربية - لسان العرب لابن منظور مثالٌ يكفي لذلك - إلا أننا قبل أن نتلقَّى علومهم الجديدة لم نكن نردد ذاك المصطلح ..! وحتى فنّ ( المسرح ) لم يكن عندنا أبداً أبدا ..! بل فنٌ غربيٌ حديثٌ أخذناه منهم ..! ويؤسفني - والله - أن أكمل وأذكر أن فنّ ( القصة ) وَ ( الرواية ) ما هو إلا غربياً حديثاً أخذناه - أيضاً - منهم ..! وليس ذلكَ عيبا بل من الجميل أن نأخذ منهم ما هو مفيد .. فلازالت - والحمد لله - فنوننا القديمة تُمارس من قِبلنا وقبلهم حتى اليوم كالرسائل والخطب, رغم تكبرهم أحيانا أو تحايلهم بوضعها بين أضلع رواياتهم .. ليتنا نقوم بإحياء فنوناً سابقة ً قد اندثرت منذ زمنٍ كالمقامات ..! معللين اندثارها بأن سبب ظهورها هو لحفظ اللغة من الضياع فقط, كالمعاجم اللغوية, متناسين الإبداع والفن والمعرفة والقيمة التي تحملها بين أسطرها ..! كان ذلك عذراً لنا بأن نبقى كسالى, نحب فقط أن نتلقى لا أن نأتي بمثلها ولا أرقى ..! ومن الواجب علينا عند ذكر إحياء المقامات أن نشكر الكاتب الكبير عائض القرني بإحيائها عبر ( مقامات القرني ) .. كم عنى لي إحياءه ذاك الفن القديم ..! في النهاية أشكرك أخي الفاضل, وأعتذر منكَ إن أسأت أو أخطأت أو قصرت أو أطلت أو تماديت, فما ذلك إلا حباً للنقاش والحوار الهادف والذي أسعى - دائما - بهِ للاستفادةِ قبل الإفادة, وللقراءة قبل الكتابة, وللإحسان لا الإساءة, وللإخاء لا العداوة, وللهدي لا الضلالة .. ويبقى الاختلاف في دائرة اختلاف وجهات النظر لا يخرج منها أبداً كما أسعى وأتمنى دائما .. لكَ جل احترامي وسلامي .. |
شكرٌ وتقديرٌ وأزهارٌ في مزهرية
|
الساعة الآن 02:58 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.