![]() |
أكمل سيره بـ إتجاه أخر المطعم وتناول الكرسي وجلس جلستا الفتاتين بجانبه وأخرجت أحدهن دفتراً أبيض وقلماً ذهبي اللون وأخذت تكتب .. رمقته بنظرة وأنت تتناول طعامك وعلى عجل .. لم يكترث لتلكـ النظرات ..! وكان منهمك الحديث مع الفتاتين أنتهيت من طعامك ودفعت فاتورة الحساب وخرجت .. تفكر أين تذهب فالجو جميل ومغري بالتنزه مازال عقلك يفكر بأمر الفتاتين وماعلاقتهما بخذلان الزمن؟ قطع حبل أفكارك صراخ طفل دفعته عربة حصان مسرعه أسرعت نحوه وحملته بين يديك لتضعه على كرسي خشبي كان بالجوار وتبعه صراخ إمراة هل حدث لـ أبني مكروه؟ أجبتها لا .. لم يحدث ..الحمدلله شكرتك لجميل صنعك وقررت أن تكافئك بأخذ جولة على تلك الحديقة المقابلة وأن تشتري لك الذرة الحاره هم يفعلون هكذا عند شكرهم ..! أعتذرت منها لـ إنك على عجل من أمرك وأستأذنتك بمعرفة أسمك وعنوانك ..! أجبتها بـ إغتراب وعنواني طرق الألم الشتى ..! قبلت ذاك الطفل الجميل ومضيت نحو الأمام لوح لك مودعاً بيديه الصغيرتين سارت بك قدماك نحو السوق القديم يمتلكك حنين عارم لذاك السوق لاتعلم ماسره ..! أتجهت نحو بائع القبعات فعقلك يحدثك بقبعة من خوص لونها عشبي ..! وسرعان ماوجدتها أمامكـ وكأنها تنتظرك..! حدثك قلبك لو أن السعادة طلبتها وتحققت لك الآن كما هو الحال مع تلك القبعة التعيسه ..! لاتلم قلبك بـ أن وصفها بـ التعيسه .. كيف لا وهي سترافقك في رحلة ألمك الشاقه تناولت تلك القبعه ودفعت ثمنها ومضيت نحو الأمام تتجول بناظريك في أنحاء السوق المترامية أمسك بيدك شئ ما وسمعت صوت ضحكة طفل ألتفت لتجده ذاك الطفل الذي أسعفته عند الحديقه أبتسمت وحملته عالياً وأنت تقول أعرف أنك بخير مادمت وصلت هنا ضحكت أمه وهي تتمتم بعبارات الشكر والإمتنان لك وكعادتك شكرتها بـ إبتسامتك المعهوده دعتك لتناول كوب من الشاي وقطع من الكعك قبلت دعوتها وأنتهى بكم الطريق إلى قهوة السوق كانت مكتظة بالزائرين والعابرين والمتسوقين تناولت أقرب كرسي وجلست وجلست المرأة أمامك وطفلها ممسك بيدك جاء النادل وأخذ الطلبات وبغضون دقائق عاد وهو يحمل أكواب الشاي وقطع الكعك المحمصة تناولت الشاي وأنت كعادتك غارق بـ الأفكار التى لاتنتهي بدأت المرأة تتحدث مع طفلها كي تلفت إنتباهك شعرت بالخجل وسرعان ماسألت المرأة عن أسمها أجابت بـ غيمه ..! وطفلك .. شامخ ..! نال إستحسانك إجابتها السريعه وأكملت تناول الشاي وقطع الكعك بدأ المساء يحل وأصوات رواد القهوه تتعالى أصبت بصداع خفيف وطلبت منها المغادره ودعتها عند مخرج السوق ولم تحدد لقاء يجمعك بها وبطفلها ذهبت إلى غرفتك وفي طريقك إلى هناك شاهدت خذلان الزمن ومعه خيل رمادي اللون تجاهلت وجوده تماماً أمامك وأكملت مسيرك نحو الغرفه لحق بك خذلان وطلب منك الذهاب معه للبيت لـ أمر هام رفضت بحجة أنك متعب وتريد النوم لكنه ألح عليك وأن خاله يمر بمشكلة ولابد أن تحضر لتسهم بحلها مضيت الطريق ومعك خذلان وخيله ولم تتحدث معه عن شئ وصلتما المنزل وكانت المفأجاة ..! الفتاتين بمعاطفهن السوداء جالسات على عتبة المنزل دهشت من المفأجاة ولم تتكلم .. للوجع بقيه ................. |
ودخلت إلى المنزل وقد تناولت قبعتك ووضعتها على الطاولة .. حيث يجلس خال خذلان ( أود أن أخبركم بأسمه أنه يدعى شاحب !) سألته على عجل مالخطب ؟ كان الرجل العجوز يتمتم وعينيه صوب النافذه ... أجاب بصوت مخنوق .. يجب أن أرحل من المدينه ! ولاتسألني مالسبب ؟ تناول إغتراب كرسي وجلس وقال .. أرحل ومالمشكله في رحيلك؟ رد شاحب بنبرة عالية .. الخطب جسيم ووصفه أليم ..! علت ملامح إغتراب الدهشه وأمتلأت عينيه بالذهول وسكت ..! قطع الصمت صوت خذلان وهو يودع الفتاتين وقد أستلم منهما حزمة أوراق مربوطة بوشاح أخضر ..! وأغلق الباب وأتجه نحو الطاولة وتناول كرسي وجلس .. لم يمنع إغتراب عينيه من التحديق بتلك الأوراق التي كانت بيد خذلان ولم يعر خذلان نظرات إغتراب إهتماماً .. ومازال شاحب متسمر أمام النافذة ويتمتم ..! تساءل إغتراب في نفسه مالذي يحدث ؟ ولماذا لايريدونني أن أعرف شيئاً عنهم ؟ ولماذا عالمهم يكسوه الغموض ؟ والسواد ؟ ولماذا ؟ ولماذا؟ ومازال الصمت يلف المكان وكأن خيبة أصابت ساكينه .. وبعد وقت ليس بالقصير أستأذن شاحب وذهب إلى غرفته وبقي إغتراب في ذهوله غارقاَ ... وخذلان ممسكاً بالورق ويفكر بصوت مسموع ..! نهض إغتراب متوجهاً نحو الباب ومودعاً لخذلان الذي لم ينطق بكلمه وأكتفى برفع يده ملوحاً ..! خرج إغتراب وهو يسير بخطى متثاقله وقد صفعته الحيرة وأدمت ملامحه ..! توجه نحو الحي القديم حيث توجد غرفته المتهالكه .. وهو في طريقه أشترى فاكهة ..! وصل إلى غرفته وقد أنهكه التعب وتناول بعضاً من الفاكهه وأستسلم لنوم عميق دون أن يفكر بماذا سيحدث في الغد لشاحب وخذلان ..! للوجع بقيه ................. |
الساعة الآن 07:49 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.